قبل انتشار الجراحة التجميلية كان الجميع يرضخون لحكم الطبيعة، ولكن اليوم مع تطور العلم والطب اصبح من السهل جدا ان تقوم بتكبير او تصغير او تجميل اي جزء من الجسم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذه العمليات نابعة من منطلق الهوس او البحث عن الكمال والحاجة؟ عن هذا الموضوع كان لمراسل موقع "بكرا" حديث مع د. شكري قسيس مدير قسم جراحة التجميل في مستشفى " زيف " في صفد ، وعضوا ناشطا في المنظمة الدولية للجراحة التجميلية .

أكثر العمليّات شيوعا هي عمليات تكبير الثدي

وقال د. شكري في حديث لمراسلنا: قبل أكثر من عشر سنوات عندما بدأت بإجراء عمليات التجميل كان هناك تحفظ معين، لكن اليوم لا يوجد أي تحفظ من هذا الأمر، فاليوم لا أجد أي فرق بين شرائح المجتمع بكافة الانتماءات في التوجه لعمليات التجميل، فأنا أستقبل في عيادتي أشخاصا من مختلف أبناء المجتمع، ولا ألمس الخجل من عمليات التجميل كما كان الامر سابقا.

وقال: المجتمع العربي مثله مثل أي مجتمع آخر به أكثر العمليّات شيوعا هي عمليات تكبير الثدي، وعمليات شفط الدهون، وهناك عمليات بسيطة أيضا كالإبر لتعبئة وازالة التجاعيد، وكذلك عملية تجميل الأنف مطلوبة جدا. العمليات التجميلية ضرورية لصاحب الحاجة، نحن لا نشعر بمشكلة الانسان الذي يعاني من مشكلة مع مظهره الخارجي ، فعمليات تجميل الأنف أو تكبير وتصغير الثدي أو عمليات لترهل الجلد لم تعد عمليات من أجل التجميل والفخر بل هي أصبحت حاجة وضرورة ملحة.

مصابون من سوريا

واضاف: اكثر المواقف صعوبة مرت خلال عملي هي استقبال مصابين من سوريا يصلون الى مستشفى صفد، وخصوصا الأطفال المصابين من انفجارات ومن صواريخ ومن قنابل نتيجة الحرب المؤسفة التي تجري على الأرض السورية ، ليس من السهل أن ترى أمورا كهذه وليس من السهل أن تقابل أما أتت مع ابنها وتركت أبناءها في سوريا ينتظرون وتخبرك أنها لا تعلم ان كانوا ما زالوا أحياء أو قتلوا، صدقني انه أمر صعب جدا ومن أصعب المواقف هي كيف نعالج مثل هذه الحالات الطبية والانسانيّة.

الهوس في عمليات التجميل

وانهى قائلا: تعتبر جراحات التجميل التخصص الوحيد للطب الذي لا يخضع فقط للقواعد الطبية والعلمية ولكن تظهر فيه جليا لمسات الفن والحس التخيلي لجراح التجميل حيث أن جراحات التجميل تشمل الجراحات التكميلية لإضفاء مظهر أكثر قبولاً وتناسقاً سواء للوجه أو لجسم الإنسان، هذا بالإضافة لجراحات الإصلاح لإزالة آثار التشوهات والتي بدورها من الممكن أن تكون عيوبا خلقية أو آثارا للحوادث أو الحروق، هناك أشخاص لديهم هوس بعمليات التجميل، وكل طبيب تجميل يصادف مثل هؤلا ، ونصيحتي لمثل هؤلاء أن " كل شيء زاد عن حده نقص " ، فللأسف جراحة التجميل اليوم أصبحت تجارة لدى البعض، وهنالك أطباء من لا يهتمون بالفائدة من وراء العملية بل يهمّه الناتج المادي ، لذلك على الناس وضع حدود لمثل هذه الأمور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]