لا زالت الاحاديث حول محاولة الانقلاب العسكري التي جرت في تركيا مؤخرا تؤرق بال العديدين وتملأ مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث يتحدث عن هذا الانقلاب جميع الفئات، من مثقفين واكاديميين وأصحاب مناصب رفيعة، او أشخاص عاديين، واشخاص ناشطين في مجالات مختلفة، فيما يتضح ان هذا الانقلاب ترك اثرا كبيرا في نفوس الكثيرين، واشعل مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات سياسية بين مؤيد ومعارض، مصدق ومكذب..

شكوك وهواجس أن أردوغان وحزبه دبر هذه المسرحية ليزيد من التفاف الشعب حوله
الخطاط سعيد النهري اعرب عن رأيه قائلا: اعتقد جازما ان من انتصر هو الشعب التركي وليس ارودغان من تجربتي مع الشعب التركي ادرك ان الاتراك الى يومنا هذا ما زال عندهم حلم عودة الامبراطورية العثمانية العظمى وهم يرون في اردوغان الرجل الذي يسعى ويعمل جاهدا لتحقيق هذا الحلم، ولن يسمحوا لاحد ان يسلبهم هذا الحلم مهما كان حيث نقل تركيا طيلة فترة حكمه الى مصاف الدول المتقدمة عسكريا واقتصاديا فتكاتف الاتراك اليوم خوفا على هذا الحلم .

وتابع: نحن امام امبراطور جديد سيفرض نفسه على العالم قريبا ومن الواضح ان كل الظروف مهيئة لذلك حيث سيستغل اردوغان ورجال حزبه هذا الحدث وغيره لتثبيت وتجذير حكمه في البلاد، لا ادري ربما عندي شكوك وهواجس ان اردوغان وحزبه دبر هذه المسرحية ليزيد من التفاف الشعب حوله بعد ان فقد الكثير من شعبيته اثر هجوم الاكراد والموقف من سوريا والدواعش واقحام تركيا في مشاكل روسيا وامريكا والمصالحة مع اسرائيل وغيرها .لذا ارى انه لجأ الى الحيلة ليعيد ثقة الاتراك به وبحزبه.

عندما يكون الشعب حي فبإمكانه التغلب على من يريدون الفتنة وخيانة الاوطان والمس بكرامة وحرية الشعوب.

المحامي علي حيدر قال بدوره: القضية ليست اردوغان القضية هي النظام الديموقراطي. وحين يختار الشعب نظام معين؛ وتقوم مجموعة بكسر قواعد هذا النظام وتنقلب ضده؛ فمن الطبيعي ان تثور الناس لانقاذ هذا النظام وهذا ما حدث في تركيا. المعارضة والحزب الحاكم؛ الاعلام الموالي والاعلام الناقد؛ للنظام جميعهم وقفوا معا ضد محاولة الانقلاب. 

وتابع: من الواضح انه نتيجة لفشل الانقلاب؛ تعزز موقف اردوغان وحزب العدالة والتنمية وتيار الاسلام السياسي الذي يؤمن بالديموقراطية؛ ولذلك؛ من الممكن ان تكون لهذة الاحداث تأثيرات على مستوى المنطقة؛ فقد يشعر الاسلام السياسي بأمل ما بعد ما حدث في مصر وتونس. وممكن ان تستعيد الشعوب العربية ارادتها في استعادة حقها بالديموقراطية.

وأوضح منوها: من الضروري ايضا ان يفهم اردوغان والاسلام السياسي ان النظام الديموقراطي هو "يوم لك ويوم عليك" ولذلك يجب تقويته واحترامه وعدم استغلاله وتحويره واستخدامه كوسيلة للاستبداد وتقييد الحريات من خلال النظام ذاته.

وقال لـ"بـُكرا": الشعوب الاسلامية تواقة للديموقراطية؛ والديموقراطية ممكنة؛ ولكن هي نتاج ومحصلة لسيرورة وليس فعل احادي في لحظة تاريخية معينه.لا افهم كيف يمكن لاشخاص مثقفين ويدعون الثورية واليسارية والعلمانية ان ينحازوا الى جانب انقلاب عسكري ضد ارادة الشعوب؛ اقل ما يمكن القوله في هذا الصدد؛ هو ما قاله جوليان بندا "خيانة المثقفين".

واردف: يتوخى النظام الديموقراطي الصالح العام على اﻷمد البعيد. ولذلك بوسعه احترام الحريات والعدالة وحقوق الاقليات والمساواة وبوسعه بناء تضامن اجتماعي امام التحديات. من الضروري ان تراجع تركيا سياساتها الداخلية والخارجية وعلاقاتها مع دول الجوار، فالاستراتيجية التي وضعتها تركيا قبل عدة سنوات من قبل المفكر احمد داوود اغلوا،(صفر ازمات مع دول الجوار) انقلبت تماما، حتى ان داوود اوغلوا حييد من قبل اردوغان. ولكن المنطقة ايضا تغيرت منذ كتابة كتاب اوغلو الشهير عام 2010.

وتابع حيدر قائلا: من المؤسف، ان الدول الغربية، والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وامريكا الذين يؤمنوا بالديموقراطية لم يسارعوا الى رفض الانقلاب بشكل مباشر بل انتظروا حتى يروا ما تفرزه الاحداث؛ وهذا يشير على عدم رغبة الغرب؛ في كثير من الاحيان ان تسود الديمقراطية في الشرق حتى ولو في بلاد حليفة وصديقة. لا يمكن ان يأتي احد ليناضل مكان احد. فصاحب القضية لا ينتظر من يدفعه؛ هذا ينم عن وعي وثقة بالذات. وجدير بنا كشعب فلسطيني وكعرب ان نتعلم هذا الدرس. من المؤسف، كم ذوت المحللين المصرين والعرب الهزيمة وتجوينها؛ وترسيخ حالة اليأس والذل؛ وارادوا ان تنسخ التجربة المصرية الى تركيا. عندما يكون الشعب حي، صاحب إرادة، وقيادته متواصله معه ويأخد الشعب نفسه بجدية، ومؤمن بنظامه الديموقراطي فبإمكانه التغلب على من يريدون الفتنة وخيانة الاوطان والمس بكرامة وحرية الشعوب.


فشل الانقلاب هو انتصار للديمقراطية وقيم الديمقراطية

د. رائد غطاس قال معقبا: طبعاً انا ضد الانقلابات العسكرية بشكل عام ، وفي تركيا بالذات ضد الانقلاب العسكري . اردوغان انتخب في انتخابات ديمقراطية ومن يريد تغييره يفعل ذلك في صناديق الاقتراع ، لو نجح الانقلاب لكان ذلك صدمة ومأساة لكل العالم ،أن يتم تغيير النظام بانقلاب عسكري في دولة كبيرة تشكل بوابة على أوروبا . اتعجب جدا من الذين فرحوا وهللوا للانقلاب عندنا، هذا يعبر عن قصر نظر لكيف لهم ان يفرحوا لحكم العسكر ؟ وماذا مع قيم الديمقراطية ؟

وتابع: من أفشل الانقلاب هو الشعب التركي الذي خرج الى الشوارع ورفع العلم التركي وليس صور اوردغان فهو يدافع عن قيم الديمقراطية ، بينما ينقسم عندنا الناس حول الشخص فمن أيد الانقلاب فعل ذلك ضد اوردغان وهنالك من عبر عن فرحه بفشل الانقلاب برفع صور اوردغان ، انا أرى في فشل الانقلاب كانتصار للديمقراطية وقيم الديمقراطية.

رضوان حسن عقب ل"بكرا": ما حدث في تركيا هو محاولة انقلاب عسكريه تتميز بها تركيا على مر العصور، محاولة الانقلاب في هذه الايام سببها كذلك سياسات اردوغان الخارجية منها الاعتذار لروسيا على اسقاط الطائرة واتفاقية المصالحة مع اسرائيل ومحاولته اقامة حلف رباعي جديد لتقسيم الشرق الاوسط .

وتابع: اردوغان هو اعظم زعيم لتركيا الحديثة وحسب رأيي انه اكبر من مصطفى اتاتورك ، اردوغان قاد تركيا لتكون دوله اقتصاديه وعسكريه عظمى عمل كثيرا لشعبه ومن هنا أكن له التقدير الكبير رغم معارضتي لسياسته . انا ضد الانقلاب لأن الشعب اختاره وفقط يحق للشعب إسقاطه ، اردوغان يطمح لإعادة عهد السلاطين ولهذا يحاول تغيير الدستور كي يكون الرئيس ذو صلاحيات أكثر، برأيي محاولة الانقلاب ستعزز من شعبيته وتسهل عليه تغيير الدستور .

لا يسعنا الا أن نحترم الشعب التركي الذي أظهر نضوجا سياسيا
المعماري ايمن طبعوني قال من ناحيته: كم غريب وعجيب موقف من كانوا يتحفونا بالنضال والكفاح لحقوق الإنسان وحريات الفرد والشعوب ودعم المظلومين والفئات المستضعفة ، الموقف الذي انتشر على صفحات التواصل البارحة ،موقف الشماتة والتشفي والفرح كما يفعل عاده أصحاب الفكر الظلاميين المستبدين، التغير يأتي بإرادة الشعوب وبآليات ديمقراطية، أراده الشعب هي الفيصل ، الشعوب المتخلفة لا يزال عندها قاده أبطال مقدسين مثل قاده العرب من الخمسينات إلى اليوم .

ونوه: الوقوف ضد الانقلاب موقف أخلاقي بالأساس بغض النظر عن الموقف من السياسة لا يعقل انسان تقدمي يؤمن بالديمقراطية والحريات ان يدعم انقلاب على شرعيه !

بلد يتعرّض لمحاولة انقلاب، لا يُعوّل عليه، لأنّ العلاقات الدوليّة محكومة بموازين القوى

المخرج علي ناصر قال لـ"بـُكرا": سابقا كانت الامبراطورية العثمانية ويكتبون بأحرف عربية ، احتلت دول وشعوب، استعبدتهم وقتلت الملايين ، وعاثت دمارا في فلسطين ، وبعد ان تقلصت هذه الامبراطورية وتحررت هذه الدول من الاستعباد العثماني، تركيا لم تعد "حامية حمى الاسلام" حتى انها كرها بالعرب غيرت أحرف لغتها للاتينية.

وتابع: الان تركيا عضو في حلف الناتو وبعلاقات أمنية واقتصادية متينه مع إسرائيل، صعود حزب العدالة الى الحكم اعاد حلم العودة للدور العثماني الاستعماري، في سوريا والعراق وباقي دول المنطقة، الدكتاتورية الاردوغانية طالت احزاب وصحفيين ومكونات، مثل الاكراد الذين يتعدون ال18 مليون انسان ، تركيا ما زالت تحتل الاسكندرون، العربي السوري، تركيا ما زالت تنهب مقدرات الشعب السوري، مصانع حلب ،والنفط . وتدعم الدمار فيها وترسل المسلحين وأخيرا، أردوغان مخرج مسرحية مرمره، ينقلب على النص ويتهم ضحايا السفينة بالتعدي على الجنود.

ونوه: لكل الذين يرفعون العلم التركي من الحركة الإسلامية، هل رفعتم مره واحده علم فلسطين ؟ هل بالفعل اردوغان يمثلكم؟ أم أن الصلح مع اسرائيل على حساب الشعب المسكين لا يعنيكم ، ما يعنيكم ، السلطة والمال ليس أكثر

وتطرق الى احداث بما يسمى محاولة انقلاب وقال: اما بالنسبة لما جرى بالأمس من محاولة الانقلاب . فهي كانت نتيجة حتمية لسياسة أردوغان القمعية، في الداخل التركي، وتوريط البلاد في قضايا المنطقة، حتى اصبحت تركيا دولة معزولة سياسيا وغير مرغوب فيها . وأكثر من ذلك، احتضان الارهابيين وتسهيل وصولهم للقتال في سوريا، أصبح يهدد تركيا بحالها، فقط في الاونه الاخيرة تركيا عانت من الاعمال الارهابية والتفجيرات. فأصبح واضحا الى أي منزلق ذاهبة البلاد.

انور عفيفي بدوره قال: قدراتي بتحليل الوضع السياسي ربما تكون محدودة ولكن موافقي المبدئية لا تتبدل ولا تتغير من النظام العثماني ومن جميع الانظمة والتيارات التي ازرت البدعة المسماة "الربيع العربي " والتيارات الاصولية العميلة والتي تسببت بتفتيت وتجزئة الاوطان وذبح وتهجير شعوبنا العربية من ليبيا حتى سوريا من اجل تقاطع المصالح وبالآخر خدمة للأجندات الاجنبية ومصالحها الاقتصادية والسياسية.

وتابع: اما تركيا اردوغان فكان هدفها الوحيد التحول الى قوه اقليميه في المنطقة بعد فشلها بالانضمام الى سوق الدول العربية وربما استعادة جزء من قوتها وسلطتها التي كانت في فترة الاستعمار العثماني ..وكل ذلك تحت غطاء دولة الخلافة العتيدة وعلى حساب هدم وتجزئة بلادنا العربية وعلى حساب دماء شعوبها.

اردوغان اصطنع تمثيلية لأهداف غير معلنه
زهير اندراوس قال معقبا ل"بكرا" في نفس السياق: تركيّا بعد محاولة الانقلاب، لن تكون كما كانت عليه من قبل: في السياسة الخارجيّة تورّطت في تمويل ودعم الإرهاب بسوريّة، فارتدّ عليها، وسبب أضرارًا هائلةٍ لاقتصادها. مع الأكراد المعركة تشتّد، وستكون أكثر قسوةً بعد اليوم.

وتابع: بلد يتعرّض لمحاولة انقلاب، لا يُعوّل عليه، لأنّ العلاقات الدوليّة محكومة بموازين القوى. تركيّا، انتهجت سياسة صفر مشاكل، لكن بسبب جنون العظمة الذي يُعاني منه أردوغان، أصبحت معزولةً دوليًا، ولم تُبْقِ دولة بدون عداوة، حتى دفعها الأمر إلى التزلّف لإسرائيل لتطبيع العلاقات، ناهيك عن الاعتذار لروسيا. والحرب الأهليّة على أبواب الـ"سلطان".

عصام حكيم بدوره شاركه الرأي حيث قال ل"بكرا": انا من الآراء التي تقول ان اردوغان اصطنع تمثيلية لأهداف غير معلنه ، وذلك لأسباب عديده ، أولها ان الانقلاب لم يدم اكثر من ساعات ، تعتيم صحافي ، وعشرات المنقلبين فقط ، هذا هو الرأي المنطقي لما يدعونه انقلاب.

نضال ناصر اتخذ موقفا محايدا حيث قال: من يريد التغيير للأفضل والاصلح عليه خوض غمار السباق الانتخابي الحر والنزيه والعمل الجاد والبناء على كسب وتأييد الجماهير، او يتصدى للمطالبة بحقوقها لا ان يقف على التل البعيد في امريكا مثل فتح الله كولن، اردوغان وحزبه نزل الى الشارع وشارك الشرفاء من الساسة في بناء نظام ديمقراطي يؤمن بالعدالة والمساواة بين الجميع واحترام حقوق الانسان وبعد سنوات بدأ بقطف ما زرع وخلال مكالمة 12 ثانية من السكايب حرك الشعب وليس الجيش وقد راينا ضحايا دفعوا دماءهم وأرواحهم ثمنا للكرامة والحرية واستعادة الارادة والسيادة على الأوطان.

انتصار الشعب التركي هو نصر ودرس لكل الشعوب المقهورة التي وقعت ضحيه لمثل هذه الانقلابات

يوسف امارة قال معقبا: ما حدث في تركيا هو انتصار الإرادة الشعبية التركية ، حيث اصبحت ليلة السادس عشر من تموز ليله مفصليه في تاريخ الشعب التركي وتاريخ الشعوب التي تنتصر لحريتها وكرامتها امام من يريد ان يسلبهم هذه الحرية ، لقد شاهد العالم الليلة كيف نزل الشعب التركي الى الشوارع ليدافع عن كرامته وحريته ليقف امام الدبابات والطائرات بأيديه فلم تكن مجرد معركه بين قوى متصارعة بل صراع بين الارادة الشعبية وبين الاله العسكرية التي جاءت لتسلبه هذه الإرادة اشترك فيها كل اطياف الشعب التركي العلماني والديني من صوت لأردوغان ومن صوت ضده نعم كل الامه التركية وقفت امام هذه المحاولة الخيانية الاجرامية

ونوه: ان انتصار الشعب التركي الليلة هو نصر ودرس لكل الشعوب المقهورة التي وقعت ضحيه لمثل هذه الانقلابات خاصه الشعوب الاسيوية والافريقية والجنوب امريكية وخاصه الشعوب العربية واخرها الشعب المصري الذي يدفع الثمن غاليا من نتائج الانقلاب الذي قاده الجيش على الشرعية والارادة الشعبية المصرية ، نعم الليلة انتصرت الشرعية وانتصرت اراده الشعب التركي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]