تزمانا مع يوم العمال العالمي، وتأكيدا على ضرورة ايفاء حق الاجير والعامل في الاسلام، تمحورت خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية في مدينة ام الفحم ، بخطبة مميزة وخاصة تحث على الاجتهاد في العلم والعمل، والعمل على الابتكار والتطور وتقديم الحلول لخدمة الانسانية جمعاء.

حيث تمحورت خطبة فضيلة الشيخ الدكتور رائد فتحي على ضرروة العمل لنهضة الامة بكافة المجالات والاصعدة وعدم الاكتفاء بالصلاة والتهجد لله سبحانه وتعالى، مشيرا الى ان العلم والعمل فيما يرضي الله هي عبادة عظيمة.

كما وتطرق خلال خطبته على ما يتوجب على رب العمل ان يحققه من عدل وانصاف للعامل ، حيث قال:" استذكر بقول النبي صلى الله عليه وسلم "اعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه"، يا رب العمل اذا بقي الاجير يومين بعد وقت المعاش لا يأخذ مالا ولا يجد لبنيه طعاما وبنوك يأكلون ويشربون ويلبسون فأنت خائن لرسول الله، فكما ان معك مالا يجب على الاجير ان يكون معه مال، وليس بعد 90 يوم!!، فإذا عمل الاجير عندك يوما وطلب الاجير اجره فأنت مطالب ان تعطيه الا اذا كان هناك شرط بينكم ان الدفع فقط في بداية الشهر".

واضاف:" لا يجب ان يوسع اي شخص عمله الا اذا كان ميقن انه سيتطيع ان يعطي الاجير اجره ، ومن يلجئ للقروض الربوية فهو اثمن، يا صاحب المصالح ويا صاحب العمل، لا توسع عملك الا ما تطيق اول الطاقة بأن تعطي الاجير حقه قبل ان يجف عرقه" مستشهدا بالعديد من الاحاديث النبوية من السيرة النبوية الشريفة".

الدكتور الشيخ رائد فتحي:" اقول لمن يقول اعلى ما في بخيلك اركبه، خاب وخسر من واجه رجل ركب موجة الاقدار، وماله سيزول ولو بعد حين"

وقال ايضا:"اقول لمن يقول للاجيرين بعد ان استوفى حقه "اعلى ما في بخيلك اركبه"، هو قد لا يكون عنده خيل عالي في عينيك ليركبه ولكنه ركب موجة الاقدار ومن ركب موجة الاقدار فما خاب، ومن واجه رجل ركب موجة الاقدار ، خاب وخسر وسيزول ماله ولو بعد حين فإن بقاء المال بالعدل وبرد المظالم الى اهلها".

الدكتور الشيخ رائد فتحي :"ما زلنا عبيد نباع ونشترى في سوق النخاسة"
كما وتطرق فضيلته خلال الخطبة الى ما يدور في العالم العربي وتأخره وخاصة وان معظم الدول العربية تعاني من فقر شديد وتكاد لا تجد قوت يومها ، حيث قال:"ما لدينا دولة واحدة عندها كفى قوتها ، فأما الطعام فنشتريه، وأما الملبس فنشتريه، واما المياة فإغلقت علينا ايضا، واما السلاح فما زلنا نجمع السلاح حتى دفع العرب على الاسلحة ما يزيد عن 1500 مليار دولار، ما يزيد عن الترليون والنصف ترليون دولار ، هذا ما دفعه العرب على الاسلحة حتى تذبحنا، حتى تقتلنا، حتى تدمران، وما زلنا امم تتكفف سائر الشعوب، وما زال فينا دولة هي اكثر دول العالم استيراد للقمح في العالم، هي مصر، وما زل فينا دولة هي من افقر الدول في العالم، هي موريتانيا، وما زال فينا دول محتربة مقتتلة منذ اكثر من ثلاثون عاما، هي افغانستان، وما زال فينا دول فيها النفط وفيها المعادن والبترول والارض والزراعة والشراء، وما زالت تعيش في بئس وشقاء، هي العراق، وما زال فينا دولة هي قلب الامة ، هي فلسطين والقدس وما تزال تحت الاحتال، ما زلنا عبيد نباع ونشترى في سوق النخاسة، والمشكلة اننا كنا عبيد مرغوب بنا ولنا قيمة نباع ونشترى ، وصرنا عبيد لا قيمة لنا ولا يبالي لنا احد".

الدكتور الشيخ رائد فتحي :"على العامل الوفاء بالعقول مع المسلم والكافر سواء"
هذا وشملت خطبة الجمعة ايضا الواجبات التي تترتب على الاجير والعامل بأن يتممها بحق العمل وبحق صاحب العمل حيث قال:" كما ان على رب العمل واجب فأن لاجير العمل واجبا، واعظم الواجبات واهمها الامانة والوفاء بالعقود مع المسلم والكافر سواء ، ليس المسلم بالخائن ، ولا بالغال ، ولا بالسارق، فإن من الامانة على الاجير وعلى العامل ان يرعى مصلحة رب العمل ولا يرعى مصلحته ، فلا يقرب ذويه ، واقاربه، وصحبته ومن حوله فإن في ذلك خيانة لله ورسوله" مستشهدا ببعض الاحاديث النبوية التي تؤكد على ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]