استضاف مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة كولومبيا- نيويورك- الاسبوع الماضي مؤتمرا دوليا عن الاستيطان الكولونيالي والشعوب الاصلانية حيث خُصص جزء كبير منه لقضايا النقب تحت عنوان "سياسات التمثيل والشعوب الاصلانية". حيث استضافت المؤتمر هذا العام كل من بروفيسور ليلى ابو لغد وبروفيسور نادية ابو الحاج من قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة كولومبيا. وياتي هذا الحدث الاكاديمي استمرارا لاعمال مؤتمر النقب الاول الذي عقد في السنوات الاخيرة في جامعة اكستر البريطانية.

يذكر انه استمرت اعمال المؤتمر في جامعة كولومبيا-نيويورك لمدة ثلاثة ايام متتالية بحضور اكاديميين مختصين من جامعات عديدة من العالم. حيث كانت المحاضرة الافتتاحية لهذا الحدث الاكاديمي في يومة الاول للبروفيسور غسان حاج من جامعة ملبورن- استراليا. وضم اليوم الثاني للمؤتمر محاضرات لأساتذة مختصين في مجال الاستيطان الكولونيالي ومسألة الشعوب الاصلانية في العالم مثل فلسطين, امريكا الشمالية, وجزر المحيط الهادي. اما المحاضرات المختلفة فقد كان جَل اهتمامها بحالات بحث عديدة مثل استراليا, اسرائيل وفلسطين, نيوزيلندا, ودول امريكا الشمالية. يشار الى انه اشرف على تنظيم هذا اليوم الدراسي البروفيسور ليلى ابو لغد التي شكرت بدورها كل من دالية الزين, وفيليب بالبوني لجهودهم الكبيرة لإنجاح المؤتمر.

اما اليوم الثالث فقد تم تخصيصه لموضوع النقب, حيث تم افتتاح المؤتمر على يد بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان المخاضرة في الجامعة العبرية, والتي تحدثت باسهاب عن قضايا الاطفال في النقب ومعاناتهم اثر هدم البيوت في القرى غير المعترف بهم متطرقة بأمثلة عديدة من الصراع الدائر في النقب. تلت هذه المحاضرة طاولة النقاش الاولى التي ضمت كل من المحامي والباحث احمد امارة, جامعة نيويورك, د. منصور النصاصرة, جامعة اكستر ومركز الابحاث البريطانية في القدس ود. صوفي ريختر ديفرو, جامعة اكستر. لقد ركزت محاضرة احمد امارة على تاريخ منطقة بئر السبع قبل تأسيس المدينة في عام 1900، وتطرقت للديناميكية بين العشائر البدوية في منطقة بئر السبع والسلطة العثمانية بين عامي 1880 و 1900، والاتفاقيات المختلفة حول تقسيم الاراضي والزراعة البدوية الواسعة للشعير وتصديره للخارج. اما د.منصور النصاصرة فقد تحدث عن عرب النقب بين الكولونيالية البريطانية والقومية العربية الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني مركزا على ملفات الارشيف البريطاني والصحف الفلسطينية. اما الاستاذة صوفي ريختر فقد تحدثت عن الذاكرة والنساء البدويات في النقب ابان فترة الاستيطان القسري متمحورة حول حالة مدينة رهط وقرية اللقية. وقد ترأس هذه الطاولة الاستاذ عمر تسديل, جامعة بير زيت وجامعة وكولومبيا.

اما الطاولة الثانية فقد ضمت كل من بروفيسور اورن يفتاحيل من جامعة بن غوريون وايما نايهان من الجامعة الاوروبية في ايطاليا. تحدث اورن يفتاحيل عن النقاشات في الاكاديمية الاسرائيلية عن استعمال مصطلح المجتمع الاصلاني في حالة النقب والاختلافات حوله. اما المحامية ايما نايهان فقد تحدثت عن موضوع النقب من وجهة القانون والحقوق الدولية. يشار الى انه ترأست هذه الطاولة السيدة سهاد بشارة من مركز عدالة.
اما الطاولة الثالثة فقد ضمت كل من امل الصانع-الحجوج, جامعة ميغيل- كندا, ريتشارد راتكليف, جامعة اكسفورد, و د. شيفرا كيش, جامعة امستردام. تحدثت امل الصانع عن الحراك الشبابي والنشاط المحلي والسياسي في النقب. اما ريتشارد راتكليف فقد تحدث عن المجتمع المدني ودوره في النقب. ثم تلته شيفرا كيش التي تحدثت عن هجرة الطلاب من النقب للدراسة في شرق اوروبا وتاثيرها على النقب. وقد ترأست هذه الطاولة بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان. وفي نهاية المؤتمر تم عرض فيلم عن النقب من انتاج المخرج يانيس كاناكيس والذي يحاكي قصة النقب بين الماضي والحاضر.
تأتي سلسلة المؤتمرات تلك لبحث جديد لفلسطين عامة وللنقب خاصة وبالذات كتصدي للتاريخ الذي عرض النقب كمنطقة قاحلة والبدو كرحل, وبذلك يعرض الباحثون الجدد نتائج وزوايا تاريخية جديدة للمنطقة. ختاما, نذكر ان المؤتمر نظمه كل من بروفيسور ليلى ابو لغد, د. منصور النصاصرة (رهط) و د. صوفي ريختر- ديفرو.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]