اختتمت بطولة كوبا أمريكا 2015 فعالياتها أمس بتتويج تشيلي صاحبة الضيافة باللقب لأول مرة في تاريخها وذلك في نسخة غابت عنها المتعة الكروية في بعض الفترات ولكنها لم تخل من الاثارة والجدل داخل وخارج الملعب.
وعكست كوبا أمريكا أمريكا 2015 عدة حقائق عن الفرق المشاركة بعضها كان جليا من اللحظة الأولى والآخر استغرق بعض الوقت للكشف عن صفاته لاثبات أن مقولة “كرة القدم لا تخلو من المفاجآت” ليست مجرد كذبة.

-الاصرار التشيلي:


كان المنتخب التشيلي منذ صافرة البداية مصرا على الفوز بلقب البطولة التي كانت نسختها الأولى منذ 99 عاما مضت لم يتمكن فيها من التتويج بلقبها.
كل الظروف كانت مهيئة فالبطولة تقام على أرض التشيليين ووسط جماهيرهم وجيل اللاعبين الحالي من أفضل من مروا على المنتخب إن لم يكن أفضلهم، وتحت قيادة مدرب ذكي هو الأرجنتيني خورحي سامباولي.

لم تيأس تشيلي في النهائي على الرغم من اهدارها عددا لا بأس به من الفرص أمام فريق يفترض نظريا أنه الأقوى في القارة بل ولديه من يعتبره البعض أفضل لاعب في التاريخ الأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث لم يغب اصرارهم ولو للحظة طوال الوقتين الأصلي والاضافي للمباراة وحتى في ركلات الترجيح.

-ميسي المنتخب ليس ميسي برشلونة:

لم يقدم ليونيل ميسي المستوى المنتظر منه في كوبا أمريكا بالمرة بعد موسم رائع مع برشلونة توج فيه بثلاثية الليجا وكأس الملك ودوري الأبطال الأوروبي وكان فيه النجم الأبرز للفريق.

لعب ميسي ست مبارايات في البطولة حيث لم يسجل سوى هدف واحد من ركلة جزاء خلاله، صحيح أنه صنع ثلاثة أهداف، ولكن كلها كانت في مباراة واحدة تعد سهلة في ظل انتعاش الفريق ككل وبالأخص زميله أنخل دي ماريا أمام باراجواي وانتهت بنتيجة (6-1).
عام أخر حزين لميسي مع المنتخب جاء بعد خسارة نهائي المونديال العام الماضي أمام ألمانيا، ليواصل ليو فشله في التتويج بأي لقب مع الفريق الأول لـ”راقصي التانجو”.

-أين ذهبت موسيقى السامبا؟

كرة القدم رياضة جماعية وفي الماضي كان لا يوجد أفضل من البرازيل في الجمع بين جمال اللعب الجماعي والمهارات الفردية.. تماما مثل موسيقى السامبا التي لا تحلو إلا في جمع غفير ولكنها لا تخلو من بعض الرقصات الفردية البارعة.

ظهرت البرازيل في النسخة الأخيرة من كوبا أمريكا دون أفكار أو طريقة لعب حيث كان اعتمادهم الكلي على نيمار كعازف منفرد ولكن بعد تعرضه للايقاف وفي اول اختبار حقيقي أمام باراجواي فشل الفريق وخرج بركلات الترجيح من ربع النهائي.

-بيرو تخالف التوقعات وكولومبيا تُحبط:

كانت بيرو واحدة من أكبر مفاجآت البطولة حيث لم يكن يتوقع أحد أن تصل لنصف النهائي بل أن المدرب نفسه كان وضع ربع النهائي كهدف للفريق، ولكن الفريق لعب بصورة جيدة للغاية وتمكن في النهاية من الظفر بالمركز الثالث بعد أداء حماسي يليق بـ”محاربي البرونز” كما لقبتهم الصحافة بعد انتصارهم ومخالفة كل التوقعات.

على الجانب الأخر تظهر الحالة الكولومبية الغريبة، حيث كان الجميع يتوقع أن يكون لـ”لوس كافيتيروس” شأن آخر في هذه النسخة، ولكن أدائهم كان “مريضا” فتأهلوا لربع النهائي بعد تسجيل فوز واحد وهدف يتيم ليخرجوا بعدها بركلات الترجيح من الأرجنتين.
لم يتمكن الفريق الذي يتمتع بقوة هجومية ضاربة في ظل وجود جيمس رودريجز وراداميل فالكاو وجاكسون مارتينيز وكوادرادو من أداء المهمة.

-ضعف الضيوف:

لم ترغب منتخبات قارة أمريكا الجنوبية في الابقاء على ضيفيها جامايكا، التي اعتبرها الأوروجوائي ادينسون كافاني دولة أفريقية، والمكسيك على الأراضي التشيلي لفترة طويلة.

بهذه الطريقة كان المنتخبان الجامايكي والمكسيكي أول من ودعا البطولة، فالأول خسر كل مباراياته بالمجموعة الثانية أمام الأرجنتين وباراجواي وأوروجواي، بينما أن الـ”تريكولور” الذين شاركوا بفريق الظل تعادلوا مرتين وخسروا مرة.

-الجدل لا يغيب عن كوبا أمريكا:

كعادة كل البطولات الكبرى فإن كوبا أمريكا 2015 كان لها نصيب كبير من الحالات المثيرة للجدل، ولكن هذه المرة بنكهة لاتينية خاصة بدأت بالحادث المروري الذي ارتكبه أرتورو فيدال لاعب تشيلي أثناء القيادة مخمورا واعتقاله والكلمات التي هدد بها الظابط ثم الافراج عنه واعتذاره وبكاءه.
وحينما كان الجميع يعتقد أن هذا هو أقصى ما يمكن أن يحدث من فضائح في البطولة، ظهر التصرف المشين لجونزالو خارا لاعب تشيلي أيضا في مواجهة أوروجواي مع كافاني والذي لم يتعرض بسببه لعقوبة فورية بل كان الطرد من نصيب مهاجم باريس سان جيرمان، قبل أن يصدر الـ(كونميبول) لاحقا قرارا بايقافه لثلاث مبارايات خففت بعدها لاثنتين.

بالمثل كان هناك واقعة مشاجرة نيمار مع كارلوس باكا لاعب منتخب كولومبيا والتي انتهت بطرد اللاعبين وايقاف البرازيلي أربع مبارايات على خلفة سب الحكم بألفاظ نابية في ممر تغيير غرف الملابس.

-الفقر التهديفي:

شهدت البطولة تسجيل 59 هدفا في 26 مباراة وهو الأمر الذي يعكس غياب الدقة الهجومية لكل المنتخبات، بل ومن الملفت للنظر أن سبعة من هذه الأهداف كانت من ركلات جزاء بجانب هدفيين ذاتيين.
لم تظهر في البطولة أهداف يمكن وصفها بالرائعة أو الاستثنائية سوى الهدف الثاني للتشيلي ادواردو فارجاس أمام بيرو في نصف النهائي نظرا لروعة التسديدة وعامل المفاجأة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]