بعد النجاح العلمي الهائل الذي حقّقته مجموعة طبيّة في إسرائيل ترأسها د. عادل شلاعطة من مدينة سخنين، والتي حازت على اهتمام عالمي، وفي مجالات البحث العلمي عالميا، حيث استطاع البحث الذي ترأسه د. شلاعطة تحديد الجين المسؤول عن السمنة المفرطة وذلك في مقال علمي تمّ نشره في أنحاء العالم تلخيصا لبحثه الذي بدأ إجراؤه منذ عام 2000، مراسلنا التقى الدكتور عادل شلاعطة – والذي يعمل في عيادة طبيّة في سخنين ومستشفى زيف في صفد للحديث عن بحثه، نتائجه، وإمكانيّات مساهمة هذا البحث في التطوّر العلمي وكيف سيساهم في تقليل مرض السمنة الزائدة المنتش حول العالم.

في البداية حدّثنا د. شلاعطة عن مجريات البحث الذي عمل عليه، فيقول انه بدأ بإجراء البحث منذ عام 2000 في أمريكا، وذلك بعد أن تعرّف الى العائلة التي تعاني من السمنة الزائدة، تمّ أخذ عيّنات (D.N.A) – المعلومات الوراثيّة، موجّها لها الشكر بحيث أنّ وجود العائلة هي أساس نجاح البحث، وفي أمريكا تم تشخيص المواد الوراثيّة لديها، وتحديد موقع الجين المسؤول عن السمنة الزائدة، وفي عام 2003 تمّ اكتشاف الجين، وهو علميّا يسمّى "جين غير معروف عمله".

عام 2003، صعوبة إكمال البحث: التمويل، المكان، والانشغال!

في العام 2003 عاد د. شلاعطة إلى البلاد، وقرّر تكملة البحث في البلاد، في البداية واجه صعوبات جمّة في تكملة البحث، منها بأي معهد سيكمله، الميزانيّات وتوفيرها لاستكمال البحث، الانشغال الدائم – حيث أنّ الاهتمام بالبحث هو على وقته الخاص، وبشكل تطوّعي حيث لا يحصل على أي مقابل ماديّ خلال إجرائه البحث العلمي، لذلك فإنّ التوازي بين العمل والبحث العلمي مطلوب لأنّ البحث العلمي لا يدرّ له مدخولا، حتّى واصل في مستشفى روتشلد بحثه هناك، واستطاع تحديد عمل "الجين غير المعروف عمله"، وتحديد عمله على أنّه المسؤول عن السمنة الزائدة.

النتيجة: جين في (D.N.A) مسؤول عن السمنة الزائدة!

تم تحديد الجين وعمله من خلال إقامة موديل مختبري، تمّ عام 2007 هندسة فأر مختبري يحمل الجين المسؤول عن السمنة، وتبيّن بعد عمليات التزاوج التي أقيمت في المختبر بأنّ خلال أشهر قليلة وصلت نسبة السمنة إلى ثلاثة أضعاف، ليتبيّن أن الجين مسؤول عن السمنة الزائدة، هذه النتائج تم وضعها في مقالة علميّة ونشرها في المجلات العلميّة وحازت على اهتمام كبير في الوسط الأكاديمي العالمي.

البحث هو مشروع لأبحاث مستقبليّة قد تعالج مرض السمنة!

وعلّق د. شلاعطة على نتائج البحث، فقال إنّ البحث استطاع تحديد الجين المسؤول عن السمنة الزائدة، وهو عبارة عن إضافة علميّة عالمية هامّة، حيث لم يتوقع أن يكون هنالك جين مسؤولا عن السمنة في الجسم، مضيفا: " النتائج التي وصلنا إليها هي عبارة عن مشروع جديد للبحث العلمي، ويطرح تساؤلات حول مستقبل السمنة الزائدة في العالم، وحتّى الآن لا يمكن معرفة ما العلاج للسمنة، وهنا من المهم التأكيد بأنّ الجينات (الخلايا الوراثيّة) تتفاعل مع بعضها البعض، والبحث هو طريق لاستكشاف ما هي الجينات التي تتفاعل مع الجين المسؤول عن السمنة الزائدة، وهي بداية تشخيص الحالات التي تعاني من السمنة الزائدة أو تكون عرضة للسمنة".

السمنة الزائدة.. ما هي؟!

وعن السمنة الزائدة، قال د. شلاعطة إنّ هنالك من يقول بأنّه لا يتناول الطعام – ومع ذلك هو معرّض دائما للسمنة الزائدة، وهنالك من يأكل الكثير من الطعام ولا يتعرّض للسمنة أبدا، والبحث العلمي يقول إنّ الخلايا الوراثيّة تؤثّر على عمليّة الأيض في الجسم (حرق الطاقة وخزنها)، وكلّ شخص يختلف عن الآخر، وعند تشخيص الجينات التي تتفعل مع جين السمنة الزائدة يمكن تحديد الأشخاص الذين يميلون إلى السمنة الزائدة، وعندها يمكن أن نوفّر عليهم الطاقات الهائلة التي يبذلونها في الحمية الغذائيّة وتأثيرتها السلبيّة على الإنسان.

وردّا على سؤال مراسلنا إذا ما يمكن مستقبلا محاربة السمنة الزائدة عن طريق الجين، أكّد أنّه لا يمكن محاربة الجينات إلا من خلال العلم، وفي الحياة اليوميّة قد يساهم البحث في التخفيف عن السمنة الزائدة، وتحويلها الى زيادة في الوزن – مثلا.

وعن مرض السمنة الزائدة الذي ينتشر في العالم، أسبابه وتأثيراته على صحّة الجسم، قال د. شلاعطة إنّ السمنة الزائدة منذ 40 سنة حتى الآن هي بازدياد مستمر، وهذا يثير الشفقة، الخوف، والقلق، نسبة السمنة لم تتعدى 10% قبل 40 عاما، واليوم تصل الى 60%، السمنة في مناطق بأستراليا مثلا تصل الى 90%، وهذا أمر رهيب، إذا أخذنا الهنود الحمر في امريكا، قسم كبير سكنوا في المدينة فأصبح لديهم 80% سكري مع سمنة زائدة، ومن بقي في الأرياف حافظ على وزنه، أي أنّ طريقة الحياة الجديدة وتقلّبات البيئة والمناخ الذي يعيشه الإنسان له علاقة بالسمنة.
الأمراض: ضغط، دهنيات، سكّري، وأنواع سرطان.

وعن الأمراض التي تسبّبها السمنة الزائدة، قال: "أمراض القلب، ضغط القلب، الدهنيات، السكري، أمراض مفاصل، أنواع سرطان مثل القولون، الثدي، البروستاتا، إضافة الى العناء من السمنة وتأثيره على العلاقات الاجتماعية بين الناس، مثل المشاركة في الافراح والخروج من البيت، اي ان العناء هي نفسية، صحية، واجتماعية، في المقابل مثلا عند تقليل الوزن نرى أنّ نسبة الأمراض تقل، مثل مرض القلب والسكري فيصبح الجسم بحاجة لعلاج أقل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]