أوضح الدكتور علي جمعة أن الصحابة كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحبهم، فقد آثروا رفقته وصحبته على متاع الدنيا ورضوا به رفيقا، فعندما ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمتاع الدنيا الزائل بكوا جميعا ورقت قلوبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذه هي قلوب الصحابة الذين نحبهم كما أحبهم رسول الله.

وحكى، في حديث الجمعة على قناة "سي بي سي"، عن حصار بني ثقيف، وقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتظر قبيلتي هوازن وثقيف أحد عشر يومًا حتى تأتي إليه فتأخذ غنائمها، ولكنهم لم يأتوا إليه، فبدأ بتوزيع غنائم حنين على أهل مكة ومن حولها، وقد أعطى سيدنا محمدٌ أبا سفيان مائة من الإبل وزاده حتى ثلاثمائة بسبب سؤاله لأولاده، كما أعطى رسولُ الله مثلَهم لصفوان بن أمية وردَّ عليه أدرعه، وبعد أن تم التوزيع رجع الناس يتحدثون أن محمدًا ينفق إنفاق من لا يخاف الفقر، وقالوا إن هذا من شيم الأنبياء، ثم بعد ذلك ذهب أحدهم إلى الأنصار وقال لهم إن رسول الله قد وزع الغنائم على أهله، فسمعه أحدهم وذهب ليخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأنصار يتحدثون عن ذلك".

واستطرد: "فكان الأنصار يتحدثون في هذا الأمر كما يحدث الآن من التحدث عبر "الشات في الفيسبوك"، وأن كل شخص يتحدث بما يريد، وهنا استدعى رسولُ الله سعدَ بن عبادة وقال له ماذا يقول قومك يا سعد .. فقال إنهم يقولون يا رسول الله إنك رجعت إلى أهلك فأعطيتهم ولم تعطنا مثلهم، فقال له رسول الله وكيف تجدك أنت يا سعد .. قال أنا من قومي يا رسول الله، فقال له رسول الله اجمع قومك، وقال لهم رسول الله إني أعد نفسي من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لاتخذت سبيل شعب الأنصار، وقال لهم رسول الله إنه أعطاهم ليؤلف قلوبهم. وسألهم: ألا يرضون أن يفوزوا هم برسول الله، فقالوا رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا ورسولا".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]