الموت عند الولادة، موت الجنين وموت والدته والذي يحصل بعد عملية الحمل الطبيعية أثر الانسداد الرئوي، موضوع هام رأينا وجوب إثارته بعد ما حصل مع الشابة المرحومة سوار عدوي من طرعان، حيث وافتها المنية بعد جنينها أثر "انسداد رئوي".

حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع د. فاضل أبو يسبيه، أخصائي في طب النساء بقسم الولادة في مستشفى الناصرة الانجليزي.

حالة نادرة ولكنها خطيرة

تحدث د. أبو سيبيه عن حالات الوفاة التي تحدث مع الولادة للجنين وللأم في بعض الأحيان ويكون سببها الانسداد الرئوي وقال : الحديث يدور عن حالة نادرة جدا ولكنها خطيرة جدا أيضا، وهي تحدث لـ 5-10 نساء بين كل 100 ألف إمرأة، والقصد عندما يدخل ماء السلى إلى جسم المرأة ويصل إلى الرئتين.

لا يمكن تشخيصها

وتابع د.أبو سبيه: ما يزيد الأمر صعوبة هو أن هذه الحالة لا يمكن تشخصيها إلا عندما تدهور حالة الحامل، وفقط عامل الوقت هو الذي يحكم هنا، فإذا وصلت بشكل سريع للمستشفى يتم معالجتها بصعوبة ولكن إذا وصلت بوقت متأخر يصعب العلاج حتى.

وأضاف: نسبة الوفيات لدى النساء من هذه الحالة كانت في الماضي تتراوح بين 80-90% اليوم ومع تطور الطب ما زالت النسبة عالية حيث تتراوح أيضا بين 30-35% ونسبة الوفيات لدى الجنين في هذه الحالة هي 70% ونسبة عالية من الأطفال الذين يتم انقاذهم يعيشون بإعاقة كبيرة، غالبا ما تكون شللا دماغيا.

لماذا تصاب الحامل بـ  "انسداد رئوي"

وتحدث د.أبو سيبيه عن تفاصيل الحالة وكيف تدخل إلى جسم الأم أمور عديدة غير ماء السلى("مية الراس") مثل شعر من الجنين أو دهنيات من جلده، وكيف تحصل العملية التي تتسبب بالتالي إلى اختناق الجنين ووفاته ومن ثم وفاة والدته، وأن هذه الحالة قد تتسبب لأمور عديدة فبداية ماء في الرئتين ومن ثم قصور بعمل القلب وأحيانا تخثر شديد بالدم مما يصعب إجراء عملية جراحية أيضا.

وأضاف: ولكن هنالك حالات عديدة يدخل فيها ماء السلى إلى جسم الأم ولا تحصل المضاعفات الخطيرة التي تحدثنا عنها.

اهمية السرعة لتدارك الحالة

لا يمكن لوم الاطباء

وتطرق د.أبو سبيه عن حالة حصلت قبل عام في مستشفى الناصرة، وقال : سأتحدث عن حالة أخرى عالجناها في المستشفى هنا قبل عام حيث وصلت الأم بحالة صعبة جدا، تعاني من صعوبة بالتنفس وانخفاض بالضغط والنبض وفعلا كدنا أن نفقدها، فأدخلناها فورا لغرفة العمليات المجاورة لغرفة الولادة لدينا، وفورا تدخل طبيب التخدير والأطباء المختصون إضافة لطاقم قسم الولادة وأجرينا العملية بسرعة فائقة حيث نجحنا بإنقاذ الأم والطفل وهما الآن بصحة جيدة، ولكن فعلا أقول ان مثل هذه الحالات نادرا ما تنجح والأمر يتعلق بسرعة المعالجة، ولا يمكن لوم الأطباء في حالة الوفاة حيث أن الأطباء عامة في حالة مثل هذه يقومون بكل الإجراءات سريعا ولكن الأمر يتعلق بالوقت الذي مر منذ بدء شعورها بالألم وحتى وصولها للمستشفى.

ما هي الاسباب؟

وأضاف: هنالك أسباب عديدة لهذه الحالة، منها أمور داخلية تتعلق بالحمل ولكن هذه يمكن تجنبها بمتابعة الحمل بشكل منظم ومنها أمور خارجية كتعرض الحامل لحادث مثلا، مما يتسبب بتمزق الرحم وبالتالي يدخل ماء السلى لجسمها ويحصل الذي لا يريده أحد، لذا على المرأة الحامل أن تنتبه كثيرا، فالأمر لا يتعلق فقط بصحة الجنين وحالته، بل بحياتها وصحتها، وأحيانا الطلق الاصطناعي يكون سبب بحصول هذه الحالة.

وتابع: 70% من الحالات تحصل في وقت عملية الولادة، بينما 19% تحصل وقت العملية القيصرية و 11% تحصل بعد الولادة أحيانا بـ 48 ساعة.

وأكمل حديثه : نحن دائما ننصح ونفضل أن تكون الولادة طبيعية، دونتسريع  "طلق" اصطناعي ودون أية عمليات أخرى، أن تترك عملية الحمل والولادة طبيعية، وأن تتابع المرأة حملها بشكل منظم وأن تحافظ على صحتها وسلامتها وأن تتوجه لأقرب مستشفى في حال شعورها بألم شديد فلا مجال للتهاون في هذه الأمور وقد يسفر هذا الألم عن حالة صعبة ربما تنتهي بالموت إذا لم يتم التوجه بشكل سريع للمستشفى.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]