في ظل أجواء شاحبة ورمادية تنقلنا المخرجة الأيرانية "إيدا بناهندا" في فيلمها الأول "ناهد" إلى واقع المرأة في إيران، فهي تعيش الضياع الذي يجعلها تائهه بين الأسود والأبيض كما هو لون قريتها القابعة على ساحل "بحر قزوين" في أعلى الشمال الايراني.

بحر لونه لايشبه لون البحار الأخرى، ف هو أيضا رمادي يشبه حياة "ناهد" التي تزوجت في سن مبكرة من ابن عمها الذي يتعاطي المخدرات، وهو عاطل عن العمل ويتعامل مع مافيات ايرانية صغيرة يصطدم معها، وهو ما يكشف الحياة اليومية للمدن الايرانية النائية.

ناهد مثال حي
ناهد تعمل في اكثر من مكان لتستطيع تأمين عيشها مع ابنها، وفي الأخير تجد نفسها غير قادرة على دفع ايجار بيتها الصغير التي تسكنه مع ابنها، وغير قادرة على تأمين أجور مدرسة ابنها الوحيد.
حياة صعبة وقاسية، تصف حالة المرأة الايرانية، من خلال شخصية "ناهد"، وكيف تبحث وبشكل متواصل يوميا عن حياة هادئة بعيدة عن المشاكل، ولكنها تتلقى الضربات من كل افراد عائلتها وعائلة زوجها، بل حتى مجتمعها.
وتضطر للزواج من مسعود الذي يفرض عليها زواجا غير معلن وهو ما يسمى في إيران "زواج المتعة"، وعندما يسأل الشخص الذي يقوم مقام القاضي عن فترة الزواج يجيبه مسعود لمدة "شهر" قابل للتجديد؟

زواج المتعة
هكذا، كأي سلعة تؤجر لفترة زمنية، وهذا الزواج هو أحد محاور الفيلم الأساسية، يناقشها ويطرح أسئلة للنظام الايراني الذي يشجع على مثل هذا الزواج.
وتقول مخرجة الفيلم"ايدا بناهندا" للعربية.نت"، إن ناهد هي ضحية مجتمع بأكمله يحرمها من كل شئ ويشجعها على أخطاء زوجها، والمرأة في إيران تحاول أن تغير قوانين كثيرة لا تؤمن لها حياة طبيعية، كما أن التظاهر غير مسموح، وقد بدأنا من خلال أفلامنا نلاحظ تغيرا، ولكن هذا لا يكفي، فالمطلوب تغيير قانون المرأة في إيران الذي يجب أن يحترم قرار المرأة بالطلاق أو بالاحتفاظ بالأولاد.

قوانين صارمة ضد المرأة
مشكلة حضانة الأبناء بعد الانفصال في إيران لم تجد حلا، فالأطفال دائما مع الآباء، ولكن "ناهد" تتوصل الى اتفاق مع طليقها بشرط ألا ترتبط بعلاقة مع شخص آخر وبذلك يضمن رؤية ابنه الوحيد، ولكن زوجها يكتشف عن طريق الصدفة ارتباطها بشخص آخر، ف يعاملها بقسوة ويحرمها من رؤية ابنها.

هذا الابن الذي يتأثر بمحيطه ويظل هاربا من مدرسته، يحاول تقليد والده في اللعب مع الكبار ويلتقي بشخصيات سلبية في المجتمع، وهو ما يبينه الفيلم من مدير المدرسة إلى صاحب البيت الى الحبيب وطليقها المجرم، الذي يحترف بيع وتعاطي المخدرات.

قوانين قاسية تواجه المرأة المطلقة التي لا يسمح لها القانون بأن ترفض زوجا مجرما وقاسيا وأن تبقى مهما كانت نتائج هذا الزواج.
"فيلم ناهد" دعوة مباشرة للنظام في ايران لتغيير هذه القوانين التي ظلمت ومازالت تظلم المرأة في إيران؟
الفيلم يعرض في المسابقة الثانية في المهرجان "مسابقة نظرة ما"، ويتافس مع أفلام من المكسيك والهند وأمريكا وفرنسا واليابان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]