أحيانا جدول أشغالنا، وخاصتا للذين لديهم أطفال، يشكل صعوبة في تناول العشاء او الغذاء سويا. لكن، عائلات كثيرة ليست على علم من فوائد تناول الطعام سويا وبإنتظام.

تشير الأبحاث الى ان تناول وجبة الغذاء او العشاء سويا، على الأقل اربع مرات في الأسبوع له تأثير إيجابي على نمو العلاقة بين الأهل وبينهم وبين اطفالهم. اكثر من ذلك، تم ربط تناول الطعام سويا مع انخفاض خطر الإصابة بالسمنة، تعاطي المخدرات، وارتفاع فرصة تخرج الأطفال من المدرسة الثانوية.

أحيانا ما بين وجبة الطعام الأولى حتى الوجبة الأخيرة نصادف الهدوء على المائدة. فماذا يمكننا أن نفعل عند ذلك؟
عند مشاركة سلة الخبز أو صحن السلطة، من الممكن تحويل الهدوء الى محادثة صغيرة وذكية. ولكن إن كان الأشخاص المجتمعين حول المائدة هم العائلة والأصدقاء وان كنا نريد تعميق العلاقة التي تربط بيننا، فإن الطريقة الوحيدة هي طرح أسئلة جيّدة ومتنوّعة.

محررة الأفكار الامريكية، لورا مكلوري، تنصح طرح عشرة اسئلة حول مائدة الطعام بين الأصحاب والعائلة الموسعة او الاولاد البالغين بما الكفاية:

1. على ماذا انت ممتن اليوم؟ (للمزيد من المعلومات حول اهمية الامتنان اليومي: http://www.philiacoaching.com/#!على-ماذا-تشكر-وتمتن-اليوم؟/ctu0/1)
2. ما الذي تفتخر به؟
3. ما هي أسعد لحظة في حياتك حتى الان؟
4. ما هي أصعب لحظة في حياتك حتى الان؟ وما هي الادوات التي تم استعمالها لتخطي هذه اللحظة؟
5. ما هي اهم الدروس التي تعلمتها في حياتك حتى الان؟
6. كيف تصف نفسك كطفل؟ هل كنت سعيدًا؟
7. من هو الشخص الذي كان اكثر لطفًا معك؟
8. كيف تريد ان يذكرك الناس؟
9. ان كان باستطاعة احفاد احفادك الإستماع اليك بعد سنوات عديدة: هل هناك حكمة كنت تريد أن تمررها اليهم؟ وماذا كنت تريد ان يعرفوا؟
10. اذا اردت تكريم شخص واحد في حياتك - حيا او ميتا - من خلال الاستماع إلى قصتهم، من هو؟ مذا ستطلب منه ولماذا؟

بالاضافة الى ذلك، قمت في محادثات مع أمهات ذوات أطفال واولاد، وسألتهم “ما هي أهم الاسئلة التي يقمن في طرحها حول مائدة الطعام”:
احدى المتطوعات، ذات طفل ما يبالغ عمر الثلاث سنوات قالت: “ اني احاول قدر الإمكان على ان نجلس سويا عند تناول الطعام. وليس مجرّد لطرح الأسئلة، وانما الجمعة ذاتها، سويا، مهمة بالنسبة لي للالتزام بين بعض، ولتأكيد الوقت المشترك بين افراد العائلة (زوجي واطفالي الصغار). هذا ايضا يساعد على ازدياد شهية الاطفال.

الأسئلة التي تطرح خلال هذا الوقت هي بالأخص حول كيفية تم قضاء اليوم في العمل او الروضة. ما هي الفعاليات التي قام بها ابني في الروضة، الإستماع الى الأغاني الجديدة التي تعلّمها، وايضا نشاركه بشكل عام وبسيط كيف تم قضاء نهارنا (نحن الأهل).
طبعا هم ما يزالون اطفال (سنة وثلاث سنوات) لكن في الطبع مع مرور الزمن يمكننا تعميق الأسالة والحديث بين بعض”.

متطوعة اخرى، ام لثلاثة اولاد (١١، ٩ و٧ سنوات) ذكرت ان خلال الأسبوع يستطيع الجميع تناول الغذاء مرّتين فقط بسبب جدول عمل شريك حياتها، ولكن باستطاعتهم تناول العشاء بشكل منظم تقريبا كل مساء عند تواجد الجميع في المنزل.

“من المهم مشاركة الجميع بما حدث لهم خلال النهار، مع اني دائما أبدأ النقاش في السيارة في طريقنا من المدرسة الى المنزل. أهتم في معرفة من السعيد؟ ولماذا؟ وهكذا يشاركوني أيضا في مشاكلهم. لكن عند تناول العشاء سويا، نقوم في حديث مطوّل أكثر وعميق:

1. نتحدّث عن هواياتهم، والأمور التي تعنيهم.
2. اسألهم ما هي الأشياء التي يحبونها بي او بوالدهم؟ وما هي الأشياء التي يريدون ان نغيّرها او نقوم بتحسينها، ولماذا؟. كذلك الأمر بين الأخوة. يشاركون بعضهم البعض بما يحبون في شخصية الأخ الآخر واذا يوجد شيء آخر يزعجهم.
3. نتحدّث عن تطوير الذات- ما هو هدفهم في الحياة؟
“النقاش اليومي مهم جدا، دائما مفتوح ومليء بالتفاهم لتطوير العلاقات بيننا”.

تناول الطعام معا كأسرة واحدة يتيح الفرصة للمحادثة وهذا يساعد الاهل على تعليم التواصل الكلامي الصحي دون الانحرافات التي تسببها الهواتف الذكية، التلفاز، جهاز الكومبيوتر والاجهزة النقالة الاخرى.

من خلال مشاركتكم ومشاركة الاولاد في الحديث، يمكنكم تعليمهم كيفية الاستماع، والاصغاء مع توفير الفرصة لهم في التعبير عن ارائهم الخاصة. هذا يسمح لهم تكوين صوت نشط داخل الاسرة ورباط عائلي جيّد.

لذلك:
1. قوموا في تحديد هدف تناول الطعام سويا بشكل منظم على الاقل ثلاثة ايام في الاسبوع، اذا امكن ذلك
2. تذكّروا فوائد تناول الطعام سويا: فإن ذلك يولد مشاعر القرب والراحة
3. لا تنسوا جودة تناول الطعام العائلي: لاحظت الابحاث أن الوجبات العائلية قد توفر السياق الفريد للآباء والأمهات للتواصل مع ابنائهم وتبادل المعلومات الهامة.

مع كل ذلك، عليكم أن لا تنسوا المحرّك الأساسي للعلاقات بين أفراد العائلة، الذي هو تطوير دائمي لعلاقتكم الحميمة مع شريك/ة حياتكم.

مؤسسة فيليا Philia- مدرّبة للعلاقات الملتزمة والزوجية. M.A أخصائية لأمور العائلة.
www.PhiliaCoaching.com
www.Facebook.com/PHILIAint

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]