عقد هذا الأسبوع مركز "إعلام" و مركز"أمان" لمكافحة العنف، ندوة خاصة حملت العنوان "الإعلام يُمارس ام يحارب العنف"، وذلك في المركز الجماهيري كفر برا، بمشاركة طاقم متنوع من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة؛ صحافيين من المجتمع العربي واليهودي؛ طاقم مركز "إعلام"؛ إدارة وطاقم مركز "أمان"؛ إدارة المجلس المحلي؛ والعشرات من المشاركين من المنطقة منهم أئمة مساجد ورجال تربية ومهنيين وضيوف آخرين.

هدفت الندوة إلى تشخيص حالة الإعلام المحلي وعلاقتها بالعنف المستشري وإذا ما كان هنالك دورًا للإعلام في محاربته او في نشره بنطاق أوسع. كما وهدفت إلى استخلاص العبر اللازمة بعد التفاعل بين الجمهور وبين ممثلي وسائل الإعلام، حيث أعلن القيّمون على المؤتمر عن نيتهم إصدار مذكرة تفاهم بعد المؤتمر تشكّل مستند موجه للإعلام في تعامله وتغطيته لأحداث العنف والجرائم.

وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية للشيخ كمال ريان مشيرًا إلى أن هذا اللقاء واحد من سلسلة لقاءات ينظمها مركز "أمان" يحاول من خلالها ان "وقف زحف غول العنف"، موضحًا أن مركز "أمان" ولد من رحم المعاناة والألم، وانه لا أريد لأي شخص أن يشرب من الكأس التي شرب منها. واوضح الشيخ ريان أن العنف اليوم ينتشر في كل حي، ويقف على كل باب بيت، ومحاربة انتشاره ليست متعلقة فقط بالشرطة او بالقضاء او أئمة المساجد، بل على كل الجهود ان تتضافر معا من اجل وقف هذه الظاهرة التي لم يعد من الممكن ان نقف حيالها موقف الحياد.

تلا ذلك كلمة رئيس المجلس المحلي محمود عاصي، الذي أثنى على أقول الشيخ ريّان وأكد أن كفر برا بقياداتها الاجتماعية والدينية وجهود الأطر الشبابية تسعى جميعا لنبذ العنف ووقفه عن طريق فعاليات وندوات ونشاطات جماهيرية، آملين أن يسود الشعور بالامن والاطمئنان في كل بلداتنا العربية.

بدوره عدد جيمس رايدر ممثل السفارة الأمريكية التي تُفعل مشروع ( ميبي ) الداعم لمشاريع مجتمعية في المجتمع العربي، منها محاربة العنف وتمكين النساء، المشاريع التي عملت (ميبي) على دعمها مؤخرًا موضحًا أن موضوع العنف المستشري ومحاربة يتصدر قائمة الأولويات لديهم.

ثم بدأ النقاش الإعلامي الذي أداره الزميل جاكي خوري مدير قسم الأخبار في إذاعة الشمس.

وشارك في الحوار كل من الإعلامي والمختص النفسي مصطفى شلاعطة الذي حذّر من طريقة التغطية الإعلامية للعنف بكافة أشكاله التي تركز بالأساس على تفاصيل دقيقة بهدف "الريتيغ" مما يجعل من التفاصيل الدقيقة كطبيعية ويمكن تقليدها مرة أخرى، ومما يؤكد ذلك أن هنالك تشابه بين الجرائم المختلفة التي وقعت في المجتمع العربي، الأمر الذي يضع الإعلام في خانة "المحفز".

من جانبه، تحدّث الصحافي بالجزيرة نت محمد محسن وتد عن عجز المجتمع بمعالجة مظاهر العنف بظل تقاعس الشرطة بفك رموز الجرائم والتعاطي مع العنف والجريمة على أنها مجرد أرقام مع غياب سلطة القانون والردع، الأمر الذي انعكس سلبًا على الأداء الإعلامي الذي يتعاطى مع الظاهرة كمجرد أحداث دون الخوض بالعمق، مع استبعاد الكوادر الصحفية المهنية عن وسائل الإعلام.

وبين أن الصحافة وبظل الفوضى بالمشهد الإعلامي ومع طفرة المواقع على الشبكة العنكبوتية باتت عاجزة عن القيام بدورها وواجبها المهني والأخلاقي، وتنازلت عن وظيفتها بالتوعية والتثقيف، ما أدى إلى غياب خطاب إعلامي موحد بالمجتمع الذي يعيش حالة من التشرذم وبات أسوة بالصحافيين رهينة إلى شبح العنف ولغة التهديد والوعيد التي باتت تهيمن على الخطاب المجتمعي.

بدورها تحدث الصحافية خلود مصالحة، من موقع"بكرا" ومركز "إعلام" عن الإعلام الحديث والذي يُشكل رافعة لحرية التعبير وحق الجمهور في المعرفة، قيّم عمل الإعلام التقليدي بصيغته الحالية على تقييدهما، كما وأشارت إلى العنف الذي يتعرض له الصحافي من قبل المؤسسات الحكومية المختلفة، خاصة الشرطة التي تحاول أن تغطي معطيات فاضحة تتعلق بالعنف في المجتمع العربي لتحسين صورتها في منظمة التعاون والتنمية الـ OECD. ونوهت مصالحة على أن الحل الأمثل لتوجه الإعلام ومهننته هي بخلق مجتمع مستهلك لإعلام سليم مهني وموضوعي.

أما الصحافي، ينيف كوبوبيتش تحدث عما تحاول الشرطة أن تخفيه عن الجمهور وتغييرها لمعطيات تتعلق بالجريمة العربية موضحًا طريقة عمله في تغطية أحداث العنف لوسيلة إعلام عبرية.

وأنتهى اللقاء بتكريم عدد من أئمة المساجد والمشايخ التي عملت على محاربة العنف وبأسئلة حوار مع الجمهور. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]