تأهل المنتخب الألماني إلى ربع نهائي بطولة أمم أوروبا 2016 المقامة بفرنسا، بعد تغلّبه على المنتخب السلوفاكي بثلاثية نظيفة في اللقاء الذي احتضنه ملعب بيار موروا في مدينة ليل.
وحملت الأهداف توقيع كل من جيروم بواتنغ (8)، ماريو غوميز (43)، ويوليان دراكسلر (63)، بينما أهدر صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل ضربة جزاء في الدقيقية الثالثة عشرة.

وسينتظر المنتخب الألماني الفائز غداً من لقاء إسبانيا وإيطاليا، في مباراة يتوقّع لها أن تكون ثأرية للألمان في كل الأحوال، سواء أمام الطليان الذين أقصوهم من نصف نهائي النسخة الماضية، أم أمام الإسبان الذين حرموهم من اللقب عام 2008 بهدف فرناندو توريس.
وبدا من الواضح أن المدرب الألماني يواخيم لوف وجد أخيراً تشكيلته المثالية لهذه البطولة بعد معاناة في اللقاءين الأولين مع تشكيلة 4-3-3، ليعود الآن إلى خطة 4-2-3-1 بوجود ماريو غوميز كرأس حربة صريح بدلاً من ماريو غوتزه كمهاجم وهمي، وتواجد الاكتشاف الجديد لهذا الموسم يوزوا كيميتش في مركز الظهير الأيمن بدلأً من بينيديكت هوفيديس.

وعلى الجهة المقابلة قدّم المنتخب السلوفاكي مستوى مخيباً للغاية أمام أبطال العالم لم يرقَ إلى حجم وأهمية المباراة، حيث وقف متفرجاً أمام أغلب المحاولات الألمانية، واكتفى بالدفاع من دون أي ردة فعل هجومية حقيقية.
وشهد الشوط الأول سيطرة بالطول والعرض للمنتخب الألماني، وإضاعة للفرص بالجملة، سواء من أوزيل، مولر أو دراكسلر، خصوصاً في ظل العرضيات الكثيرة من هيكتور على الجهة اليسرى، والتي حملت معها خطورة كبيرة على المرمى السلوفاكي.

وللمباراة الثانية على التوالي يتمكن هداف الدوري التركي ماريو غوميز من التسجيل، ليسعد بذلك مدربه يواخيم لوف الذي منحه فرصة التواجد في اليورو، ويرد على كل الأصوات التي انتقدت استدعاءه إلى التشكيلة مجدداً بعد أن غاب عن كأس العالم 2014 للإصابة.
وللمباراة الثانية على التوالي أيضاً يقدم يوزوا كيميتش مباراة مثالية بكل ما للكلمة من معنى، ليثبت أقدامه أكثر فأكثر كظهير أيمن للمانشافت، بعدما سبق وقدّم مستويات طيبة كقلب دفاع في بايرن ميونيخ تحت قيادة غوارديولا.

وجاءت الدقائق الأولى حذرة، لكن الألمان وعلى عادتهم تسلّموا زمام المبادرة مبكراً، فنجحوا في افتتاح التسجيل من ثاني فرصهم على مرمى كوزاتشيك عبر نجم دفاع المانشافت جيروم بواتنغ في الدقيقة الثامنة.
بواتنغ ومن خارج المنطقة تابع كرة عائدة من الدفاع السلوفاكي بعد هجمة منظمة من زملائه، ليطلقها بقوة في الزاوية اليمنى لمرمى الخصم، مسجلاً أول أهدافه الدولية مع الماكينات في مباراته رقم 63 منذ انضمامه للمنتخب الأول عام 2010.

وسنحت للألمان فرصة قتل المباراة مبكراً في الدقيقة الثالثة عشرة، عندما احتسب الحكم البولندي مارسينياك ضربة جزاء لصالح ماريو غوميز بعد تعرضه للدفع من مارتن سكرتل داخل المنطقة، لكن الحارس كوزاتشيك تمكن ببراعة من التصدي لركلة نجم أرسنال الانكليزي مسعود أوزيل.
وقبيل نهاية الشوط، تمكن مانويل نوير وفي تصدٍ خارق من إنقاذ مرماه من هدف التعادل، لتحمل الدقيقتان الأخيرتان أخباراً جيدة للألمان، عندما توغّل هيكتور على الرواق الأيسر، قبل أن يمرر ليوليان دراكسلر، الذي أهدى بدوره تمريرة الهدف الثاني للبومبر ماريو غوميز المتربص أمام المرمى.

وعاد المنتخب الألماني إلى ممارسة هوايته المفضلة في الإمتاع والتسجيل بعد قرابة ربع الساعة فقط على بداية الشوط الثاني، عندما مهّد مدافع بايرن ميونيخ الجديد ماتس هوملز كرة بالرأس داخل المنطقة إلى يوليان دراكسلر، الذي تابعها مقصية قريبة خدعت الحارس وسكنت منتصف الشباك معلنة عن الهدف الثالث للألمان.
وبعد هذا الهدف وضحت نية يواخيم لوف بإراحة بعض المفاتيح الأساسية، حيث أدخل كلاً من القائد باستيان شفاينشتايغر، لوكاس بودولسكي وبينيديكت هوفيديس، بدلاً من سامي خضيرة، يوليان دراكسلر وجيروم بواتنغ الذي كانت مشاركته في اللقاء كأساسي محل شك بسبب إصابة طفيفة.
وكاد نجم ريال مدريد توني كروس يزيد الغلة لصالح بلاده في الدقيقة الأخيرة، غير أن كوزاتشيك كان صاحياً لتسديدته المتقنة بعد عرضية مثالية من مسعود أوزيل، ليطلق بعدها حكم اللقاء البولندي مارسينياك صافرة النهائية بفوز ألمانيا 3-0.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]