صرّح مسؤول في سلطة الطبيعة والحدائق في إسرائيل بأن مفتشي "السلطة" قد وجدوا أن غالبية أعشاش النسور في محمية "جملا" في هضبة الجولان السورية المحتلة ، قد هجرت وبقي فيها البيوض "يتيمة" ، ما يدل – كما قال – على تفاقم أزمة تكاثر وحماية النسور في الجولان .

وأضاف المسؤول انه يبدو واضحاً ان المستقبل القريب المنظور لن يشهد "جيلاً جديداً" من النسور في محمية "جملا" ، التي كانت حتى وقت قريب تعتبر "مملكة عامرة" ، تتعاقب فيها الأجيال !

وأشار المتحدث الى جملة من الإشكاليات والمخاطر التي تواجهها نسور الجولان ، أهمها دس السموم القاتلة في جيف المواشي النافقة ، لمكافحة الذئاب المفترسة التي تهاجم القطعان والمزارع ، دون الانتباه الى ان النسور تتغذى بهذه الجيف ، وتنفق (تموت) !

بين المطرقة والسندان
ويستدل من المعطيات ان عدد أعشاش النسور في محمية "جملا" بلغت عام ألفين (59) عشاً كانت فيها ستون بيضة ، وتراجع هذا العدد تدريجياً بمرور السنين ، إلى عشرة أعشاش في أحسن الأحوال ، بينما بلغ عددها في هذا الموسم ثلاثة فقط ، هجر أحدها قبل بضع أسابيع واختفت البيضة التي كانت في العش الثاني ، بينما نفق الفرخ الحديث الولادة في الثالث !

وبالإضافة الى رش السموم ، فإن نسور الجولان تواجه اخطاراً محدقة أخرى مثل الصيد غير المشروع ، والصعقات الكهربائية من الأعمدة المنتشرة في الهضبة ، واقتحام المتنزهين العشوائي لمواقع التعشيش ، ما يؤدي الى هجران النسور .

وصرح مسؤول في سلطة الطبيعة والحدائق بأن مفتشيها حائرون حيث يجدون انفسهم بين المطرقة والسندان : فهم من جهة يدركون أهمية الحفاظ على السلسلة الغذائية في البيئة الحاضنة للنسور (بما في ذلك جيف المواشي) ، ومن الجهة الأخرى فان هذا الأمر لا يروق لأصحاب المواشي ، بينما السلطات لا تفرض قيوداً على كميات السموم وأماكن رشها ، فينعكس هذا الأمر سلباً (وموتاً ونفوقاً) – على النسور !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]