باحثة مسلمة أمريكية «من أصول مصرية»، نجحت في دخول المجلس الاستشارى الخاص بالأديان في البيت الأبيض والمكون من 25 ممثلا لعدة طوائف وشخصيات علمانية لتكون بذلك أول مسلمة محجبة تشغل منصبًا من هذا النوع في البيت الأبيض، وتتركز مهمتها الأساسية بإطلاع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما على أسلوب تفكير المسلمين.. ببساطة هي «داليا مجاهد».

ترأست «داليا مجاهد» مركز جالوب للدراسات الإسلامية، الذي يجرى أبحاثًا وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما تظهر دراساتها في صحف ودوريات بارزة مثل «وول ستريت جورنال» و«هارفارد إنترناشونال ريفيو»، إضافة إلى حصولها على شهادة في إدارة الأعمال والهندسة الكيميائية.

و«داليا» تمكنت من إصدار كتاب مميز يحمل عنوان «من الذي يتكلم نيابة عن الإسلام؟.. ما يفكر به مليار مسلم»، والذي استغرق 6 سنوات من البحث قبل أن يرى النور.

كيف دخلت إلى البيت الأبيض

كانت صوت المسلمين في البيت الأبيض. داليا مجاهد باحثة أميركية من أصل مصري، ترأس مركز "غالوب للدراسات الإسلامية" الذي يجري أبحاثا وإحصاءات تتعلق بالمسلمين في أنحاء العالم، تنشرها صحف ودوريات بارزة مثل "وول ستريت جورنال" و"هارڤرد إنترناشيونال ريڤيو". تعيش في واشنطن مع زوجها وابنيها؛ برز اسمها حين اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما لتكون المسلمة الوحيدة في المجلس الاستشاري الذي يساعده في معرفة دور الأديان الحقيقي، ولا سيما العلاقة بين الإسلام والغرب، وعدم النظر إلى هذه العلاقة كمصدر للمشكلات. احتلت داليا مجاهد المرتبة الثالثة في لائحة أقوى 100 شخصية عربية عام 2010، الصادرة عن مجلة الأعمال الإماراتية "أريبيان بزنس".

وعن اختيار الرئيس اوباما لها

 أعتقد أنه تم اختياري للأبحاث التي كنت أديرها في مركز "غالوب للدراسات الإسلامية" حول آراء المسلمين في أنحاء العالم. لم أكن جزءاً من حملة الرئيس الأميركي، ولست ناشطة في الحزب الديموقراطي. وقع الاختيار عليّ على أساس مهنيتي لا انتمائي السياسي.

الشهرة والانجازات

وعن شهرتها قالت: "شهرتي" لغزٌ لا أزال أجهله! لا شك في أن موقعي في البيت الأبيض كان شرفا لي. لكني أعتقد في الوقت نفسه، أن الموضوع ضخّمته وسائل الإعلام، وأن اللافت في مسألة تعييني كانت رمزيّته أكثر منه تأثيري في السياسة. فالكثيرات من الشابات يتوجهن إليَّ ويعبّرن لي عن الأمل الذي يستمددنه من مشواري المهني، إذ يشعرن بأن النجاح ليس صعب المنال، بصرف النظر عن اسمهن وهويتهن أو اختيارهن الحجاب. إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي أوحى به تعييني في البيت الأبيض فأنا سعيدة جدا بهذا الأمر.


المسؤولية والحمل الثقيل..

وعن المسؤولية قالت: هي بالطبع مسؤولية كبيرة، لكني لا أدّعي أني أتحدث باسم كل مسلم. أردت أن أنقل، فقط، ما يقوله المسلمون لأنفسهم. لم أكن أريد تمثيل جميع المسلمين، بل أردت أن أعطيهم وسيلة لتمثيل أنفسهم باستخدام أداة معينة، هي المسح المرتكز على البحوث. باستخدام هذه الأداة العلمية، في وسعنا أن نكتشف بمَ تفكر وتشعر مجموعة كبيرة من الناس، وأن نسمع أصوات هؤلاء ونفهمهم. مهمتي كانت أن أنقل هذه المعلومات إلى العالم.


من هندسة الكيماويات إلى إدارة الأعمال...

 رحلتي المهنية علّمتني أن المرء لا يعرف إلى أين يمكن أن تذهب به الحياة. نعم، لقد بدأت دراستي كمهندسة كيميائية مع قصور في اللغة العربية. كنت أكتب في جريدة الكلية عن الشرق الأوسط، وكنت من مؤسسي منظمة تساعد على تثقيف الناس في شأن قضايا المنطقة، إذ كنت ولا أزال شغوفة بالقضايا الدولية. بعد تخرجي من الجامعة انضممت إلى الشركة العالمية للمنتجات الإستهلاكية، "بروكتر أند غامبل"، في قسم البحوث. كنت أعشق دراسة آراء الناس وتحويلها إلى أفكار متعلقة بالمنتَج. تابعت سيري على هذا الطريق فحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال وانضممت إلى مركز "غالوب" كمستشارة لكبرى الشركات الأميركية، أقدّم المشورة للمديرين والمسؤولين التنفيذيين في قيادة الأعمال والإدارة. عندما أعلن الرئيس التنفيذي للشركة نيّته إجراء دراسات إستقصائية في أنحاء العالم، طلبت أن أنتقل إلى هذا المشروع. اقترحت عليه أن يؤسس مركزاً للدراسات الإسلامية ضمن مشروعه هذا فوافق، وأصبحت أنا مديرة المركز. آمل أن تؤكد قصتي للمرأة العربية أنه يمكننا أن نتقدم وننجح في أي بيئة، حتى لو كنا أقلية، أو حيث يهيمن الذكور كما هي الحال في عالم الأعمال والسياسة.

من يتكلم عن الاسلام

 أراد هذا الكتاب أن يُسمِع صوت الناس العاديين، ليقولوا للعالم ما يفكرون فيه فعلاً، بدلا من السماح للمتطرفين بالتحدث عنهم. بالطبع لا يفكر مليار مسلم بالطريقة عينها، بل هناك تنوّع كبير في الآراء والمعتقدات. لكن هذه الدراسة، وهي الكبرى والأشمل التي تطال المسلمين من حول العالم، تدل على أن جميع هؤلاء يدعمون في الإجمال الديموقراطية والعدالة بين الجنسين ويناهضون العنف ضد المدنيين. هم لا يكرهون الغرب أو الولايات المتحدة لأن الأميركيين "أحرار". غضبهم على أميركا سببه سياستها لا مبادئها، التي تعجبهم بحسب الدراسة. الأدلّة التجريبية دحضت الصور النمطية.

ما الذي يدفع بأوباما، الذي أوضح أكثر من مرة أنه ليس مسلماً، في اتجاه توظيف مسلمين في البيت الأبيض؟

 وأوضحت أولاً أنه لا يوجد مسلم واحد في مركز عالٍ في إدارة أوباما. لذا السؤال الأصحّ هو: لماذا ليس هناك المزيد من المسلمين في البيت الأبيض، وفي مواقع رفيعة المستوى؟. فالأميركيون المسلمون مواطنون مساهمون في هذا البلد، ومن الطبيعي أن يتم تمثيلهم في صنع القرار ككل مجموعة أخرى. على الرغم من ذلك، لا نستطيع أن ننكر أن أوباما أفضل بكثير من سلفه في هذه النقطة، لكن الطريق لا يزال طويلاً.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]