على الرغم من مخاطر انتشار فيروس"زيكا" في اسرائيل بواسطة البعوض المسمى "النمر الاسيوي" - فما زالت وزارتا الصحة والبيئة تتلكآن وتماطلان منذ شهور في التصديق على خطة حكومية لمواجهة هذه المخاطر :فوزارة شؤون البيئة أصدرت تعليمات وتوجيهات للسلطات المحلية حول كيفية تقليص المخاطر ، لكن عددا قليلا من هذه السلطات تجتهد وتتعامل بجدية مع هذه التوجيهات والإرشادات .

ويستفاد من المعطيات المتوفرة لدى وزارة البيئة ان بعوض "النمر الاسيوي" منتشر بالأساس في منطقة السهل الساحلي، وفي منطقة حيفا والجوار ("الكرايوت") ، وفي الجليل الغربي ومرج ابن عامر – وجميعها مناطق مكتظة بالسكان ، ما يعني ان عدوى "الزيكا" قد تنتشر بسرعة.
ويشار الى ان هذا الفيروس بدا بالانتشار في سبتمبر ايلول الماضي في البرازيل بواسطة بعوضة من فئة "الادس المصري" وانتقل الى دول اخرى في أميركا الجنوبية.

ووفقا للادبيات والمراجع الطبية فان هذا الفيروس يؤدي الى الحمى التي تسبب ارتفاعا بدرجة حرارة الجسم، والطفح الجلدي واوجاع المفاصل والتهابات بالعينين – وفي حالات قصوى يؤدي الى مضاعفات في الجهاز العصبي. لكن الامر الاكثر اثارة للمخاوف هو الاضرار والاخطار التي قد تلحق بالنساء الحوامل، ذلك ان هذا الفيروس قد يسبب للاجنة والمواليد عاهات وتشوهات عصبية ، تظهر على شكل رأس صغير للمولود. وقد توفي في البرازيل حتى الان (40) طفلا ممن اصيبوا بالفيروس ، فيما بلغ عدد المصابين بالعدوى في مختلف دول العالم قرابة ثلاثة الاف شخص .

النمر الأسيوي تسلل الى اسرائيل قبل سنوات

وفي إسرائيل أعلن انه تم حتى الان اكتشاف (12) اصابة بفيروس "الزيكا" لدى مواطنين عادوا من الخارج حاملين الجرثومة ، مع الاشارة الى احتمال وجود المزيد من المصابين الذين لم يبلغ عنهم.

وحسبما ذكرت صحفية "يديعوت احررنوت" ، فقد تبين ان بعوض "النمر الاسيوي" قد بدا بالانتشار في اسرائيل قبع بضع سنوات، وهو يتكاثر حاملا وناشرا لفيروس الزيكا ، وهو يعشش ويتكاثر في تجمعات المياه وبجوارها.

وتنتقل العدوى بالزيكا على النحو التالي: عندما تلسع البعوضة شخصا مصابا بهذا المرض فان الفيروس يدخل الى جسمها ، وعندما تعود وتلسع اشخاصا اخرين (معافين) فانها تنقل اليهم الفيروس.

وكان المسؤولون في وزارة البيئة قد اعلنوا في حينه انهم يتعاونون مع مسؤولي وزارة الصحة بصدد تزويد السلطات المحلية بتوجيهات وارشادات تتعلق بتحديد اماكن تجمعات بعوض النمر الاسيوي ، وإبادتها ، بالإضافة الى كونهم يعكفون على صياغة خطة لمكافحة البعوض والفيروس بقرار حكومي.

امكانيات السلطات المحلية محدودة

واللافت ان المسؤولين في الحكومة ، يؤكدون ان احتمالات انتشار فيروس الزيكا ضئيل : فقد صرح مدير مركز علاجات السياح والمسافرين والامراض الاستوائية في المركز الطبي "تل هشومير" - البروفيسور اليعيزر شفارتس، بأنه يوجد في إسرائيل "ذلك البعوض القادر على نشر الفيروس ، لكن حتى يتحقق هذا الامر لا بد ان تكون أعداد كبيرة من الإسرائيليين العائدين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس. ونظرا لما رأيته من اعداد قليلة من المواطنين الذين عادوا من الخارج حاملين للفيروس – فيمكنني القول ان المخاطر والاحتمالات ضئيلة جدا" – على حد تعبيره .
لكن هذا "التفاؤل المبالغ فيه " يتناقض مع رأي وموقف منظمة الصحة العالمية التي أدخلت اسرائيل الى قائمة العشرين دولة التي يبلغ مستوى احتمال وخطر انتشار "الزيكا" فيها - مرتبة متوسطة.

20 مليون شيكل في السنة !

وبين هذا وذاك – يرى مسؤولو وزارة البيئة ان السلطات المحلية هي الجهة الرئيسية الواجب عليها مواجهة ومعالجة ظاهرة انتشار البعوض، عن طريق تجفيف تجمعات المياه التي يتكاثر فيها، بالتعاون مع المواطنين انفسهم. وقد بادرت بعض السلطات المحلية الى القيام بحملات وتحركات في هذا الاتجاه ، لكنها تعطلت بسبب غياب قرارات حكومية وتشريعات تجيز لمفتشي السلطات الدخول الى باحات منازل المواطنين التي توجد فيها تجمعات مياه، بغرض تجفيفها .

وعقب متحدث بلسان وزارة البيئة على مجمل هذه القضية بالقول ان المسؤولين فيها قد اتخدوا عدة اجراءات استباقية لمواجهة الفيروس، من بينها التعاون والتنسيق مع وزارة الصحة ، واصدار توجيهات الى السلطات المحلية ، وطلب ميزانية قدرها (20) مليون شيكل سنويا لمقتضيات المكافحة ( خمسة ملايين دولار) .

ومن جهتها – اكدت وزارة الصحة انها مستمرة في متابعة الاخبار والتقارير الواردة من مختلف دول العالم بشان الفيروس ، مع الاشارة الى ان الاتجاه العام هو حصول تراجع في الحالات والإصابات. وفيما يتعلق بالميزانيات اللازمة "فان الحكومة تبحث في الأمر" !
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]