يبدو أن الممثل العربي، قيس ناشف، ابن مدينة الطيبة بالمثلث، كان منشغلاً ومنهمكًا بأعمال كثيرة في السنوات الأخيرة. فبعد أن أدى دورًا رئيسيًا لا يُنسى في فيلم " الجنة الآن"، الذي أخرجه النصراوي هاني أبو أسعد، وفاز بجائزة " غلوبس" ( الكرة الأرضية) الذهبية كأفضل فيلم – أغدق عليها مسلسل " أناندا" سوية مع رفيقته وخليلته " دانا مودان" بالشهرة والبريق الرومانسي.


ومنذ قرابة النصف سنة، يقيم في مدينة " كيلن" في ألمانيا، " لينشط ويكثف" لغته الألمانية، التي اكتسبها من والدته الألمانية الأصل، لكن الأهم أنه يعكف على إعداد فيلم وثائقي عن حياة العرب المقيمين في ألمانيا.

" بشير"..

وفي غضون الشهرين المقبلين، يُعرض في سينماتيك تل أبيب فيلم " السعادة الملفّعة بغطاء" للمخرج يوسي آرتسي، ويقوم ببطولته قيس نفسه والممثلة " هيلا فيدور". ويروي الفيلم قصة " بشير" الشاب العربي المقيم في تل أبيب، واليهودية " كارين" والطفل الذي اختطفته من عاملة أجنبية ( من أريتريا) تقيم في إسرائيل خلافًا للقانون- وتقوم الشرطة بمطاردة بشير وكارين على طول البلاد وعرضها!


ويقول قيس في حديثٍ مع " يديعوت أحرونوت" عن الفيلم أنه يحاول أن يعكس صورة واقعية عن الأوضاع الراهنة حاليًا في إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الدولة " قد تغيرت كثيرًا في السنوات الأخيرة"- على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن ما يحدث في تل أبيب في ساعات الليل المتأخرة، لم يكن يحدث في الماضي " فأنت ترى عمالاً أجانب وخلائق عجيبة غريبة من الإسرائيليين الذين لم يكن لهم مثيل أو شبيه في السابق.


وفي تل أبيب أحداث ومشاهد " مرضية تنغص عليها وتشوه طبيعتها – وتذكرنا هذه الحالة بما جرى للممثل " شفارتسنغر" في فيلم " الذاكرة المصيرية"، حيث يصل إلى كوكب آخر في الفضاء ويلتقي مخلوقات وخلائق غير عادية" – على حد توصيف قيس ناشف.

"غرامي مع دانا"...

لكن الناشف يستدرك قائلاً عن تل أبيب أنها ما زالت " فقاعة" مملوءة الصحوة والحياة الاعتيادية- وسط واقع حافل بالعنف والاقتتال والحدّة " ويتوق المرء إلى معانقة واحتضان هذه المدينة التي تعكس جراحها اشعاعات بألوان الطيف"- على حد توصيفه.

وعن علاقته بالمخرج " أرتس" والممثلة " فيدور" يقول قيس أنه تصادق مع المخرج بسرغة " وهو ذو عالم داخلي غير عادي"، كما يقول، واصفًا زميلته الممثلة " هيلا" بأنها " رائعة"، بارعة في الجمع بين فن السينما وفن المسرح.

ويُشار إلى أن قيس (35 عامًا) مقبل على المشاركة في الموسم الجديد من مسلسل " أناندا"، الذي سيبدأ تصويره قريبًا، ويقول أنه قد " أحب " هذا المسلسل " لكن نجاحها أزعجني كثيرًا وأفقدني كثيرًا من خصوصياتي، ومثل هذه الأمور التي لا يتعلمها أحد في معاهد التمثيل"- على حد تعبيره، مشيرًا إلى الفضول والاهتمام المحيطين بعلاقته مع " دانا مودان"، حيث تصوّب إليهما العدسات والكاميرات، في كل خطوة وموقف، وعند كل طلعة ونزلة وقعدة.

حب العرب لألمانيا..

وكما ورد، يقيم قيس حاليًا في ألمانيا، وحيدًا ويؤكد أن لا صداقات دائمة له مع الجنس الآخر في تلك البلاد، ويتوقع أن تستمر إقامته أربع سنوات على الأقل، يدرس خلالها موضوع السينما أو التصميم الغرافي، في برلين تحديدًا " لأن من واجب الفنان أن يوسع آفاقه ويثري قدراته"- على حد تعبيره، مضيفًا أنه يشعر بأنه قد حقق طموحاته واستنفذ طاقاته في إسرائيل من جهة الأدوار التمثيلية.


وفيما يتعلق بالفيلم الوثائقي عن العرب المقيمين في ألمانيا، يقول قيس ناشف أنه خاص بالقناة التلفزيونية الثامنة ( الإسرائيلية)، ويشدد في هذا السياق بالقول أنه يلاحظ أن العرب عمومًا، والفلسطينيين خاصة، يكنون محبة خاصة لألمانيا " وصممت على معرفة السبب"- كما يقول.
وبالمقابل، يؤكد الفنان الطيباوي الوسيم أن عودته إلى الوطن " أمر مفروغ منه" وهنا يصرّح بعبارة فلسفية عبثية لها معانٍ ومغازٍ، إذ يقول من المستحيل الانتماء إلى هذه البلاد، ومن المستحيل عدم الانتماء إليها.. فالنزاع معروف، وفي كل مكان تتوفر الرغبة في الهرب من البيت ثم العودة إليه"!

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]