"هذا الصباح ، سآتي لإرابط أمام مكاتب وزارة المواصلات بالقدس ، ومعي كرسي ومظلة ويافتطان ، وأبدأ اضراباً عن الطعام . منذ ثلاثة اسابيع ومعلمو السواقة مضربون ، فحجم وظيفتهم تراجع بعشرات النّسب المئوية ، ونحن على مشارف عيد الفصح (اليهودي) ، ولا أحد يفعل شيئاً لنجدتنا " .

بهذه العبارة أفصح "بوعزغال" ، وهو معلم سواقة من القدس ، عن مشاعره وهواجسه حيال وضعه ، ووضع زملائه المضربين .

"غال" هذا ، واحد من اربعة آلاف معلم سواقة ، تضررت احوالهم المعيشية في الآونة الأخيرة الى حدّ بعيد بسبب الاضراب الذي اعلنوه احتجاجاً على نشر وزارة المواصلات مناقصة خاصة بخصخصة امتحانات السواقة ("التست") .

اضراب "التسترز" سيستمر !

ويضيف غال : "في مثل هذه الحالة ، يضطر معلم السواقة ، الى "تجميد" الطلاب ، بمعنى انه يعلمهم درساً واحداً فقط في الاسبوع ليحافظوا على شيئ من مهاراتهم على الأقل . وهنالك طلاب كثيرون بالانتظار ، ومنهم من يؤجلون دروس التدريب لانهم يملكون المال الكافي ، فهم يمولون دروس السواقة من اعمال قد تتاح لهم احياناً ، وأنا اتفهمهم " .

دخل الاضراب اسبوعه الرابع ، ولهذا السبب ألغي اكثر من (25) ألف امتحان سواقة . ويوم الخميس الماضي اعلنت نقابة الهستدروت عن الغاء التشويشات والاجراءات النقابية في المكاتب الحكومية ، بسبب الأضرار اللاحقة بالعمل المنظم ، لكن المئة وثلاثين ممتحناً للسواقة ("التسترز") سيواصلون الاضراب .

مئة معلم لسواقة الدراجات النارية

وبالضافة الى الأضرار والخسائر اللاحقة بالطلاب المتدربين على السواقة ، فان الضرر الاكبر يلحق بمعلمي سواقة الدراجات النارية والبخارية . الذين كان طلابهم المتدربون أول من توقف عن التدريب بسبب قصر مدة التدريب ، وهم لا يرون امتحانات في الأفق ، فيفتقدون الأمل من التعلّم .

وفي اسرائيل يوجد مئة معلم لسواقة الدراجات النارية والبخارية . ويقول "كوبي بلسيانو" ، وهو مدير المدرسة المسماه "كوبي" لتعليم سواقة أصناف الدراجات : " في مدرستنا 45 معلماً وألف طالب متدرب بالمعدل ، وقد تراجع حجم ومنسوب عملنا بنسبة تقارب 80%. ولدينا معلمون شباب ، يدفعون أقساط القروض التي اقترضوها لشراء دراجات التدريب ، ناهيك عن تشديد اقساط قرض الاسكان ("المشكنتا") ومصاريف الروضات وسائر مناحي المعيشة ، وهم لا يعرفون كيف يتدبرون أمورهم ، لا سيما وأننا مقبلون على عيد الفصح – كما قال .

وتطرق "كوبي" الى الطلاب المتدربين فقال : " أحوالهم بالغة الصعوبة ، وأنا أجد حرجاً في ان اطلب منهم المال ، وحتى لو تمكن الواحد منهم من تلقي درس واحد في الاسبوع ، فهو بحاجة الى 5-10 دروس للتقدم للاختبار "(التست") . هذا عبئ عليهم وعلى الغالب ، لانهم طلاب في المدارس والكليات . لا اعرف كيف اتصرف " !

من (3) أشهر ، إلى اسبوع – اسبوعين

ويشار الى ان النائبة يفعات شاشا بيطون ، قد توجهت الاسبوع الماضي الى وزير المواصلات ، يسرائيل كاتس ، طالبه منه ان تطبيق خطة طوارئ تتضمن امتحانات (سواقة) بديلة . وأشارت في طلبها الى ان هنالك قائمة من (115) شخصاً يحملون شهادة ممتحن سواقة ("تستر") ، لكن مصدراً في الوزارة قال انه لا تتوفر قاعدة قانونية لتطبيق مثل هذه الخطة !

وقال متحدث بلسان وزارة المواصلات ، ان سبب الخصخصة يعود الى فشل المفاوضات مع الممتحنين المحتجين ، وأضاف ان هذا النظام (الخصخصة)كفيل بتقصير مدة انتظار الاختبار (التست) من ثلاثة أشهر الى اسبوع او اسبوعين ، ويشمل هذا النظام – كما قال – على ادخال تكنولوجيا وتقنيات جديدة وحديثة . ومن شأنها ان ترفع مستوى الاختبارات والدروس على السواء . ومن جهته ، قال المدير العام لوزارة المواصلات ، عوزي يتسحاكي ان الوزارة "تتعاطف مع المضربين ، لكننا مصممون على الخصخصة" – على حد تعبيره

وأبدى رئيس اتحاد معلم السواقة ، برنارد غروسمان ، أسفه للاضرار والخسائر اللاحقة بالمعلمين المدربين "لكنني أشدد على ان الجهة التي تتحمل المسؤولية – هي وزارة المواصلات وحدها " – كما قال .

ويشار في هذا السياق الى ان معدل أجور معلمي السواقة يتراوح بين 16-18 الف شيكل (4-4.5 الف دولار) ، فيما تبلغ رسوم الامتحان (141) شيكل . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]