أكد رجل الأعمال المغترب ابن بلدة ترمسعيا بمحافظة رام الله والبيرة المهنس عماد عبد الجابر شلبي أن الاستثمار في فلسطين مجدي بشكل كبير لرجال الأعمال الفلسطينيين أكثر من الاستثمار بالخارج.

ودعا شلبي في لقاء صحفي، رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين والعرب إلى الاستثمار في فلسطين، مؤكدا من تجربة شخصية أن الاستثمار في الوطن مجد من الناحية الاقتصادية كما أنه يساهم في خلق فرص عمل تساعد المواطنين على الثبات والصمود.

الاستثمار في فلسطين مجد

وبين شلبي ان شركته كونها استشارية تتعامل مع الملاك وهم من رجال الاعمال والشيوخ في عدة دول عربية، لافتا إلى أنه مهتم بنقل الحقيقة لهؤلاء لأن الاستثمار في فلسطين مجد حقا.

ولفت إلى أن مقولة "رأس المال جبان" حقيقة، ولكن الانتماء واجب على كل فرد، مؤكدا أن الانتماء درجات ترتفع وتنخفض بناء على تجارب شخصية.

ويضيف" رجل الأعمال حينما تتحدث معه قد يتبرع بمبالغ مادية لكنه لا يتبرع باقامة مشاريع، ففي الاقتصاد لا بد من الحديث مع هؤلاء بالارقام، مشيرا إلى أن في عام 2008 وحينما بدأت الأزمة المالية في العالم كانت دبي من أكثر المناطق تأثرا من ازمة العقارات.

وأضاف أنه في عام 2009 اتصل به والده ليخبره عن وجود فرصة استثمارية من أجل شراء مبنى يضم مكاتب، منوها إلى أنه خاف في البداية من الاستثمار خاصة أن ذلك ترافق مع الأزمة المالية العالمية لكنه اقتنع لاحقا بتأثير من والده.

ولفت إلى أنه أنه لدى إجراء حسابته تبين له أن استثماراته في عمان تراجعت بنحو 30% خلال الأزمة المالية العالمية، وفي دبي هبطت تقريبا 80%، وفي القاهرة هبطت بنحو 10% غير أن الاستثمار في فلسطين ارتفع بنحو 30%.

وأضاف" حينما تستثمر في فلسطين في أسوأ ظروف العالم الاقتصادية وفي ظل أزمة عالمية الولايات المتحدة وأوروبا لم تنجيا منها، ومازالت تبعاتها لغاية الآن، فإن الحقيقة تقول إن الاستثمار في فلسطين حقق ارباحا".

وأضاف" أنا لا اتحدث من منطلق وطني، ومستعد للحديث مع اي رجل أعمال من خلال الأرقام، فالاستثمار في فلسطين امر مجد، ولذلك انا تشجعت واستثمرت أكثر في الوقت الحالي، قائلا إنه دائما ما يعرض وجهة نظره في مجلس العمل الفلسطيني ومجلس العمل الأردني في دبي حيث انه عضو فيهما.

وقال إن كل إنسان فلسطيني سواء كان داخل الوطن او خارجه يوجد عليه واجب تجاه فلسطين"، مؤكدا أن كل منا مدعو لخوض نضال انطلاقا من موقعه وامكانياته، داعيا كافة المستثمرين إلى خلق مشاريع اقتصادية مدرة للدخل وتسهم في خلق فرص عمل وليس فقط الاكتفاء بشراء اراض ومن ثم بيعها بعد سنوات ليجنوا ارباحا من جراء هذه العملية.

ويضيف" خلق مشاريع اقتصادية يعني خلق فرص عمل وهذا يؤدي بالضرورة إلى توفير اسباب الصمود لابناء شعبنا".

واشار إلى أن استثماراته في الخارج والتي تجذب ايدي عاملة فلسطينية توفر فرصة لكل موظف التحق بشركته أن يعيل عائلة على الاقل في فلسطين، مشيرا إلى أن الواجب الوطني يتكامل من خلال اقامة مشاريع استثمارية في الخارج تجذب ايدي عاملة فلسطينية، بالإضافة إلى اقامة مشاريع في فلسطين تسههم في تحريك عجلة الاقتصاد وتخلق فرص عمل حقيقية.

أبراج دبي العالمية .. بناء فلسطيني

ونوه عبد الجابر إلى أن اي مشروع سكن في فلسطين يتكون من 5-6 طوابق من شأنه أن يعيل على الأقل 120 عائلة لمدة سنتين، بالإضافة إلى التأثير غير المباشر في تحريك الاقتصاد الوطني، عدا عن نقل الخبرة قائلا "نحن نبني في رام الله بخبرات تم اكتسباها في الخارج".

ولفت إلى أن معظم الأبراج العالية في دبي صممها وبناها مهندسون فلسطينيون، مشيرا إلى أن نحو 80 % من شركات المقاولات والاستشارات في دبي يملكها ويديرها فلسطينيون.

وأكد أنه قرر الاستتثمار في فلسطيني في عام 2006 بتأثير من والده المتوفى الذي قال له حينها إن من يبني خارج بلده فإنه يبني لغيره، مضيفا"من لا يوجد به خير لبلده لا خير فيه".

وأشار إلى أنه حينما قرر الاستثمار في فلسطين كانت الظروف العامة صعبة حيث اعقبت انتفاضة الاقصى وما شهدته من فرض قيود على حركة الفلسطينيين وبضائعهم، منوها إلى أنه زار فلسطين لمدة ثلاثة ايام قرر وقتها شراء قطعة أرض من أجل الاستثمار قائلا" لقد لمست أن الوضع في فلسطين مناسبا وأن الاستثمار سيحقق نتائج، وفي الوقت نفسه يعتبر ذلك واجبا وطنيا".

مجلس العمل الفلسطيني في دبي

أشار المهندس شلبي إلى أن مجموعة أشخاص غيورين على الوطن قاموا بتأسيس مجلس العمل الفلسطيني في دبي، منوها إلى أن معظم الجاليات في دبي تؤسس مجالس أعمل خاصة بها.

وبين أن الفلسطينين في الامارات الشمالية (دبي والشارقة وعجمان) يصل عددهم إلى اكثر من 200 ألف شخص، ويوجد العديد من رجال الأعمال والمسثتمرين في دبي وبالتالي كان حريا ايجاد تجمع لهم، فتم اطلاق مجلس العمل الفلسطيني في دبي، مؤكدا أن رجال الأعمال الفلسطينيين بالتعاون مع القنصلية الفلسطينية في دبي والسفارة افلسطينية في ابو ظبي سيوفرون كل سبل الدعم لهذا المجلس للارتقاء به، مشيرا إلى أن الهدف من المجلس هو ايجاد جسم لتجميع رجال الأعمال الفلسطينيين في دبي وتبادل الآراء والخبرات وكذلك استغلال هذا المجلس لصالح تشجيع رجال الأعمال الفلسطينيين في دبي للاستثمار في فلسطين.

وأضاف" لا نريد من هذا المجلس أن يقوم بعمل خيري تجاه فلسطين فقط، بل نريد منه أن يقوم بعمل جاد للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، ومساعدة السلطة الوطنية في جهودها"، مبينا أن القطاع الخاص في جميع دول العالم يعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد بينما لا توفر الحكومات أكثر من 10% من فرص العمل للخريجن.

وأكد أن القطاع الخاص الفلسطيني أمامه دور كبير من أجل توفير فرص عمل للخريجين.

رسالة لرجال الأعمال

وجه عبد الجابر رسالة إلى المستثمرين ورجل الأعمال انطلاقا من تجربته الشخصية قائلا إن الاستثمار في فلسطين مربح من الناحية الاقتصادية، مؤكدا أنه في فلسطين وجد حماية للمستثمر وامتيازات وتحفيزات غير موجود في اي بلد في العالم.

وأضاف" الاستثمار في فلسطين كذلك من شأنه أن يساهم في دعم الاقتصاد الفلسطيني وخلق فرص عمل وتعزيز صمود الناس فوق أرضهم".

دعم جامعة القدس المفتوحة

أكد المهندس عبد الجابر أنه تربطه علاقة وثيقة بجامعة القدس المفتوحة.

وقال " أشعر مع طلبة الجامعة، والمساهمة في دعم التعليم أفضل عمل خيري من الممكن أن تقوم به لأنك تعلم الناس صيد السمك بدلا من أن تعطيهم سمكا".

ويضيف" عندما تدعم تعليم شخص فإنك تجعل منه إنسانا منتجا في المجتمع، وإذا سارت الأمور على ما يرام وانهى تعليمه وبدأ يعمل فإن هذا الشخص سيقوم بدعم شخص آخر لأنه يشعر بضرورة ردّ الدين".

ويشير إلى أنه يقوم بتسديد رسوم وأقساط دراسية عن طلبة لا يعرف حتى اسماءهم لكن الجامعة ترشحهم للاستفادة من الدعم بناء على احتياجاتهم الاجتماعية وتحصيلهم الدراسي.

وقال المهندس عبد الجابر إن فرع جامعة القدس المفتوحة-فرع رام الله والبيرة ينقصه المباني اللازمة لاي حرم جامعي يفتخر به الطلبة كأقرانهم في الجامعات الأخرى، متعهدا بأنه سيتبرع لصالح إنشاء أكثر من مبنى للجامعة.

وأضاف" بالتنسيق مع الجامعة سوف نقوم بإنشاء مبان تساهم في استقرار الطلبة ورفع مستوى تحصيلهم العلمي "، معتقدا أن التبرع لصالح التعليم أمر واجب.

ونوه إلى أن جامعة برنستن البريطانية التي تدرس فيها ابنته معظم مبانيها عبارة عن تبرعات من خريجي الجامعة نفسها الذين أصبح لهم شأنا في المجتمع، داعيا إلى استلهام هذه التجربة ونقلها إلى بلادنا.

قصة نجاح مميزة

عماد عبد الجابر شلبي مهندس فلسطيني من قرية ترمسعيا بمحافظة رام الله والبيرة، ولد في قريته عام 1961 وتلقى تعليمه في مدرسة ترمسعيا لغاية الصف الأول الثانوي ثم انتقل لمدرسة سنجل بسبب شمولها للفرع العلمي الذي لم يكن مدرجا في مدرسة ترمسعيا.

يقول شلبي" كنا نمشي مسافة سبعة كيلو مترات من أجل الوصول إلى سنجل حيث لم يكن وقتها سيارات عمومي للتنقل بين البلدين"،

لشلبي 14 شقيقا وشقيقة وكان والده يعمل موظفا في الشرطة الأردنية وتقاعد سنة 1967، ولم يكن لدى الأسرة مصدر دخل سوى الزراعة، وكان مختارا للقرية ثم اصبح رئيسا لبلدية ترمسعيا. حصل شلبي على معدل 92.6% في الثانوية العامة وكان ذلك ثاني أعلى معدل في لواء رام الله والبيرة حينها، منوها إلى أن اباه كافح من اجل تعليمه في جامعة اليرموك بالاردن حيث اضطر إلى بيع قطعة أرض من أجل توفير الرسوم والاقساط الدراسية الجامعية.

تخرج شلبي من من قسم الهندسة المدنية عام 1984 وبعدها مباشرة سافر الى دبي حيث عمل هناك في شركة مقاولات لمدة خمس سنوات مهندس موقع، لافتا إلى أن راتبه في البدايات كان ثلاثة آلاف درهم (تقريبا 300 دينار اردني). وقد تدرج شلبي في وظيفته من مهندس موقع الى ان وصل لتولي منصب مدير الشركة حيث كان مسؤولا عن قرابة 250 موظفا.

في عام 1989 انتقل شلبي للعمل في مجال الاستشارات الهندسية ومازال لغاية اليوم يعمل في هذا المجال.

في عام 2006 قرر شلبي فتح مكتب خاص له في دبي ومن ذلك الحين بدأ يحصد ثمار تعبه حيث توسعت شركته لتفتح عدة فروع لها في عدد من الدول العربية مستثمرا علاقاته وخبرته الطويلة في دبي.

يقول شلبي " افتخر بأنني اوظف حاليا أكثر من 200 مهندس ويوجد للشركة فروع في سبعة دول ومناطق: الامارات (دبي وابوظبي)، وقطر، والسعودية، وسوريا، وليبيا والسودان، والأردن"، مشيرا إلى أن اكثر من نصف المهندسين الذين يعملون في شركته هم فلسطينيون وأن العاملين في قسم الاشراف بالكامل هم فلسطينيون.

وأضاف" معظم المهندسين الفلسطينيين لدينا هم خريجون من جامعات محلية مثل بيرزيت والنجاح والخليل وقد انطلقوا كمهندسين مبتدئين لكنهم الآن مديرو مشاريع مميزين"، مؤكدا ان التجربة تثبت أنه حينما تتوفر الفرصة للشباب الفلسطيني فإنهم يثبتون وجودهم.

واشار إلى أن تحقيق النجاح والطموح لا يتحقق بالضرورة لابن عائلة كبيرة، آملا أن تمثل قصة نجاحه نموذجا للجيل الشاب.

وناشد العامة وبخاصة الطلبة قائلا "ليس هناك مستحيل، فالجد والاجهاد والاخلاص هي مفاتبح النجاح"، قائلا " من وحي التجرية أقول إن الفلسطيني مطلوب للوظيفة لأنه يتميز بالاخلاص وعزة النفس التي تمنعه أن يتلقى رشاوى".

ودعا عبد الجابر ابناء شعبنا إلى عدم اليأس والقنوط رغم الظروف السياسية الصعبة، قائلا إن المطلوب مزيد من العمل والجد من أجل خلق ظروف أفضل، مؤكدا أهمية الاستثمار في الإنسان الفلسطيني لأن العقل البشري هو أساس اي تطور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]