نعم بالتأكيد، ففي أغلب الأحيان يتم تشخيص الأطفال الموهوبين بالاصابة بمتلازمة فرط النشاط والحركة أو المشاكل السلوكية الأخرى.

وقد يكون ذلك بسبب امتلاك هؤلاء الأطفال الموهوبين ما يعرف باسم الحساسية الحسية، والتي يمكن أن تجعلها يبدون صعبين أو غير متعاونين. ومثل هؤلاء الأطفال يمكن أن يتأثروا بضجيج الأطفال في الفصول الدراسية أو يتصرفون بانزعاج من وميض اضاءة الفلورسنت. وقد يشتكون من رقعة معلومات الثياب على القمصان أو حافة خياطة الجوارب أو الأضواء الساطعة والأصوات العالية، أو الروائح "السيئة"، أو بعض أنواع الطعام. ويمكن أيضا أن يتحدثوا بسرعة أو بشكل دائم، وأن يكون لديهم طاقة بلا حدود أو أعراض الوسواس القهري مثل فرط النظافة أو الترتيب.

وتساهم الحساسية المفرطة جنبا إلى جنب مع الكثافة المتزايدة في حالة تعرف باسم overexcitability- فرط الإثارة. والاطفال الذين يعانون من هذه الحالة يختبرون مشاعر أكثر كثافة - سواء كانت سعيدة أو حزينة أو غاضبة - من الطفل العادي. والأطفال الحساسون أكثر عرضة للاكتئاب، والشعور بالذنب، والاستجابات الجسدية للعواطف، مثل آلام في المعدة أو الصداع بسبب القلق.

بالاضافة الى ذلك، تستهلك أدمغة بعض الأطفال الموهوبين الجلوكوز بسرعة أكثر بكثير من غيرهم. إذا كانت مستويات السكر في الدم تتراجع بسرعة كبيرة، فقد يسبب ذلك تراجعا مفاجئا في الطاقة، وانهيارا لا يمكن تفسيره، وسوء الحكم، أو عدم السيطرة على الانفعالات. (بينما تساعد الوجبات المتكرر، والغنية بالبروتين، والمنخفضة بالسكر على تخفيف هذه المشكلة).

الأطفال الأذكياء غالبا ما يتمتعون بارادة قوية على غير العادة، ويتفاوضون مثل المحامين، ويستخدمون السخرية لتوضيح آرائهم، ويرفضون أن يعاملوا كحمقى أو يملكون قرارات حاسمة للغاية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون الأطفال الموهوبين مخربين في الفصول الدراسية لأنهم يرفضون القيام بالوجبات المملة ويعتبرونها مضيعة للوقت. بالطبع، كل هذا يمكن أن يكون مطابقا لأي طفل، ولكنها أكثر وضوحا بالنسبة للأطفال الموهوبين. سوء السلوك في الصف يمكن أن يشير في بعض الأحيان إلى أن دماغ الطفل لا يتلائم مع اقرانه.

ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك يتصرف بطريقة سيئة أم أنه موهوب؟ من المؤشرات الهامة هو ما إذا كان السلوك غير المرغوب فيه محدد لهذه الحالة. ربما طفلك مشاكس فقط في المدرسة. ولكن في المنزل، يستهلك كل وقته لعمل مشروع ما أو هواية، وغالبا ما يضيع في النشاط وينسى الوقت (مثلا يقرأ كتابا ولا ينتبه للوقت!)

إذا كان هذا هو الحال، فقد يكون لديك طفل موهوب. وفي كلتا الحالتين، يجب عدم السكوت عن سوء التصرف والمشاغبة، بغض النظر عن سببها.

من الطرق أخرى لتميز الموهبة عن سوء السلوك هو مراقبة تصرفات الطفل اثناء قيامه بالأنشطة التي يحبها مع الاطفال الذين يشاركونه اهتمامه وقدراته. فإذا كان تركيزه كله على النشاط، ويعمل بروح الفريق والتعاون، فقد يفسر ذلك لماذا يسيئ التصرف عندما يكون في بيئة غير مريحة بالنسبة له.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]