قبل حوالي الشهر، قررت وزارة الصحة، بشكل مؤقت، تجميد مشروعها الهادف إلى تقليص وفيات الأطفال البدو في النقب، من خلال عيادات الأم والطفل.

وكان بُدئ بهذا المشروع قبل عشر سنوات، وشمل عشر عيادات تم في كل واحدة منها توظيف مترجمة للغتين العربية والعبرية، للتسهيل على الأهالي والأمهات التواصل مع الطواقم الطبية ( اليهودية) العاملة في مجال الطب الوقائي والصحة الوقائية للأطفال والنساء البدويات الحوامل كوسيلة للجدّ من وفيات الأطفال البدو التي يزيد معدّلها عن معدل وفيات الأطفال اليهود- بأربعة أضعاف!

وعلى ضوء النجاح الذي حققه المشروع، قررت وزارة الصحة في وقت سابق طرح مناقصة لتثبيت الموظفات المترجمات في العمل، لكنهن تسلمن الشهر الماضي بلاغات بفصلهن عن العمل، وقيل لهن أن المناقصة قد تعلن بعد شهرين، وفي هذه الأثناء بقيت العيادات العشر بدون مترجمات.

التوعية، بالإضافة للترجمة...

وفي هذا السياق، قال " إيلان فاتحي"، مدير قسم تطوير الأحوال الصحية للمواطنين البدو في معهد " أجيك" ( الذي يعني بالمساواة بين العرب واليهود، وهو مساهم في المشروع المذكور)- أن المسؤولين في الدولة والحكومة أدركوا قبل (14) عامًا هول ورهبة الفوارق والفجوات بين معدلات وفيات الأطفال البدو واليهود، فقررت وزارة الصحة مواجهة هذه الأوضاع، وقررت إطلاق برامج ومشاريع في هذا الاتجاه، ومن بينها مشروع توظيف المترجمات. وأضافت أن عمل المترجمات لا يقتصر على " الوساطة اللغوية" بين الأمهات والطواقم الطبية، بل أنهن قد كُلّفن بتوعية الأمهات في عدة مجالات، ومنها التركيز على أهمية تناول النّساء الأطعمة والأغذية التي تحتوي على حامض الفوليك، قبل وخلال مرحلة الحمل، للوقاية من نشوء عاهات لدى الأجنّة والمواليد.

وزارة الصحة: المشروع ناجح وستطرح المناقصة بعد شهرين

وأشار " فاتحي" إلى أن عدد المترجمات خلال الأربعة عشر عامًا الأخيرة قد بلغ ( 13) موظفة، اجتزن دورات في الطب الوقائي وطب الأطفال، بالإضافة إلى ورشات إثراء وتدعيم شهرية للموظفات من خلال محاضرات طبية.

وعقب متحدث مسؤول في وزارة الصحة على هذه القضية بالإشارة إلى أن المشروع تجريبي، بادرت إليه جامعة بئر السبع بتمويل من الوزارة، وأنه ثبت نجاح ونجاعة هذه التجربة فتقرر طرح مناقصة لتثبيت الموظفات المذكورات في عملهن، وأن المناقصة ستُطرح، بالتأكيد، بعد شهرين، ولا نيّة في إلغائها أو إلغاء المشروع.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]