بينما كان سائق حافلة تابعة لشركة "ايغد"، يدعى "تسيون ملول" (61 عامَا، من طبريا) يقود حافلته العاملة على خط طبريا – بني براك، وشارفت الساعة على الحادية عشرة ليلًا، شاهد عن بعد شابًا يقف على حافة الشارع رقم ستة، عند تحويلة ("محلاف") عين توت، وهو يلوح بيديه، وتبدو عليه علامات الاعياء والألم، فلم يتردد السائق الذي كانت حافلته مليئة بالركاب- في التوقف، رغم خشيته –كما قال لاحقًا- من ان يكون الشاب يبيت نوايا سيئة!

وتبين ان الشاب هو من سكان قرية كفر قرع بالمثلث، القريبة من مكان الحادث (وهو في العشرينات من عمره)، وما ان توقفت الحافلة وفتح السائق بابها، حتى صاح الشاب مستغيثًا مستندًا:"ساعدوني، انقذوني، صدري يؤلمني، وأنا هنا أحاول طوال اربعين دقيقة استيقاف السيارات المارة لعلّ أحدًا يسعفني لكنه دون جدوى".

وما ان انهى كلامه خذا حتى انهار مغميًا عليه! فسارع السائق الى تدليك صدره، وفي الاثناء استدعى الاسعاف، فتم نقل الشاب الى مستشفى "هيلل يافيه" القريب، في الخضيرة فتبين انه تعرض لنوبة قلبية، وقدم له العلاج اللازم.

دعوة لوليمة في عيد الفطر!

وفي اليوم التالي اتصل السائق بالمستشفى، واطمأن الى ان الشاب قد عولج وتم تسريحه الى منزله. وأعرب والد الشاب عن شكره الجزيل وعرفانه بالجميل الذي بدر عن السائق الطبراوي الشهم، وقال : أتمنى ان أعانق هذا الرجل وأقبله، لأن له فضلاً في انقاذ ابني الذي كتبت له حياة جديدة. وأضاف : بعد انقضاء شهر الصيام الفضيل، وحلول عيد الفطر السعيد، سأدعو السائق الى بيتنا لنعد له وليمة شكر وعرفان واحتفاء به وبالعيد.

وقال الوالد المبتهج ان ما قام به السائق من صنيع طيب هو " قدوة حسنة لنا جميعًا، عرب ويهود، وخاصة في هذه البلاد وهذه الأيام المشحونة بالكراهية والعداوات والضغائن، وها هي المشاعر الانسانية قد انتصرت" – كما قال.

وعلم السائق "تسيون ملول" سبق أن أنقذ في سنوات الثمانين راكبًا أصيب بجلطة ("بلع لسانه")، ووصفه الناطق بلسان شركة "ايغد" بأنه انسان أصيل ونبيل.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]