تبدو القضية التالية شائكة ومؤلمة ومعقدة: إذ يتوجب على حكمة الصلح في العفولة ان ثبت وتحس في مسألة مبدئية تتعلق بالحد الفاصل بين ملاحظة مشروعة صادرة عن ضابط أو صاحب عمل، بخصوص ملابس موظفة تعمل تحت إمرته- وبين ملاحظة تنطوي على إيحاءات ومغاز ذات طابع جنسي!


فقد قدم المحامي "دوف هيرش" الى المحكمة دعوى قذف وتشهير، باسم موكله، وهو ضابط كبير في مصلحة السجون (سجن الجلمة "كيشون") يدعي فيها ان موظفة تعمل تحت ‘مرته في مقصف ("كانتينا") السجن، كانت قد رفعت ضده دعوى كيدية زعمت فيها انها تعرضت للتحرش الجنسي (الكلامي اللفظي) من جهته.


ملابس فاضحة
وادعى الضابط في الدعوى المضادة، ان المشتكية كانت تأتي الى العمل بملابس فاضحة غير محتشمة، الامر الذي يتنافىا مع الانظمة والتعليمات ومع طبيعة عملها وسط جمهور معظمه من السجانين والسجناء، فأنذرها اكثر من مرة، مطالبا اياها بالاحتشام، فما كان منها الا ان رفعت شكوى ضده، متهمة إياه بالحرش بها، ولم تكتف بذلك با اشاعت امر الشكوى في اوساط الضباط والسجانين العاملين في "الجلمة"، الذين علم الضابط الكبير منهم بأمر الشكوى، وتم استدعاؤه للتحقيق وعلم من المحقيقين ان المشتكية تدعي انه يتهمها بالمجيئ الى العمل بصدر مكشوف عار، وانه قال لها اكثرة من مرة انها تتصرف وتتكلم ويبدو في ملابسها مثل واحدة من بنات "شخونات هتكفاه" (حي "هتيكفا" في تل ابيب، الذي كان معروفا في الماضي كواحد من بؤر الدعارة وسكانه من اليهود الشرقيين الفقراء الذين يوصفون بانهم من العاة والحثالات).

ازمة في الحياة الزوجية!
ويدعي محامي الضابط، ان موكله تعرض بعد تقديم البائعة شكوى ضده، الى ازمة حادة في عمله كضابط ىمسؤول، وفي حياته الزوجية ايضا: حيث تعرقل تقدمه المهني (الترقية)، وتشوهت سمعته كمسؤول يحظى بالتقدير والاحترام، ونشأت بينه وبين زوجته خصومات ومشادات على خلفية مضمون شكوى البائعة.
وزيادة على هذا كله، فقد اتصلت والدة البائعة المشتكية، بابن الضابط، الذي يعمل هو الاخر في مصلحة السجون، وابلغته بأن والده يتحرش بإبنتها، فزاد ذلك من معاناة وحرج الضابط الكبير، الى درجة اضطراره "لتلقي علاجات نفسية للخروج من ازمته الخانقة"-كما ورد.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]