لا تتمتع ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات أخرها في 2014 وأوروبا ثلاث مرات أخرها في 1996، بسجل ايجابي أمام ايطاليا، بطلة العالم أربع مرات أيضاً أخرها في 2006 وأوروبا 1968، في البطولات الكبرى. سقطت 1-2 في نصف نهائي النسخة الأخيرة من المسابقة القارية عام 2012، فيما فازت ألمانيا ودياً 4-1 في أذار/مارس الماضي.
يصر مدرب منتخب المانيا يواكيم لوف أن فريقه لا يعاني من "صدمة" ايطالية، فيما اعتبر مدرب ايطاليا انطونيو كونتي مواجهة أبطال العالم كـ"تسلق قمة ايفرست".
وصحيح أن ايطاليا تتفوق في المواجهات المباشرة على ألمانيا، لكن الأخيرة توجت بلقب المونديال الأخير عن جدارة، فيما ودعت ايطاليا من الدور الأول بخفي حنين.
ويصر الطرفان أن المواجهة ستكون الأصعب لهما في النهائيات الحالية، ومما لا شك فيه أنهما تدربا على ركلات الترجيح وراء أبواب موصدة احترازا لتعادل محتمل بعد الوقتين الاصلي والاضافي.

وقال أندرياس كوبكه مدرب الحراس الألماني: "من المؤكد أننا سنستعد بأفضل طريقة لركلات الترجيح كوننا نخوض الدور ربع النهائي، وذلك تحسبا لإمكانية خوضها. لدينا معلومات عن منفذي ركلات الترجيح (في المنتخب الايطالي) وسندرسها بشكل جيد، كما نفعل دائماً. لم نخض ركلات الترجيح منذ 2006 وسنكون سعداء في حال تمكنا من تجنبها. أما في يخص ركلات الجزاء خلال المباراة، فسنرى. توماس مولر منفذ جيد أيضاً. مسعود أوزيل لم يهدر سابقاً أي ركلة جزاء (أضاع ضد سلوفاكيا)، ولا أعتقد أن ما حصل سيجعله مهزوز الثقة بالنفس. واذا فرضت المجريات هذا الأمر (حصول المانيا على ركلة جزاء)، فسيقرران في ما بينهما".

- نوير وبوفون ونظافة الشباك -

استهلت ألمانيا مشوارها بالفوز على أوكرانيا 2-صفر بهدفي شكودران مصطفي وباستيان شفاينشتايغر ثم تعادلت مع بولندا سلباً، قبل أن تضمن صدارة مجموعتها بفوز ضيف على ايرلندا الشمالية بهدف مهاجمها ماريو غوميز. وفي الدور الثاني، سحقت سلوفاكيا بثلاثية مدافعها جيروم بواتنغ وغوميز والمتألق يوليان دراكسلر.
أما إيطاليا فقد ضمنت صدارة مجموعتها بعد جولتين فقط، بفوزها على بلجيكا بهدفي ايمانويلي جاكيريني وغراتسيانو بيليه والسويد بهدف ايدير، قبل أن تخسر في مباراة هامشية بالنسبة اليها أمام جمهورية ايرلندا 1-صفر عندما لعب سالفاتوري سيريغو بدلا من الحارس الأساسي جانلويجي بوفون. وفي ثمن النهائي، أقصت حاملة اللقب إسبانيا عن جدارة بهدفي المدافع جورجيو كييليني وبيليه.
لكن رجال كونتي يتعين عليهم أن يصبحوا أول فريق يسجل في مرمى ألمانيا في النهائيات الحالية اذا أرادوا تخطيها قبل ركلات الترجيح.
وعلى الجهة الأخرى، تعرف ايطاليا بدفاع جبار اهتز مرة واحدة أمام إيرلندا بعد أن ضمنت تصدرها مجموعتها، يقوده الثلاثي المرعب جورجيو كييليني (31 عاماً) وأندريا بارزالي (35 عاماً) وليوناردو بونوتشي (29 عاماً)، وخلفهم الحارس المخضرم بوفون (38 عاماً).
يقول طوني كروس لاعب وسط ريال مدريد الاسباني وألمانيا: "لا يعني لي أبداً أن تكون ألمانيا قد فشلت بالفوز على ايطاليا في بطولة كبرى. سيكون أفضل فريق نواجهه في هذه النهائيات، أنا متفائل حيال هذه المباراة".

أما قلب الدفاع ماتس هوملس فيضيف: "أنا هزمتهم في نصف نهائي كأس اوروبا للشباب 2009، لذا رصيدي متوازن معهم".
في المقابل، حذر لاعب ايطاليا اليساندرو فلورنتسي: "نستعد ونحن نقول: لقد فزنا سابقا وسنفوز في التالية. لا يمكننا تحقيق ذلك سوى بالعمل. شاهدنا أشرطة الفيديو كما نفعل دوما، نبحث عن نقاط ضعف الخصم وهي قليلة.. الكلمات لا تفيد انما فقط العمل على أرض الملعب".
ويخوض حارس ألمانيا نوير اللقاء بعد حفاظه على نظافة شباكه في خمس مباريات متتالية (مع مباراة المجر الاعدادية 2-صفر)، وهي سابقة في 108 سنوات من تاريخ الاتحاد الألماني.
وتبدو تشكيلة ألمانيا في جهوزية كبرى، اذ تعافي بواتنغ من اصابة في ربلة ساقه خلال الفوز على سلوفاكيا عندما سجل هدفه الدولي الأول في 63 مباراة.
وبعد ثلاث مباريات على مقاعد البدلاء، قد يشارك لاعب الوسط شفاينشتايغر اساسيا في اللقاء، وذلك بعد معاناته من اصابة في ركبته.
من جهتها، تفتقد ايطاليا للاعب الوسط تياغو موتا الموقوف، فيما يغيب لاعب وسط روما دانييلي دي روسي بعد اصابته بفخذه الأيمن خلال الفوز على اسبانيا. كما تعرضت ايطاليا لضربة بعد اصابة جناحها انطونيو كاندريفا خلال الفوز على السويد قبل أسبوعين.

- عقدة البطولات الكبرى -

في كأس العالم، فاز الطليان 4-3 في نصف نهائي 1970 في مباراة مشهودة، و3-1 في نهائي 1982 عندما أحرزت ايطاليا لقبها الثالث ثم 2-صفر في نصف نهائي 2006 على الأراضي الألمانية في طريقها إلى اللقب الرابع. وفي نصف نهائي النسخة الأخيرة من كأس أوروبا فاز الطليان 2-1 بهدفي ماريو بالوتيلي.
لم يسبق لألمانيا، بطلة العالم في 2014، أن تفوقت على ايطاليا في مسابقة كبرى، وقد خسرت أمامها 15 مرة في مجمل مواجهاتهما في 33 مباراة وفازت 8 مرات فقط.
واجه لوف الفشل في المواجهات ضد ايطاليا أولاً عندما كان مساعداً ليورغن كلينسمان في الادارة الفنية للمانشافت اثر سقوطه في نصف نهائي مونديال 2006 على أرضه، ثم عرف ذلك مدرباً بعد ست سنوات في نصف نهائي كأس أوروبا.
لكنه أوضح أنه تعلم الدرس من الخسارة في نصف النهائي، وبالتحديد، عدم قدرته على ايقاف صانع العاب ايطاليا أندريا بيرلو، قبل أن يقود ألمانيا إلى لقبها الرابع في كأس العالم بعد عامين.
يمضي لوف قائلاً "المستوى في يوم المباراة سيصنع الفارق، ستكون مباراة قوية ونتيجتها مفتوحة على كل الاحتمالات"، مضيفاً "منتخب ايطاليا الحالي أفضل من منتخب 2008 و2010، لديهم لاعبون أقوياء ذهنياً، ويمكنهم تحويل الكرة بسرعة من الدفاع إلى الهجوم، بشكل تلقائي، حتى من دون بيرلو". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]