أحيانا، وللأسف الكبير، أيضا عندما يتواجد الشخص داخل جدران المستشفى، ومن المفروض ان يكون تحت العناية الطبية القريبة، تحدث كارثة...

هكذا كان في حالة روني (اسم مستعار) ابنة ال 37، ام لولد عمره 6 سنوات، التي كانت حامل بثلاثة توائم، واحست بنزول الماء وتوجهت الى المستشفى، على ضوء أسبوع الحمل، في اعقاب هبوط الماء وظهور الطلق، تم إدخالها للمبيت في المستشفى، وبدأت تتلقى علاجا للمضادات الحيوية المانع وادوية من اجل نضوج رئات الاجنة، بعد يومين، قرر الأطباء تخليص الاجنة وتم نقلها بشكل طارئ لعملية قيصرية عاجلة، ولد خلالها 3 أطفال معافون، ابنتان وابن.

وعانت خلال العملية من نزيف شاذ وتم تشخيص (تراخي) في الرحم، وهي ظاهرة تمنع تقلص الرحم ويمكن ان تؤدي الى نزيف خطر على الحياة، بعد ذلك، أعطيت روني علاجا يساعد على تقلص الرحم. في صفحة العملية سجلت عدة توجيهات من بينها، توجيه لفحص ضغط الدم ودقات القلب كل ساعة (خلال أربع ساعات) وفحص ندوب العملية، النزيف وما شابه.

فورا بعد العملية اشتكت روني، خلال عدة ساعات، من آلام شديدة في البطن، شعور "بالاحتراق" "وخز" وثقل في البطن، كذلك خلال معظم الوقت، شخص زوج روني انه يوجد نزيف بطيء من الندب نتيجة العملية، وتوجه مرة بعد الأخرى الى طاقم الممرضات بطلب استدعاء طبيب على ضوء آلامها، لكن رغم طلباته وتوسلات زوجها، لم يتم فحص روني من قبل طبيب، لم يتم فحص ضغط دمها ونبضها في كل ساعة كما يطلب، ولم يتم فحص جرح العملية ابدا وفي الواقع لم تقدم الممرضات للزوج اية ادوية لتخفيف الآلام بالنسبة لها.

فقط بعد مرور 9 (!) ساعات، تم فحص روني من قبل طبيبة، التي اجرت لها فحص اولتراساوند، واكتشف في الفحص نزيف شديد في تجوف البطن وتم نقل روني الى غرفة العمليات، مع بداية العملية تم العثور على نزيف شديد في تجوف البطن. وبينما كان الأطباء يحاولون تصريف الدم، تدهور وضع روني في اعقاب النزيف الضخم واصيبت بسكتة قلبية. أوقف الطاقم العملية وقام بتنفيذ عمليات انعاش لروني استمرت 45 دقيقة، وبعد ثبات وضعها تمت مواصلة العملية، لاحقا تم اكتشاف نزيف إضافي وتقرر استئصال رحم روني.

لكن وللأسف، لم ينته الامر بهذا، تم تحويل روني الى قسم العلاج المكثف وبعد ذلك مرة أخرى تم تشخيص نزيف وتم إدخالها للمرة الثالثة الى غرفة العمليات، وبعد تشخيص انهيار عصبي في وضعها، تم اجراء العملية لها للمرة الرابعة، وفي نهاية الامر، تم التسبب لروني بضرر شديد للمخ مما جعلها تعاني من- 100% إعاقة للأبد وتتم رعايتها من قبل أبناء عائلتها.

فحصت المحكمة الأدلة والشهادات في الملف، وقررت ان الطاقم الطبي أهمل الحالة، بكونه لم يعمل بحسب التوجيهات الواضحة التي قدمت في نهاية العملية، لفحص ضغط الدم والنبض كل ساعة (خلال 4 ساعات). كذلك لم يعمل الطاقم الطبي بحسب التوجيهات لفحص جرح العملية، وكذلك لم يتطرق بشكل ملائم الى شكاوى الزوج بالنسبة للنزيف. هذا الإهمال تسبب بعدم تشخيص النزيف البطيء الذي جرى في جسم روني لمدة ساعات عديدة والذي أدى في نهاية الامر الى توقف القلب ولاحقا لضرر دماغي صعب، وابقاها مقعدة لطيلة كل حياتها.

كما قررت المحكمة ان المستشفى أهمل أيضا، بحيث عندما تم اكتشاف النزيف داخل البطن، في فحص الاولتراساوند، لم يتم إدخالها الى العملية فورا، وانما فقط بعد ساعتين ونصف. وأعربت المحكمة في هذا السياق عن الاستغراب بأن تقرير التخدير الأصلي "اختفى" ولم يتم العثور عليه، وتمت استعادته بعد أسبوعين عن طريق المخدر، بحسب طلب قسم إدارة المخاطر في المستشفى، واتضح عندها حجم الكارثة.

على ضوء كل هذا، تم قبول الدعوى بكاملها وتم فرض تعويضات لروني بمبلغ 9 مليون شيكل (يخصم من هذا التعويضات والمخصصات التي تحصل عليها من مؤسسة التأمين الوطني).

يجب ان يشكل هذا القرار إشارة تحذير، لا شك انه في معظم الحالات يقوم الطاقم الطبي بعمل أمين، لكن أحيانا تكون حالتكم الخاصة شاذة عن القاعدة. 

لمزيد من المعلومات يمكنكم التواصل مع كاتبة المقال المحامية درويت فيلو، المختصة في قضايا الإهمال الطبي، على صفحة موقعها: http://doritpilo.wix.com/dplaw

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]