الزواج يعتبر رحلة لدى الشريكين. في بداية الزواج، نلاحظ ان الحياة مليئة بالنعم حتى انه لا يمكننا الابتعاد دقيقة واحدة عن الشريك الذي نحبه. مع مرور الوقت، مرحلة الاثارة هذه تبدأ بالتبخر وسرعان ما نعتاد على العيش معا ومع الروتينة اليومية. من المهم الذكر ان الابحاث تظهر ان خلال سنوات الزواج الأولى هنالك إنخفاض كبير في الرضا الزوجي. بالإضافة، السنتان الاولى تعتبران مهمتين لتنمية العلاقة ولبناء اساسات اضافية خاصة في مجتمعنا الذي ما زال محافظا ولا يسمح الانتقال للعيش معا قبل الزواج. لذلك التعرف على الشريك قد يكون عميق اكثر في السنوات الاولى من الزواج بعد ان انتقلا للعيش معا تحت سقف واحد.

بالإضافة إلى المتطلبات الإجتماعية والإقتصادية، هذه هي المرحلة التي يضيع بها الزوجان ويفقدان الشرارة والإثارة التي جمعتهما في البداية. ننشغل كثيرا، واحيانا ننسى كيف كانت الامور عندما تعهدنا امام الكاهن او الشيخ وقلنا “نعم… اقبل فلانا ليكون\تكون زوجا\زوجة لي….”
نعم! العلاقة الزوجية تحتاج الى الكثير من العمل للحفاظ عليها.

من المهم ان اوضّح ان هذه المرحلة طبيعية جدا، لكن علينا الانتباه لبعض الاسرار التي تساعد على انعاش العلاقة بدلا من اخذ الامر كمفهوم ضمنا والاستسلام للواقع.

اليكم ستة اسرار تساهم بالحفاظ على علاقة صحية ومثيرة التي قام ببحثها علماء النفس.

التواصل الكلامي

التواصل الكلامي يشكل عنصرا اساسيا للحفاظ على علاقة زوجية مزدهرة. لا احد يرغب بالشعور انه غير متّصل بما يشعره شريك الحياة او غير متصل مع القرارات التي يجب القيام بها في المنزل.

من المهم ان يكون الشريك على علم بما يحصل في حياتك، وبماذا تفكر او بما تشعره. تواصل كلامي غير صحي او ناقص يؤدي الى فقدان الاتصال بين بعض، والاحتمال ان احد الشريكين يبدأ بالشك ان الأخر لم يصارحه او يحتفظ بالأسرار.

كونوا على موعد في اوقات متقاربة لإجراء محادثات عميقة وصريحة وليس الحديث فقط عن الأجزاء الدنيوية في الحياة.

الاحترام المتبادل والاعجاب

عندما نحب شخصا ما، علينا ان نحترم هذا الشخص. كل شريك في العلاقة الزوجية عليه اخذ بعين الاعتبار مشاعر الآخر وما هو في ذهنهم. من الطبيعي جدا ان تكون هنالك لحظات من سوء التفاهم، الارتباك وعدم فهم الشريك، لكن على الشريكين دعم بعضهم البعض مع الاحترام المتبادل.

اذا شريك الحياة لديه فكرة لا تعجبنا، علينا الاصغاء والاستماع له وتقدير الحاجة التي بسببها توجه الينا ليشاركنا بما يشعر او يفكّر. حتى اذا لم نوافقه بالرأي، من المهم ان نظهر احترامنا له كشخص ايضا من اجل ان نكسب ثقته بنا. عليك ايضا ان تعتز به والبحث عن الصفات التي تنعش تقديرك واعجابك تجاهه.

كونوا على موعد

المفهوم من ذلك هو الحفاظ على المواعيد الحميمية وعدم تلاشي الأمر مجرد لأنكما تزوجتما!

هذه اللقاءات والمواعيد هي التي جمعتكم سويا في البداية. كرسوا وقتا لوحدكم فقط بعيدا عن الحياة المنشغلة، جهزوا أنفسكم واخرجوا سويا كزوج خارج البيت.

الرومانسية والحميمية تنعشان العلاقة، خاصة عند مجيء الاطفال، ومن المهم الحفاظ عليها.

من المهم ممارسة اللقاءات الليلية مرة واحدة في الشهر على الاقل، وليس من الضروري ان يتطلب الامر الاماكن الفاخرة والغالية. هذه مجرد فرصة لكم للتوحد كزوجين ، والتركيز على انفسكم، مشاعركم وافكاركم.

الخلافات البناءة

من الطبيعي ان نصادف بعض الخلافات في العلاقة خاصة عندما نعيش معا نهارا ومساء. احداكما سيأتي من العمل الى المنزل حاملا معه مزاجا سيئا، او ان الشريك يرغب بمحادثة عميقة بينما انت ترغب بالصمت ومشاهدة التلفاز.

من الطبيعي ان يكون لديكما خلافات من حين الى اخر، لكن على الخلاف ان يكون بنّاء وليس بداية صراع بينكما.

عندما نتجادل، تقال اشياء سيئة ، وهذا يجرحنا او يجرح شريك حياتنا. عندما تشعر ان النقاش سيتحوّل الى جدال او الى صراع، خذ استراحة قبل معالجه الموضوع مرة اخرى ولا يأخر عن يوم او يومان بعد الحدث.

اصادف الكثير من الازواج التي تحاول معالجة الأمر من خلال اخذ استراحة مطوّلة. انتبه انه عندما تتهرّب من المشكلة في الواقع انت تهرب تجاه مشكلة اكبر. تراكم الاحداث دون مصارحتها قد تشكل ضغطا لكل واحد منكما حتى مصادفة صراع اكبر.

العلاقة الزوجية الاكثر سعادة تتواجد عندما يشعر الشريكان ان هنالك تقاسم بالسلطة وكلامهم واقعي وثابت مع بعضهما البعض.

لتكن هنالك المصداقية. احيانا شريك الحياة لا يريد فقط ان يستمعوا اليه، وانما يريد ان تحظى طريقة تفكيره بمصداقية. فإني اضع وجهة نظري جانبا، وابذل جهدا لمعرفة وجهة نظر الآخر. هذه الطريقة رائعة لأنها تغمر الآخر بالثقة، كليكما تزيلان الدفاع عن نفسكما، مما يؤدي الى استعداد الآخر التخلي عن موقفه.

ثقة

لبناء اساسات قوية في العلاقة علينا احترام اهمية الثقة بين الشريكين. غالبية الصراعات بين الازواج تدور حول الثقة. عندما قام طبيب نفسي واخصائي لأمور العلاقات الملتزمة والزوجية قام ببحث السؤال : “ما هي اهم صفة تبحثون عنها في العلاقة؟” وجد ان الثقة تقع في المرتبة الاولى.

في النهاية نجد انفسنا نسأل الأسئلة التالية:

- هل ممكن ان اثق بالشريك عندما اكون في لحظة غضب او مزاجي معكّر وانه سيصغي لي؟
- هل ممكن ان اثق بالشريك بأنه سيعمل من أجل العائلة ورفاهية العائلة؟
- هل ممكن ان اثق بالشريك بأنه لن يعود الى العادات السيئة (القمار، السكر…)؟
- هل ممكن ان اثق بالشريك بأنه لن يخونني؟
- او بأنه سيساعدني في المنزل ويحترمني؟

هذه هي القضايا التي تعمل من اجلها الازواج خاصة في اول عامين من العلاقة.

الثقة هي الاساس لعلاقة صحية. عليك ان تثق بشريك حياتك اذا كنت ترغب بازدهار الزواج والعلاقة. الشخص الذي تزوجته هو شريك حياتك، لذلك من المفروض ان لا يكون هناك سبب الاحتفاظ بالأسرار او الكذب على الشخص الذي تحبه. كن صريحا في العلاقة، لأن عند فقدان الثقة من الصعب ارجاعها وذلك يتطلب الكثير من الوقت والعمل.

اذا كانت هنالك تحديات اقتصادية، صارح شريك الحياة بالأمر من اجل العمل سويا لإصلاح الامر. الشفافية مهمة في العلاقة لإظهار الاخلاص للآخر. عندما تكون هناك ثقة في العلاقه الزوجية، سيزدهر الاتحاد بينكما.

الحفاظ على حياة مرحة

سر أخر مهم للحفاظ على علاقة سعيدة هو الحفاظ على المرح. شريك الحياة عليه ان يكون اعز صديق في حياتك وعليكما العمل سويا من اجل الحفاظ على المرح خلال رحلتكما الزوجية. خذوا انجازات سويا، ابحثوا عن الهوايات التي ترغبونها (الرياضة، السفر خارج البلاد، السباحة، الاستجمام، مشاهدة الافلام…)، واضحكوا قدر المستطاع. عندما يكون الطرفان سعيدين، كل شيء ممكن.

الشخصية المرحة والمتفائلة تجذب من حولكم وخاصة شريك الحياة. الضحك يفرز مادة الأندورفين في الدماغ التي تساعدنا على التواصل مع بعضنا البعض. لذلك، قفوا التوتّر بسبب تكلفة العطلة الى باريس، والتي ليس بإمكانكم تحمّلها، وبدلا من ذلك كونوا على موعد خلال الأسبوع لمشاهدة أفلام كوميدية مضحكة.

خلال رحلتكم الزوجية كشريكين، من السهل الوقوع بين الاجراءات اليومية والمواعيد المزدحمة. بالرغم من ذلك، عليكم تكريس الوقت لمشاركة الشريك بما تشعرون تجاهه، بأنكم تحبونه وامرهم مهم بالنسبة لكم. ابتعدوا عن صخب الحياة واستمتعوا بالوقت الذي تكرسونه لبعض. الزواج ليس سهلا، لكن عندما نعمل من اجل العلاقة ونأخذ بعين الاعتبار الاسرار الستة لانعاش العلاقة دائما، هنالك احتمال اكبر لإنجاح العلاقة حتى النهاية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]