طموح المصريين بمشاهدة المنتخب المصرى في المونديال تكسرت كالعادة، وأصبح عدم وصولنا للنهائيات القارية شىء طبيعي، فجميع محبي الساحرة المستديرة ينتظرون بفارغ الصبر كل أربع سنوات لرؤية "كأس العالم"، ومتابعة أقوي المباريات في أكبر تجمع للمنتخبات العالمية،لكن ما زاد الآمر سوءا هو وجود صعوبة للمواطن العادي في مشاهدة المباريات، في ظل احتكار حقوق بث المونديال للشركة القطرية، وهي المسيطرة علي حقوق البث لمنطقة الشرق الأوسط مع "تشفير جميع قنواتها"، وأيضاً عدم حصول التليفزيون المصري علي حقوق بث مونديال البرازيل، فحاول المحبين لكرة القدم البحث عن حلول بديلة لمتابعة المباريات، ومعرفة القنوات المفتوحة علي الأقمار الصناعية.

وعقب معرفة المتابعين لكرة القدم العالمية, ببث التليفزيون الإسرائيلي لمباريات كأس العالم لكرة القدم 2014، على قنواته المفتوحة من خلال القمر الصناعي "عاموس"، ذهب الكثيرون للبحث عن ترددات القمر الإسرائيلي، ومع تزايد دعوات البعض على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لنشر تلك الترددات، قام "جاكي حوجي" محرر الشئون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، بالترويج لترددات بث المباريات المجانية، من خلال وضعه لتدوينات قصيرة وتعليقات في مجموعات فيسبوك الخاصة بدارسي العبرية في مصر، فأصبح مشاهدة المصريين لمباريات كأس العالم علي التلفزيون الإسرائيلي، بين المعارض بشدة لمتابعة المونديال علي قنوات الاحتلال "الصهيوني" ورفض التطبيع، وأخرون يرون بأن لا يوجد بديل أخر لذلك.

وصرح د/ محمد كمال "أستاذ العلوم السياسية" أن الناس "غلابة" وتريد أن تشاهد مباريات كأس العالم فقط وذلك لآن الدولة لم تستطع توفير هذه المتعة للمشاهدين وهناك تعسف قطرى والمواطن يلجأ الى أى وسيلة بغض النظر عن البعد السياسي لآنه بمجرد الانتهاء من المشاهدة تنتهى علاقته بالقناة وهدفه يتوقف عند المشاهدة للمباريات .

وأضاف أنه لا يجب تضخيم الآمر لآنه سيأتى رمضان ومن كان يشاهد القنوات الإسرائيلية لمتابعة المباريات سينسى وسينشغل فى المسلسلات وما يعرضه التليفزيون المصرى , وهذا يعنى أنه إذا توفر البديل فلن يكون هناك مشاهدة لهذه القنوات وبالتالى هذا لا يعد تطبيع أو استخدام للقوى الناعمة .

أما البعض ممن سيتعرف على ملامح المجتمع الإسرائيلى وممن سينجذب اليه هم مجموعة محدودة جدا .

وأكدت د/ليلى عبد المجيد "عميد كلية إعلام القاهرة سابقا" أن المواطن الذى يشاهد هذه القنوات يشاهدها فقط من أجل الاستمتاع بالمباريات فهم يشاهدون القنوات الإسرائيلية وغير الإسرائيلية فهم يتابعون على قنوات ألمانية وأوروبية وكلها قنوات لا يشاهدوها طوال الوقت ولا يتابعوها أصلا وإنما الهدف منها هو المصلحة والاستمتاع بكأس العالم بالإضافة الى أنهم مضطرون, فهم يشاهدوها الآن وبعد ذلك لن يشاهدوها .

تعليق بعض المواطنين عن مشاهدة مباريات المونديال علي التلفزيون الإسرائيلي:

قال أحمد سمير، مدرب كرة قدم بإحدي مراكز قطاع الناشئين، أن مشاهدة مباريات المونديال علي التلفزيون الإسرائيلي لا يوجد منها أى ضرر للمصريين، وأنا من الموافقين علي متابعة كأس العالم علي القنوات المفتوحة للجميع حتي لو كانت قناة إسرائيلية، في ظل عدم توفير التلفزيون المصري حقوق بث مونديال البرازيل، فلا يوجد لدينا إلا الذهاب للمقاهي ودفع حق المشاريب وأيضاً حق الكرسي أثناء مشاهدتى المباراة، أو الاشتراك في القنوات الحاصلة علي حقوق البث وحينها يجب دفع 1600 جنيه ثمن الجهاز ومباريات البطولة، من يقدر من المواطنين علي دفع هذا المبلغ مقابل مشاهدة مباريات كأس العالم.

وأضاف سمير أن المواطن الغلبان هو المستفيد من مشاهدة مباريات المونديال علي قنوات مفتوحة، حتي لو كانت عن طريق التليفزيون الإسرائيلي، فنحن المستفيدين من مشاهدة البطولة مجاناً أكثر من استفادة إسرائيل.

بينما أوضح إسلام سعد، طالب بكلية إعلام، أن متابعة مباريات المونديال علي التليفزيون الإسرائيلي يعتبر تطبيع، وأنا من الرافضين لفكرة مشاهدة مباريات كأس العالم علي قنوات المغتصب الصهيوني، حتي لو كانت تلك القنوات الوحيدة التي ستذيع المباريات.

وأشار إسلام أن إذاعة مباريات المونديال علي القنوات المفتوحة، هي خطوة من جانب إسرائيل لجذب المشاهد المصري لمتابعة كأس العالم علي قنواتها، ومعرفتها بعدم حصول التلفزيون المصرى علي حقوق بث البطولة، والغرض من ذلك السيطرة علي فكر المواطن البسيط ومعرفتهم باحتياج الجميع لمشاهدة المباريات بأقل تكلفة، لفرض فكرهم في المستقبل في عقول المواطنين البسطاء.

وقال عبده السيد، موظف بالقطاع الخاص، أن لا يوجد لدي أى مانع من مشاهدة مباريات المونديال علي التليفزيون الإسرائيلي، رغم كرهي الشديد للعدو الصهيوني، فكان يجب علي التليفزيون المصري توفير هذه الخدمة لنا، أفضل من اللجوء للبحث عن القنوات المفتوحة، فلا أجد مشاهدتي لمباريات كأس العالم علي التلفزيون الإسرائيلي سيكون له أضرار، لكنه وفر علينا الكثير من الذهاب والجلوس علي المقاهي، فجميع المباريات تستمر للساعات الأولي من صباح اليوم التاني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]