من اصعب الظروف تُخلق اجمل الحكايات، بهذه العبارات تكونت حكاية الفن والابداع لدى الشابة نجية احمد ياسين من عرابة البطوف، والتي دخلت عالم الفن الشكيلي والرسم منذ 8 أعوام كشابة طموحة تبحث عن فرص تشجع فنها وتأخذها الى عالم الابداع، ولكن سرعان ما اكتشفت ان الريشة والألوان هما المشجع الوحيد لطموح يبحث عن ذاته خلف الرسومات.

الفنانة نجية ابنة 40 عاما، والتي وجدت نفسها في ظروف اجتماعية صعبة، ربة عائلة مكونة من 3 أبناء اكبرهم في بدايات تعليمها الاكاديمي ، قررت الانفصال عن زوجها لتكمل درب الحرية لها ولأبنائها خلف الوان الحياة ولوحات الامل التي لا تنتهي عند حدود .

عالمي الخاص وأفضل رسم التراث

مراسلنا وفي لقاءٍ مع الفنانة نجية ياسين قالت: بدأت الرسم منذ ان كنت شابة صغيرة ، أحببت هذا العالم المتميز، حتى بدا الرسم بالنسبة لي عالم اخر، كمحطة استراحة من ضغوطات الحياة والصعوبات التي اتعثر بها بين الحين والأخر .

وأضافت: الفن التشكيلي والرسم بالنسبة لي هو عالمي الخاص ، هو الحياة الثانية ، وارسم فقط لاني ابحث عن ذاتي عن سعادتي خلف الألوان ولا ابحث عن الشهرة والمال، لان الرسم بالنسبة لي صديقا يلازمني ورفيق احلامي التي لا تنتهي الا بلوحات تلامس كل إحساس اعيشه اليوم .

وتكمل: افضل اللوحات لدي هي اللوحات التي ارسم فيها تراثنا القديم، تراثنا الفلسطيني العريق ، فالبيوت القديمة والحياة التراثية حي بحد ذاتها حضارة واسعة يجب علينا ان لا نتجاهلها ، إضافة الى ذلك حين ارسم التراث الفلسطيني اشعر اني في الطبيعة ، اتنفس الهواء النظيف الخالي من الكراهية والخالي من الحقد الذي نراه اليوم ، يجعلني بعيدة كل البعد عن ما يجري في هذا العالم ، لذلك فضلت رسم لوحات تراثية .

وتابعت قائلة: رغم مسيرتي الطوية في عالم الفن ، الا اني ما زلت اتعلم أمورا لم اكن اعرفها من قبل، وتعطيني المعرفة اكثر واكثر في هذا المجال ، وما زلت بحاجة لان اتعلم المزيد ، لأني كلما اكتشفت أشياء جديدة اشعر وكأني جاهلة بعد .

تغييب العمل الفني 

واردفت قائلة: يؤسفني اننا اليوم كفنانين محليين في شتى المجالات، وخصوصا في مجال الفن والرسم داخل هذه البلاد نعاني من تغيّب كبير، قلّ ما تجد هناك من يهتم لفنك ويشجع ، وهناك من يحاول ويسعى لطمس مواهبك وفنك ، وهناك من يحاربك كي يبقيك مكانك دون تقدم، للأسف ما زلنا نبحث عن فرص نجاح تستحق اعمالنا، الا اننا لم نجدها سوى في نفوسنا كالأسد الثائر في قفص .

واختتمت قائلة: لم احظى بالكثير من المشاركات في معارض او مسابقات، الا انني قمت بعرض لوحاتي في المركز الثقافي مركز محمود درويش، وهناك بدأت انطلق شيئا فشيئا ، وأيضا اليوم انا اعلّم دورات خصوصية في الرسم لأطفال من القرية إضافة الى عملي الأساسي في مكتب احد الاقرباء وفي المنزل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]