في شهر رمضان الكريم تكثر المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تبث عبر العديد من القنوات الفضائية ، حيث اعتبر قم كبير منها خطرا قد يهدد أطفالنا الذين يجلسون ساعات لمشاهدة ومتابعة تلك البرامج والمسلسلات التي قد تكون بمرحلة ما سمّا قاتلا وخطير يهدد حياتهم.

في هذا السياق تحدث مراسلنا الى زيدون صبح وهو معالج سلوكي ونفسي للأولاد والشبيبة، ومحاضر بمواضيع التربية الذي شدد على مدى خطورة تلك البرامج والقنوات والمسلسلات على أطفالنا، حيث قال: غالبية المسلسلات التي تعرض مؤخرا خاصة في شهر رمضان المبارك قد تكون برامج تحوي على مشاهد لا تلائم ولا تناسب جيل الأطفال وبالتالي فان الطفل يتأثر وبسرعة مما يراه .

التأثير على الطفل 

وأضاف صبح: عندما نتحدث عن خطورة المسلسلات فإننا نتحدث عن مسلسلات وبرامج تحوي مشاهد مليئة بالعنف والاجرام والحرب والقتل والتدمير والتفجير ومشاهد مخيفة قد تترك الطفل داخل دوامة تؤثر عليه سلبا، حيث يبدأ الطفل بالتأثر في شخصيات رآها في مسلسل معين ويبدأ في قليدها ويبدأ يفرض سيطرة معينة داخل البيت او يبدأ بتقليد حركات البطل التي قد يقع ضحية خطأ معين في اتقانها، الامر الاخر هناك مسلسلات وبرامج قد تؤثر في سلوكيات الطفل وتنعكس عليه بصورة جدا سلبية وتحدث نوعا من البلبلة في أفكاره وتجعله لا يحسن التعامل مع أي ظرف في الحياة العامة، كمسلسلات الكاميرا الخفية والمسلسلات الوهمية، حيث يرى الطفل ان مشاهد الكاميرا الخفية والاستهزاء بالناس واخافتهم هو نوع من الفكاهة والأمور التي يجب الضحك عليها ، بتالي الامر قد يقوم الطفل بترجمة هذه الحالة فعليا عندما يرى أحدا قد تعثر او وقع في مأزق بدأ الطفل بالضحك على انه شاهد عرضا من مسلسل الكامرة الخفية .

وأسهب صبح: تلك البرامج المسلسلات تترك اثارا واضحة على الطفل، فان الطفل عندما يتأثر فيما يشاهد فإننا نرى تغييرا في سلوكيات الطفل، يكثر بكائه، يخاف النوم وحيدا، يريد السيطرة في البيت، او يكون عصبيا في بعض الأحيان ، كل ذلك ينتج عندما يرى الطفل مشهدا مخيفا ، وهذا ما لمسته من خلال معالجتي للكثير من الأطفا ، وهنا اريد التنويه ان الاهل يجب عليهم مراقبة ما يشاهد طفلهم وان يشاهد برامج تلائم سنه وبرامج التي فيها رسالة إيجابية يمكن له التعلم منها ، وابعاده عن تلك البرامج السلبية .

وتابع زيدون: يجب على الاهل ان يكونوا اكثر حذرا، وان يطرحوا بدائل لتلك البرامج والمسلسلات لطفلهم، كقراءة قصة لطفل، او تقديم برامج ومسلسلات تلائم عمره، كبرامج الأطفال البعيدة عن العنف وعن الآفات الاجتماعية الأخرى، ان يتحدث الاهل مع الطفل وان يسألوه باستمرار عن ما قدر رآه في مسلسل او مشهد معين، ان يحاولوا دائما ان يظهروا حقيقة تلك البرامج للطفل على انها خيال وليست حقيقية وانه لا يجب تقليدها ، والامر الأهم ابعاد الطفل كليا عن أي عرض او مسلسل او برنامج فيه خطرا على الطفل .

عدم التمييز بين الحقيقي والوهمي 

وأختتم صبح: في مرحلة الطفولة يصعب على الطفل التمييز بين الصح والخطأ وبين الحقيقة والخيال، لذلك كل ما يراه الطفل من خلال البرامج حتى وان كان وهمية يراها حقيقة ويبدأ في ترجمتها فعليا، وحتى في بعض الأحيان يبقى لها اثرا في حياته حتى وان كبر ، لذلك لا نستبعد بل ونجزم ان ما نراه من آفات في مجتمعنا اليوم من عنف وقتل وسرقة ما هي الا تقليد ناتج عن مشاهد قد رأيناها وتأثرنا بها سابقا من خلال مسلسل او برنامج، لذلك من هنا يجب على الاهل دائما التشديد والحرص على إعطاء طفلهم فرصة ان يعيش طفولته كاملة ملائمة ولا يجعلوا طفلهم يكبر قبل اوانه . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]