احتفت إذاعات العالم اليوم بإحياء ذكرى 40 عاما على رحيل كوكبة الشرق الست أم كلثوم، حيث خصصت الإذاعات اليوم موجاتها لبث أغانيها وسرد سيرة حياتها بكل جوانبها. ولعلّ إذاعات الدول العربية وخاصة مصر خصّت الأيام الأخيرة سلسلة من البرامج عبر أثيرها واعتمدت "الحبّ كله" عنوانا مركزيا لإحياء مرور 40 عاما.

واختارت المسارح الفنيّة اليوم أم كلثوم في عروضها، أبرزها قصر الأونيسكو الذي خصص عرضا فنيّا ضخما جمع العديد من الفنانين المصريين والعرب على أنغام الطرب الأصيل، حيث أحيت أم كلثوم حفلين على خشبة المسرح الأول عام 1954 وعام 1965.

ورغم عدم بروز احتفالات خاصة قد ترتقي لحجم الذكرى، إلا أنّه في بيروت افتتح معرض "كلثوميات" للفنون التشكيلية إحياء لمرور 40 عاما على وفاتها، شارك فيه عدد من الفنانين والموسيقيين اللبنانيين والمصريين، بالإضافة الى حضور قطاع واسع من الفنون التشكيلية المصري تم خلاله تقديم 24 عملا فنيا

وتحلّ الذكرى الأربعين على رحيل كوكب الشرق في ظلّ "غياب اهتمام رسمي" وواقع تجاهل الدولة المصرية لهذا الإرث الفني الذي تركته أم كلثوم، وذلك بعد رفض السلطات المصرية مرارا وتكرارا دعوة أسرتها لتحويل بيتها إلى متحف. وذكرت وسائل إعلام مصرية أنّ "منزل الست تحوّل إلى حظيرة وفي مسقط رأسها لم يتبقّ ما يحمل ذكراه سوى تمثال يهترئ ومقهى يحمل اسمها".

وأم كلثوم التي ولدت عام 1898 ورحلت في الثالث من شباط/فبراير من عام 1975 وصل طربها العالم كلّه، إلا أنّ صوتها ولحن أغانيها الشرقية منحها لقب "كوكب الشرق"، و "سيدة الغناء العربي"، بدأ صيتها يذاع منذ صغرها حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أقصى أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيسي لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة.

بدأت أم كلثوم مسيرتها الفنية بعدما التقت بكبار الموسيقيين والملحنين الذين أعجبوا بصوتها وبدأت تعتلي المسارح الفنية الضخمة، وتجول مسارح العالم، حتى بدأت مسيرتها الفنيّة تلمع عندما اجتمعت مع رياض السنباطي الذي رافق مسيرتها الفنية طوال 40 عاما.

وفي ثورة الضباط الأحرار، عندما منعت من الغناء بسبب علاقتها مع الملك فاروق الذي أطيح به، أعادها جمال عبد الناصر للغناء من جديد، لتقوم أم كلثوم بإعادة عبد الناصر للحكم عقب استقالته في أعقاب حرب النكسة عبر "حبيب الشعب" التي ألهبت "الشعب العربي المصري". إلا أنّ علاقتها مع عبد الناصر كانت علاقة احترام متبادل، فهي العلاقة ذاتها مع الملك فاروق، والرئيس أنور السادات ما بعد نظام عبد الناصر رغم "أصبح الآن عندي بندقية" أواخر الستينيّات، و "رسالة إلى الزعيم" التي غنتها يوم رحيل عبد الناصر عندما قطعت احتفال لها في روسيا وعادت إلى مصر.

إلا أنّ شهرة أم كلثوم لاقت انتقادات لاذعة، حين أطلق الفنان الشعبي المصري الراحل الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم "كلب الست"، سخر خلالها على رفاهية أم كلثوم التي كانت قبل ذلك تنتمي لعائلة فلاحة فقيرة. وفي وفاتها أدرك العرب رحيل إرث فنّي نادر خلفته أم كلثوم وراءها وترك وفاتها صدى واسع في أرجاء العالم، هذا الصدى والإرث الفني الضخم الذي يصطدم باللامبالاة من الجهات المصرية الرسمية وفق ما جاء في وسائل إعلام مصرية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]