عقدت جامعة القدس المفتوحة، اليوم الأربعاء، مؤتمر "واقع الثروة الحيوانية والمراعي والإرشاد الزراعي في منطقة الأغوار"، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة، والمشروع الإقليمي الدنماركي الزراعي، في فندق الواحة (الانتركونتال) في مدينة أريحا.

وافتتح المؤتمر الذي تولى عرافته أ. إياد اشتية رئيس قسم متابعة شؤون الخريجين، بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم لمقرئ المسجد الأقصى عطا الله ناصر، ثم السلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين.

وعقد المؤتمر بحضور محافظ أريحا والأغوار م. ماجد الفتياني، ووزير الزراعة المهندس شوقي العيسة، ونيافة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس، ورئيس مجلس الأمناء في جامعة القدس المفتوحة م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو.

أبرز توصيات المؤتمر

ودعا المشاركون إلى بناء استراتيجية وطنية مشتركة لتحقيق الأمن الغذائي في الأراضي الفلسطينية، تهدف إلى الحد من الاعتماد على الاستيراد، وزيادة الاستثمارات في القطاع الزراعي والحيواني وإنتاج الغذاء، وزيادة مخصصات البحث العلمي في مجال الأمن الغذائي والثروة الحيوانية، والاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى.

وطالب المشاركون بإنشاء صندوق تمويل صغار ومتوسطي المزارعين لمواجهة المخاطر وإطلاق المنح أو السلف الزراعية بدون فوائد، ضمن فترة زمنية طويلة التسديد، وتمكين صغار المزارعين، والتأكيد على حقهم في تنظيم أنفسهم في اتحادات وجمعيات ممثلة لهم.

وحث المؤتمرون الحكومة على استخدام سياسات لمواجهة ارتفاع الأسعار الغذائية وتصاعدها، مثل تخفيض رسوم الاستيراد والضرائب على الحيوانات الحية ومنتجاتها، وتقديم إعانات للمنتجين في حالة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.

ودعا المشاركون إلى زيادة الاستثمار في الماشية، ومزارع الأمهات، والاستزراع السمكي، من أجل التخفيف من الفجوة الغذائية في منتجاتها، وإلى تشجيع الاستثمار الخاص بالإنتاج الحيواني في الأراضي الفلسطينية من خلال التركيز الإعلامي على نقاط القوة والفرص في مناخ الاستثمار في الثروة الحيوانية، وإلى إلغاء التبعية القائمة بين الاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي، من خلال إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، وإلى توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الحيازات الزراعية، ورفع الدعاوى في المحاكم الدولية لمقاضاة الاحتلال.

ودعا المشاركون أيضاً إلى إنشاء بنك جيني، ومعشبة نباتية لنباتات المراعي، والتوسع في استزراع المراعي والنباتات العلفية، واستغلال المياه الرمادية في استزراع المراعي، وتوضيح قانون المراعي والغابات وتطبيقه، وتوضيح الملكية وحق الرعي.

وشدد المشاركون على أهمية إدخال سلالات جديدة من الأغنام عالية الإنتاجية ومحسنة وراثياً، متأقلمة مع الظروف البيئية في المنطقة. وطالبوا بتنمية السلالات الموجودة في المنطقة وتطويرها، واتباع أسس التربية الحديثة من الإدارة المزرعية والسجلات، واتباع برامج الانتخاب التي تشتمل على الاستبعاد والإحلال.

وشدد المشاركون على أهمية العمل على تنمية قطاع الأغنام من خلال دعم مشاريع تربية الأغنام داخل الحظائر، واعتماد طريقة التربية المكثفة والمغلقة بهدف زيادة إنتاج اللحوم والصوف.

افتتاح المؤتمر

افتتح المؤتمر م. الفتياني، ونقل تحيات رئيس دولة فلسطين محمود عباس للحضور ولأسرة جامعة القدس المفتوحة، على الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة لخدمة المجتمع، مشيراً إلى أن الثروة الحيوانية في محافظة أريحا والأغوار تتعرض لتحديات كبيرة، أبرزها تحدي الاحتلال، لأن ما تواجهه محافظة أريحا والأغوار على امتدادها من قبل الاحتلال لا يقل ضراوة عما تواجهه مدينة القدس المحتلة.

وقال إن المحافظة تنفذ مهام وطنية ببرامج إغاثية لتعزيز صمود أبناء شعبنا بوجه عام، وفي الأغوار بوجه خاص، فهي حاضنة تربية الثروة الحيوانية في فلسطين، موجهاً التحية إلى كل المزارعين الصامدين على أرضهم لإفشال مخططات الاحتلال في الأغوار.

في كلمة وزارة الزراعة، أشار الوزير شوقي العيسة، إلى أن عقد المؤتمر يساهم في تنمية الزراعة في فلسطين، وأن "القدس المفتوحة" تؤدي دوراً بارزاً في خدمة المجتمع وتحقيق النجاحات، ثم تمنى للجامعة التوفيق ومواصلة خدمة المواطن الفلسطيني في كل القطاعات.

وقال أيضاً إن جهود "القدس المفتوحة" تساهم في تطوير القطاع الزراعي وتعزيزه برفده بالخريجين الزراعيين القادرين على خدمة القطاع وإيصال كل ما هو جديد، ومساهمتها في تنمية هذا القطاع من خلال المؤتمرات، ووزارة الزراعة سعيدة برعاية هذا المؤتمر وإنجاحه، عبر تمويله والمشاركة في لجنتيه التحضيرية والعلمية، ونحن على أتم الاستعداد للتنسيق مع "القدس المفتوحة" والجامعات الأخرى لتطوير الزراعة، فهي أساس حماية الأراضي من الاستيطان والمصادرة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل لـ (11%) من القوى العاملة، وتساهم بما يزيد عن (5%) من الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل (21%) من الصادرات الفلسطينية، إضافة إلى مساهمتها في تحسين البيئة والمحافظة عليها وعلاقتها بالقطاعات الأخرى كمزود أساسي لقطاع الزراعة في فلسطين، فالمساحة الزراعية تبغ نحو (1.2) مليون دونماً (90% في الضفة الغربية، و10% في قطاع غزة)، وتبلغ مساحة المراعي أكثر من مليوني دونم، ولكن لا تتجاوز مساحة الرعي المتاحة أكثر من (600) ألف دونم بسبب الاحتلال.

وقال إن قطاع الثروة الحيوانية يعد من أهم القطاعات الزراعية، ويساهم بـ (46%) من دخل القطاع الزراعي، ويحتل قطاع الأغنام والمواشي النسبة الكبرى في هذا القطاع، وتفوق محافظة أريحا سائر محافظات الوطن في تربية المواشي والثروة الحيوانية. واستكمالاً للدور، فقد سعت وزارة الزراعة لتنفيذ شراكة مع جامعة القدس المفتوحة لعقد هذا المؤتمر العلمي في مجال الإرشاد والثروة الحيوانية، بهدف تعزيز التعاون بين الوزارة والجامعة، والتعريف بأهمية الإرشاد وطرقه وانعكاساته على القطاع الزراعي.

إلى ذلك، قال المطران عطا الله حنا، إن مشاركته في هذا المؤتمر جاءت لنقل رسالة المدينة المقدسة التي يستهدفها الاحتلال إلى جانب الأغوار، لذا يجب مواصلة المقاومة والنضال لتعود المقدسات لأصحابها وترفع راية الحرية فوق كنائسها ومساجدها وأسوارها ومؤسساتها.

من جانبه، قال م. سمارة إن منطقة الأغوار التي يستهدفها الاحتلال ستبقى سلة غذاء فلسطين، ونحن ندرك كفلسطينيين أنه لا يوجد أمام شعبنا سوى الصمود والتمسك بالأرض والبقاء عليها مهما قست الظروف.

في السياق ذاته، أكد أ. د. يونس عمرو أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الوطن، وكان الهدف الأول من إنشائها توفير التعليم لشرائح المجتمع عامة، فالجامعة لم تتوقف عند دورها الأكاديمي، بل شاركت شعبها همومه في كل القطاعات والأزمات، فشرعت ترتب مهرجانات ثقافية ومناسبية، ومؤتمرات علمية عابرة وأخرى دورية، ويأتي هذا المؤتمر (مؤتمر الزراعة الثالث) من المؤتمرات الدورية السنوية.

إلى ذلك، قال د. راتب أبو رحمة رئيس اللجنة التحضيرية، في كلمة اللجنة في المؤتمر، إن سياسة الاحتلال الرامية لتهويد الأغوار والمراعي الزراعية، ونقل السكان إلى تجمعات شرقي القدس قرب أبو ديس، لهو دليل على نهب ثروات المنطقة وسرقة أراضيها. ونحن في "القدس المفتوحة" نعتز بجامعتنا التي أصرت رئاستها على عقد المؤتمر في منقطة الأغوار للـتأكيد على أهمية هذه المنقطة، وسبق هذا المؤتمر مؤتمران: الأول في محافظة قلقيلية، فيما عقد الثاني في محافظة أريحا التي نعقد الثالث فيها اليوم.

وفي ختام جلسة الافتتاح، كُرم ممولو المؤتمر، ثم عَرض مركزُ الإنتاج الفني، بالتعاون مع طلبة كلية الصحافة في جامعة القدس المفتوحة، فيلماً حول "قطاع الزراعة في فلسطين والإنتاج الحيواني" يظهر مشكلات العاملين في القطاع الزراعي.

محاور المؤتمر:

تضمن المؤتمر مجموعة من المحاور: الأول كان حول "واقع الثروة الحيوانية والمراعي في منطقة الأغوار"، وترأس الجلسة د. زكريا السلاودة وكيل مساعد وزارة الزراعة، وتحدث خلال الجلسة د. شاهر حجة من جامعة القدس المفتوحة، عن واقع الثروة الحيوانية في منطقة الأغوار، كما تحدث المهندس عادل أبو عياش الخبير الزراعي في مجال المراعي عن "مسح النباتات الرعوية ذات القيمة الغذائية العالية في الضفة الغربية وتصنيفها"، ثم تحدث المهندسان فتحي نعيرات وأنس السايح، من وزارة الزراعة الفلسطينية ومركز الأبحاث التطبيقية (أريج) حول "واقع تغذية الأغنام في منطقة الأغوار-قرية بردلة". وفي ختام المحور عرض م. سامر جبارين من المشروع الإنشائي العربي، تجربة زراعية ناجحة حول "الثروة السمكية في فلسطين والتحديات التي تواجهها".

أما المحور الثاني الذي عقد بعنوان: "الثروة الحيوانية والتنمية الزراعية المستدامة، ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي" وترأس جلسته د. عدنان شقير، فقد تحدث فيه كل من: د. عبد الرحمن التميمي من جمعية الهيدرولوجيين الفلسطينيين حول تعزيز صمود التجمعات البدوية من خلال إعادة تسعير نظام التعرفة للمياه (دراسة حالة التجمعات البدوية في أريحا والمناطق الجنوبية للأغوار والسفوح الشرقية). كما تحدث د. إياد بدران من المركز الوطني للبحوث الزراعية في وزارة الزراعة، حول "المخلفات الزراعية والصناعية المتوافرة في فلسطين وطرق معاملتها"، كما تحدث كل من د. وائل القيسي، ود. روبين أبو غزالة، وم. جابر العمور، من مؤسسة المركز الوطني للبحوث الزراعية ومن مركز البيوتكنولوجي بجامعة بوليتكنيك فلسطين، عن "عزل البكتيريا المسببة لالتهابات الضرع عند الأغنام، وتحديد حساسية العزولات للمضادات الحيوية المستخدمة في المحافظات الشمالية". كما تحدث د. جهاد الإبراهيم من المركز الوطني للبحوث الزراعية، حول "تصميم وحدة استنبات متنقلة ومغلقة لاستنبات أنواع عديدة من الحبوب ودراسة جدواها الاقتصادية، وتحليل كافة مكونات العلف الأخضر في صناعة العصير الأخضر". وتخلل المحور الثاني عرض تجربة زراعية ناجحة حول "آفاق وتنمية قطاع الدواجن في فلسطين"، عرضها م. عثمان شحادة من شركة دواجن فلسطين.

وفي المحور الثالث الذي عقد بعنوان: "واقع الإرشاد الزراعي للثروة الحيوانية وآفاق الاستثمار في منطقة الأغوار"، الذي ترأسه د. عبد الغني حمدان، تحدث كل من: د. علائي البيطار من جامعة القدس المفتوحة حول "دور الإرشاد الزراعي في تنمية قطاع الأغنام وتطويره"، فيما قدم م. محمد عمر من الإغاثة الزراعية، "دراسة تحليلية لسلسلة القيمة في المنتجات اللبنية من الأغنام والماعز في الضفة الغربية والغور الشرقي والشمالي-مناطق ج"، وتحدث د. حجازي الدعاجنة من جامعة القدس المفتوحة عن "أثر المناخ على الثروة الحيوانية في منطقة الأغوار"، وأخيراً عرض أ. أحمد الشعراوي من شركة الزراعيين العرب، تجربة زراعية ناجحة حول "إنتاج (الكمبوست) وكيفية تصنيعه في فلسطين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]