في حلقة اليوم من رمضان ، نتناول قضية الأخوان الالبانيان غرانت وتولانت تشاكا، اللاعبان اللذان اشغلا وسائل الاعلام المختلفة في الايام الماضية في تناول قضية اللاعبين الاخوين وكيف ستتم المواجهة على ارضية الميدان فيما بينهما.

القضية تم تداولها بصورة ملفتة وواسعة في الاونة الاخيرة، بل ان العديد من وسائل الاعلام تناسى القضية الاساسية وهي الحديث عن اللقاء المنتظر بين المنتخبين في اليورو، ليتم تركيز الضوء على المواجهة الثنائية العاطفية بين الاخوين.

بالتأكيد هو حدث يعتبر تاريخياً ان يجتمع اخوين في منتخبين مختلفين في مواجهة اوروبية كبيرة كبطولة اليورو.

على الرغم من الحالة الخاصة التي نشاهدها في تشكيلة المنتخب السويسري وكيف انها تضم مجموعة من اللاعبين ذوي الاصول الالبانية، فضلاً عن تواجد مجموعة من اللاعبين الالبان المتواجدين حالياً في تشكيلة اليورو يحملون الجنسية السويسرية، الا ان الاصول التي تعود لكافة اللاعبين " من اصول البانية" دفعت الكثير منهم للعودة الى منتخب بلادهم والمشاركة في صفوفه، في حين كان البعض قد قرر الالتزام بالمنتخب الذي ولد في اراضيه.

تشاكا غرانيت هو احد هؤلاء اللاعبين الذي فضل مواصلة العمل مع المنتخب السويسري، في حين ان اخيه كان قد قرر العودة لمشاركة منتخب بلاده.

بكل الاحوال اي من المتابعين للكرتين الالبانية او السويسرية لم يكن قد توقع ان يجتمع كلا المنتخبين في بطولة كبيرة وان تكون المواجهة بينهما، حتى ان اللاعبين المتواجدين في كلا التشكيلتين لم يحسب اي منهم حساباً لمثل هذا اليوم. وان كنا نتحدث عن عالم احترافي هناك في اوروبا، الا ان العلاقات الانسانية علاقة الدم والاخوة تبقى هي الاقوى من بين الكثير من العلاقات، وهو ما عبر عنه كلا اللاعبين قبل اللقاء باعتبار ان هذه المواجهة قد تكون هي الاصعب لكليهما .

المنتخب السويسري وان كان قد ضم في صفوفه الكثير من اللاعبين المجنسين وهو الامر الذي قوبل بالكثيرمن الاعتراضات داخل المجتمع السويسري في السنوات الاخيرة، الا انه يجد في ابناء المهاجرين الفرصة الامثل لبناء منتخب قوي قد يكون له شأن على الصعيد الاوروبي في السنوات القادمة، وخصوصاً بأن هؤلاء المهاجرين بدأوا باحتراف الكرة وتطوير اللعبة في سويسرا من خلال انتقالاتهم ورحلاتهم الاحترافية خارج سويسرا والبدء بمثيل أندية كبيرة على صعيد اوروبا كآرسنال وفولفسبورغ وانتر ميلان ونابولي والعديد من الاندية الاوروبية الاخرى.

انتهت المواجهة المنتظرة وتمكن شاكا غرانت من التغلب على شاكا تولانت، الا ان ما حملته هذه المواجهة وما تحمله من معاني ظل وسيظل عالقاً في اذهان الاخوين.
ندرك تماماً بأن هناك الكثير من اللاعبين تخلوا عن بلاد الاباء في تمثيل المنتخبات، ونعلم تماماً بأن الكثير من الامور تحكم هذه المنظومة لعل اهمها حرص اللاعب على تأمين مستقبله ومدى نجاحه او فرصه في تمثيل هذا المنتخب او ذاك. الا ان ذلك لا يعني بأن هؤلاء اللاعبين باتوا بلا ارتباط ببلدانهم الاصلية ، ولكن يبقى الاحتراف والرغبة في الشهرة والوصول الى العالمية هي الحافز الاكبر لهؤلاء اللاعبين.

ونعتقد بأن نولايت شاكا لو توفرت له ذات الظروف التي توفرت لأخيه غرانت، بمعنى لو كان بنفس امكانيات غرانت ووجد بأن فرصته لمشاركة المنتخب السويسري قوية فان الاعتقاد الاكبر بأنه كان سيختار المنتخب السويسري على حساب منتخبه الالباني!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]