ليست عملا عربيا، هذا يحلو للإسرائيليين الذين يزورون روابي وصفها، فهي مدينة وادعة ونموذجية للسكان تقع وسط الضفة الغربية، تعود للمليونير الفلسطيني بشار المصري، الذي شرع ببناء المدينة منذ بضع سنوات بالشراكة مع مستثمرين قطرين، لتكون المدينة النموذجية الأولى في فلسطين.

روابي هي أول مدينة تبنى على الطراز الغربي في الضفة الغربية، وهي أول مدينة أيضا يسمح الاحتلال الإسرائيلي ببنائها منذ العام 1967، لذلك اكتسبت شهرة كبيرة في الشارع الفلسطيني.

ومؤسس المشروع هو مدير شركة بيتي للاستثمار العقاري بشار المصري، قال "انتهينا من بناء الحي الأول والثاني بالكامل. ورجعنا هلا نخلص الحي الثالث والرابع أو المرحلة الثالثة والرابعة، وان شاء الله بمطلع العام القادم نكون مخلصين وبنسلم ثاني 500 وحدة سكنية."

أوضح المصري أن المدينة سيقيم بها 40 ألف نسمة وتوفر نحو خمسة آلاف وظيفة، وتبلغ تكلفة المشروع 1.2 مليار دولار.

وأضاف "للأسف الشديد التأخير للوضع السياسي، والتأخير اللي سببه الاحتلال الإسرائيلي للمشروع اضطرينا نؤخر كثير من المرافق المختلفة مثل المدارس. مثل مركز المدينة التجاري. ان شاء الله هلا دبينا فيهم..بعني بدينا نشتغل فيهم بوتيرة عالية جدا رجعنا. وان شاء الله بشهر أربعة خمسة (ابريل نيسان أو مايو أيار) العام القادم بيكون المركز التجاري جاهز."

ويقع مشروع مدينة روابي في المنطقة المسماة (أ) التي تخضع للسلطة الفلسطينية الكاملة في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الرغم من ذلك فان الطرق التي تربط المدينة الجديدة بالطرق السريعة القريبة تقع في المنطقتين (ب) و (ج) اللتين تخضعان لسيطرة اسرائيلية جزئية وكلية.

شبان يتحدثون عن اختيارهم لسكن في هذه المدينة

وليد علي موظف حكومي من قلقيلية، والذي تزوج حديثاً، وصف حياة المدينة، وهو يشرف على أعمال الديكور في شقته الجديدة قائلاً: “بالنسبة لي أنا وزوجتي اخترنا روابي ونحن في مرحلة الخطوبة كونها مدينة جديدة ببنية تحتية متطورة ستوفر لنا مستوى عالي من الخدمات اليومية، أعجبنا في روابي طبيعة البناء المنظم فجيلنا الجديد يبحث عن سكن في بيئة يتوفر فيها الحياة المنظمة والمتطورة”، وأضاف: “أنا شخصياً كان من أهم الأسباب التي جعلتني لا أتردد في شراء شقتي في روابي فكرة أحياء المدينة بما توفره من وسائل راحة متكاملة، وفصل الأحياء السكنية عن الاستخدامات التجارية، وما يوفره ذلك من خصوصية”.

أما رانية مرعي وزوجها رامي المشعشع الذَينْ تزوجا قبل عام تقريباً فقد إخبارا روابي بسبب عصرية المدينة أولاً ولما ستوفره للأزواج الشابة من حياة منظمة وهادئة في مكان يتميز أيضاً بجمال الطبيعة، كما سيوفر في المستقبل لأبنائهم أماكن للعب بأمان، هذا بالإضافة إلى أن الأسعار أقل منها في مدينتي رام الله والبيرة، حيث يعملان.

وخلال زيارته شقته للبدء بنقل أثاثه قال فادي سلامة مدرس التربية الإسلامية والأب لثلاثة أطفال: “مدينة روابي كانت الخيار الأمثل لي للسكن من عدة نواحي، فقربها من محافظة سلفيت سيسهل علي القيام بزيارة عائلتي شكل متواصل، كما أنها قريبة من مكان عملي في رام الله. ما جعلني أختار روابي أنها مدينة جديدة وحديثة بعيدة عن الازدحام والضوضاء، وتوفر جميع الخدمات ضمن حياة عصرية راقية. كما أن الأسعار وطريقة الدفع تناسبت مع الدخل الشهري لأسرتي. ويكفي أنني لا أخشى على أبنائي من خطر السيارات نظراً لتوفر أماكن مخصصة للعب الأطفال في أحياء المدينة".

ومن داخل شقتها وهي تلاعب أطفالها الأربعة، عبرت رجاء الجبارين عن سعادتها لاستلام شقتها في روابي قائله: “في روابي سيكون مستقبلي ومستقبل أولادي، فقد اخترت المدينة في المرتبة الأولى لأنّ عملي سيكون فيها لقد وجدت فيها مواصفات المدن العالمية، وهي صديقة للبيئة، وتميزت بمساحات خضراء. عندما اشتريت في روابي كنت أتطلع إلى مستقبل أولادي والمكان الأمثل الذي سيوفر لهم كافة المرافق التعليمية، والصحية، والثقافية، وغيرها، فتخطيط المدينة وما توفره من أرقى هذه المرافق، هو الذي جعلني لا أتردد في أن أكون جزءاً من هذا المجتمع الحضاري”.

جهاد كميل الشاب العشريني، والذي يعمل مديراً عاماً لشركة AD3 للإخراج المعماري؛ سرد قصته مع المدينة بإسهاب من لحظة تملكه وحتى رزق بابنه الأول فقال: “اتخذت قرار الشراء في روابي قبل ثلاثة سنوات عندما كنت ما زلت أعزباً، لأنني رأيت فيها المكان الأمثل لأبني مستقبلي. وعندما خطبت شريكة حياتي المهندسة إسراء قبل سنتين إصطحبتها إلى صالة العرض في روابي لتقوم باختيار تشطيبات بيت العمر من بين الخيارات العديدة والمتنوعة، وبتنا ننتظر استلام شقتنا كي نتزوج فيها. وبعد سنة من الانتظار، وتأخر استلامها بسبب مماطلة الاحتلال بالموافقة على تمديد خط المياه تزوجنا وقمنا بالسكن في رام الله بشكل مؤقت لحين استلام بيتنا. ولكننا إعتبرنا صبرنا هو ثبات في وجه ما يواجهه الشعب الفلسطيني كل يوم من ممارسات الاحتلال”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]