تثير مسألة معالجة المصابين السوريين في اسرائيل ضجة كبيرة في الساحة الاسرائيلية مؤخرًا، حيث تسببت الحالات الصعبة التي يعاني منها بعض المصابين بأزمات نفسية لبعض الجنود الذي يقدمون العلاجات الأولية للمصابين في المستشفيات الميدانية بالجولان المحتل، هذا إضافة للأزمة التي تعيشها المستشفيات ومستشفيات الشمال بشكل خاص.

مئات المصابين ينقلون إلى اسرائيل ويمنع نشر أي تفاصيل عنهم

اليوم بعد مرور ما يقارب الأربعة أعوام على بداية الأزمة السورية وعامين على بداية إدخال المصابين إلى اسرائيل للعلاج تعج مستشفيات الشمال في اسرائيل بعدد كبير من المصابين السوريين، قلة قليلة منهم سمحت اسرائيل بأن تجرى معهم لقاءات صحفية فيما تتستر على الباقين، حيث ومن المعروف أن المصابين ينقسمون بين مدنيين ومقاتلين من الجهات المعارضة في سورية، وبشكل خاص ما تسمى "جبهة النصرة" أو "الجيش الحر".

أزمات نفسية للجنود وبعضهم ينهون خدمتهم ذعرًا

بالإضافة إلى المصابين الذين ينقلون إلى المستشفيات فإن هنالك عدد كبير جدًا من اولئك الذين يتلقون فقط العلاجات في المستشفيات الميدانية على الحدود وتتم إعادتهم لسوريا، ويقدم لهم العلاجات بشكل خاص جنود وأطباء تابعين للجيش الاسرائيلي، وقد تسببت بعض الحالات الصعبة بأزمات نفسية حقيقية لعدد من الجنود حتى أن جنديين قرروا انهاء خدمتهم في الجيش ويتعالجون الآن لدى مختصين نفسيين.

 

نفطر "كورنفلكس مع شوكو" وبعدها نبدأ بمعلاجة رؤوس مفتوحة وأجساد ممزقة

في حديث مع وسائل إعلام عبرية قال أحد الجنود والذي كان قد خدم في السنة الأخيرة كمسعف طبي في المنطقة الشمالية: الأمور تحولت إلى جحيم، حيث يقومون ايقاضنا من النوم في الخامسة صباحا، ويطلبون منا في الثامنة والنصف صباحا بأن تتأكد من أن الجرحى ليسوا مخربين، وأن عشرة مصابين ينتظرون في البوابة الحدودية. هكذا نبدأ يومنا، نتناول وجبة الفطور، "كورنفليكس مع شوكو"، ونحن نعلم أننا بعد ساعتين سنمسك برأس مفتوح أو بجسد ممزق.

وتشرح مجندة تعمل مسعفة في المنطقة الشمالية: مجرد كوننا طاقم طبي نحن ملزمون بتقديم الإسعاف لكل إنسان بغض النظر عن هويته، حتى لو كان عدوًا، عالجنا جرحى حوادث طرق مضجرين بالدماء، أما الأمر الشاذ هنا هو عدد الجرحى الذين يصلون للبلاد من دولة عدو، أنت لا تعرف أسماءهم بسبب موضوع السرية، أو أطفال أنت تعلم أنهم غير متورطين بأي قتال مع أرجل مقطوعة أو طاعنين في السن لم يتلقوا العلاج منذ أسبوع وأيديهم ملوثة بطريقة تعلم فيها أن الطريقة الوحيدة لإنقاذهم هي من خلال قطعها.

القاعدة على حدود اسرائيل .. وعلاقة ودية بين الطرفين

ومن المعلوم أن الحدود السورية مع اسرائيل، أي حدود الجولان السوري المحتل وعلى مسافة 80 كم، أي من الحمة السورية حتى منطقة جبل الشيخ مسيطر عليها من الناحية السورية من ما يسمى "جبهة النصرة" وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وأن العلاقة بينهم وبين اسرائيل جيدة جدًا حيث تتم معالجة مصابيهم في اسرائيل ولا يقومون بأي اجراء ضد اسرائيل فيما لا تقوم الأخيرة بأي إجراء ضدهم، علمًا بأنهم ووفقًا للقانون الدولي يعتبرون تنظيما ارهابيًا غاية في الخطورة.

اسرائيل: الهدف هو ضمان الهدوء المستقبلي في المنطقة
وقالت مصادر في الجيش الاسرائيلي معقبة أن أحد أهم الاعتبارات الأساسية لتقديم المساعدة الإنسانية للجرحى السوريين لها علاقة بالنظرة المستقبلية والتي بحسبها سيتم التوصل لـ "تفاهمات هادئة" على أساس أن من شأن المساعدة الإنسانية أن تضمن الهدوء المستقبلي لمن يسيطرون على الطرف الثاني من الحدود. ويسيطر اليوم على الجانب السوري من الحدود متمردين يبسطون سيطرتهم على حزام بطول 80 كيلومترًا بين الحمة السورية وحتى جبل الشيخ وليس الجيش السوري.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]