أوضح وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، تفاصيل النظام المقترح للتوجيهي الجديد، الذي وافق مجلس الوزراء خلال جلسته امس على تجربته بشأن نظام امتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، يركز على كفاءات الطالب ومهاراته وقدراته الذاتية وليس قدرته على الحفظ وتقديم الامتحانات كما هو متبع في النظام الحالي.

قال صيدم في حديث لــ"بكرا"، إن مجلس الوزراء قرر الشروع بتنفيذ امتحان تجريبي على عينة محددة من الطلاب تختارها وزارة التربية والتعليم العالي مع نهاية العام الدراسي الحالي، وفي حال نجاح المقترح الجديد على هذه العينة سيكون قرار التعديل النهائي في يد مجلس الوزراء.
وكان مجلس الوزراء قرر في جلسته امس خلال مناقشته الثالثة لمشروع نظام امتحان الثانوية العامة الجديد "التوجيهي" الموافقة لوزارة التربية والتعليم العالي على الشروع بتنفيذ امتحان تجريبي على عينة محددة تختارها وزارة التربية والتعليم العالي مع نهاية العام الدراسي الحالي.
وأشار الى ان العينة التي سيتم اختيارها لخوض الامتحان التجريبي ستضم طلاب من جميع محافظات الوطن بما فيها قطاع غزة، موضحا بان النظام الجديد يركز على إبراز شخصية الطلاب وتشجيعهم على الابداع وتحفيز مهاراتهم الفردية بعيدا عن النظام التقليدي القائم على الحفظ والضغط النفسي المرافق للطلاب خلال تقديم الامتحانات.

الامتحان خلال العام سيعقد بشكله التقليدي

وأكد صيدم على ان نظام الثانوية العامة "التوجيهي"، سيعقد هذا العام في شكله التقليدي، وبعد انتهائه سيتم اختيار العينة لاختبار النظام الجديد، مشيرا الى استمرار اسلوب تقديم الامتحانات في المقترح الجديد ولكن بشكل أقل كثافة، مع اعطاء الطالب الفرصة لإبراز مهاراته الذاتية.
وقال صيدم إن الثقة كبيرة بوزارة التربية والتعليم العالي والتجربة خير برهان، وإن مشكلة التوجيهي الحالي هو أنه أضحى عامل رعب وفرز اجتماعي للعائلة، ففي حال الرسوب تشعر العائلة بالعار، الذي يصل حد الإقدام على الانتحار، وأيضا أن حجم الضغط يجعل العائلة كلها جزءا من امتحان الثانوية العامة التوجيهي ولكن فيها فرد واحد يذهب للامتحان، ونحن أردنا أن نقلب الآية ونفكك أداة القياس التي تشكل حالة الرعب لأبناء شعبنا، وبالتالي نريد أن نريح الطالب، فإمكانه بالنظام الجديد أن يقدم الامتحان بأي مدى زمني يستطيع، وأن يختار أي حزمة يقدمها ويستطيع أن يكمل في حال لم يحصل على العلامات المطلوبة حتى يذهب للجامعة ويعتبر نفسه قد أدى الرسالة بشكل عام، وخصوصية العلامات ستصبح أكبر حيث ستصل لصاحبها فقط ولن تنشر في الصحف.

النظام الجديد يركز على ملفات الانجاز

ولفت صيدم إلى إن النظام الجديد يركز على مفهوم جديد أسمه ملفات الانجاز وملفات الانجاز تعكس الملكات الذاتية للشخص صاحب العلاقة، فتقيس الشخص كما هو وقدراته القيادة وحسن إدارة الوقت والابداع والتفكير الخلاق، وتراكم على مدار سنتين هذه الخبرات التراكمية من خلال قياس شخص الانسان وإعطائه التقدير بناء على هذا الاداء، والشق الآخر هو الامتحانات التحريرية المقلصة وبالتالي يجمع ما بين مدرسة التقليد ومدرسة الحداثة.

وبين صيدم، أن العلامة في الامتحان الجديد يمكن أن تكون رقمية أو تقديرية وأن النقاش مستمر في هذا السياق وسيجري إقراره لاحقا، وأن الطالب لن يعود لمجرد رقم بل أن أنه سيجري توضيح صفات الطالب في الشهادة، وسيهتم التوجيهي الجديد بتحديد مشارب الطلبة ومويلهم لان كل الناس تقاتل بأبنائها أنهم يجب أن يذهبوا للتخصصات العلمية، نريد أن نقنع الناس أنه يمكن أن يكون أبنائهم بملكات ومهارات أخرى غير هاتين الملكتين ويصبحون مبدعون ويخدمون مجتمعهم، وكل ذلك لن يأتي إلى من خلال ملفات الانجاز.

وأشار صبري إلى أن ذلك يعني أنه مع تطبيق التوجيهي الجديد كأداة قياس أن نذهب باتجاه تغيير المنهاج بشكل كامل، وهذا سيتم قريبا وسنعلن عنه في مؤتمر صحفي متى سيبدأ العمل ومتى سينتهي العمل على إعداد المنهاج الجديد.

كيف سيتم الربط بين النظام الجديد والصفوف التي تسبقه؟

وعن طريقة الربط بين هذا الامتحان الجديد والصفوف التي تسبقه، قال صيدم إنه سيوزع على عامين خصوصا فيما يتعلق بملفات تراكمية الانجازات فيما سيكون الامتحان التحرير في العام النهائي فقط أي العام الثاني.

وقال صيدم إن أول الطريق خطوة، في سيبل تغيير المسيرة التعليمية لتكون أكثر انتاجا للمعرفة، ومستقبلنا المهني فيه، ولكن هذا التحدي إذا ما نجح سيقلب معايير التعليم في فلسطين.

وقال إن التحفظات الوردة عند المواطنين تسهم في تطوير نظام التعليم في شكل عام، ونحن نتحدث في أطر أهم مع أولياء الأمور ومدراء التربية ومدراءنا العامين وحوارنا في مجلس التعليم العالي وحوارنا في مجلس الوزراء، ونحن نقول أن الوزراء والمدراء هم أولياء أمور أيضا.
وعن التوقعات ببدء تطبيق النظام الجديد، قال صيدم، إن تجريب النظام سيكون مع نهاية العام الحالي، وبعد انتهاء التجربة نبدأ بتطبيقه في العام الدراسي القادم، وهو نظام سنوي وسيتضمن مرونة أفضل من النظام السابق.

وأوضح صيدم إن النظام التقليدي خلال العام الجاري سيسير حسب ما هو معتاد خلال العقود الخمس الماضية، ولكن سيكون هناك عينة تخضع للامتحان التجريبي بصورة اختيارية مع نهاية العام، وهو امتحان آخر غير الامتحان التقليدي وستذهب لامتحان فيه بنك أسئلة، والجالسين في نفس القاعة لن يكون لديهم نفس الامتحان، وستكون العملية محوسبة واختيارية من بعض الطلاب وهو مربوطة ببعض المحفزات، وسيكون التصحيح إلكتروني وكله ليس موجود في الامتحان التقليدي، والآن الأهم ليس نتائج هذه التجربة، بل الهدف هو قياس مدى قدرة إدارتنا وحسن إدارتنا لعملية التوجيهي الجديد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]