سقطت مدينة تكريت العراقية، التي تبعد 160 كلم فقط عن بغداد، في أيدي تنظيم «داعش»، اليوم، بعد اشتباكات عنيفة فيها لم تدم إلا ساعات معدودة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.

وتكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين المحاذية لبغداد، هي ثاني مركز محافظة يخرج عن سلطة الدولة العراقية في يومين بعد سقوط مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى في أيدي مسلحي التنظيم نفسه.

وقد أكد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في بيان، اليوم، سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية، التي أعلنها ولاية، متعهداً شن «غزوات» جديدة.

وأعلن التنظيم في البيان الذي نشره على حسابه الخاص في نينوى على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أنه «جرت السيطرة بالكامل على جميع منافذ الولاية الداخلية والخارجية، وبإذن الله لن تتوقف هذه السلسلة من الغزوات المباركة».

وتابع البيان الذي حمل اسم «غزوة أسد الله البيلاوي أبي عبد الرحمن»: «نهنئ الأمة الإسلامية بالفتح المبين الذي منّ الله به علينا في ولاية نينوى المباركة».

وعقب فرض التنظيم سيطرته الكاملة على عموم مدينة الموصل، وإعلان الحكومة العراقية حالة الطوارئ في البلاد، حمل محافظ نينوى العراقية أثيل النجيفي، اليوم، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مسؤولية سقوط عاصمة المحافظة الموصل بأيدي مسلحين، وأشار إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لم يسيطر وحده على المدينة، وتحدث عن تقارير بـ«بوجود تعاون وتنسيق بينه والنظام السوري».

وفي مؤتمر صحافي عقده اليوم في مقر المحافظة، حمل النجيفي، اليوم، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مسؤولية سقوط عاصمة المحافظة الموصل بأيدي مسلحين، قائلاً: إن «القادة العسكريين والجيش العراقي تبخروا في الموصل». وطالب بـ«محاكمة عسكرية لقادة عمليات المدينة».
كذلك، اعتبر أن «ما حدث في نينوى انهيار لحكومة رئيس الوزراء، وأن انهيار المنظومة الأمنية في الموصل ساهم في ظهور وتحرك كل الجماعات الرافضة لسياسة المالكي ووجود الجيش».

وأضاف النجيفي: «سنشكل لجاناً شعبية في الموصل ولن نعود في ذلك إلى بغداد (الحكومة الاتحادية)»، وحذر من أن «الوضع في الموصل ينذر بانهيار المنظومة الأمنية في البلاد».

كما أشار إلى أن «داعش» لم يسيطر وحده على الموصل، وشاركت مجموعات مسلحة أخرى صغيرة في ذلك، وتحدث عن وجود «تقارير بوجود تعاون وتنسيق بين داعش والنظام السوري».

وأعرب النجيفي عن رفضه فكرة التفاوض مع مسلحي «داعش»، قائلاً: «لن نقبل بالتفاهم مع التنظيم، ولن نرضى سوى بطردهم من الموصل».
ولفت إلى أن «عشرات الآلاف من السكان نزحوا من الموصل، ولا توجد إحصائية دقيقة لأعدادهم حتى الآن»، فيما دعا الموظفين بالمدينة إلى العودة إلى أعمالهم.

مقاتلو «داعش» يخطفون القنصل التركي في الموصل

أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى، اليوم، أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» اختطفوا القنصل التركي في مدينة الموصل الشمالية التي يسيطرون عليها مع 24 من مساعديه وأفراد حمايته.

وأضاف المصدر الأمني، وهو ضابط في الشرطة برتبة عقيد، أن القنصلية التركية في الموصل وقعت «في ايدي داعش».

وذكر المصدر ذاته أنه تحدّث مع أحد الخاطفين الذي أبلغه أنه سيجري التحقيق مع القنصل وحراسه ومساعديه، وأنه يجري نقله إلى «مكان آمن».

وقد بسط تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيطرته الكاملة على عموم مدينة الموصل منذ فجر أمس. كما تتسارع الأحداث في محافظات شمال العراق في نينوى وصلاح الدين وديالى عقب سيطرة مقاتلي «داعش» على العديد من المناطق في تلك المحافظات خلال الأيام الأخيرة، في ظل انسحاب قوات الشرطة العراقية من عدد من المناطق.

وفي وقت سابق اليوم، انسحبت قوات الجيش العراقي بشكل مفاجئ من مداخل مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، ولم يبق سوى عناصر الشرطة وقوات التدخل السريع في المدينة»، بحسب ما أفاد به مسؤول في الشرطة العراقية.

وفرض المسلحون سيطرتهم على مدينة بيجي التي تضم أحد أكبر مصافي تكرير النفط العراقية بعد أن سيطروا على مدينة الشرقاط وهاتان المدينتان في محافظة صلاح الدين المجاورة لنينوى.

وعقب دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي أمس إلى فرض حالة الطوارئ في البلاد، دعت هيئة رئاسة البرلمان أعضاء مجلس النواب إلى جلسة طارئة غداً الخميس لمناقشة «تداعيات الانهيار الأمني في الموصل وعدد من المحافظات العراقية»، بحسب مقرر المجلس محمد الخالدي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]