عاد الطفل أحمد دوابشة مرة أخرى إلى بلدته "دوما" شرقي مدينة "نابلس"، بعد رحلة علاج استغرقت نحو عام، نتيجة تعرضه لحروق بالغة ناجمة عن قيام مستوطنين إسرائيليين بإضرام النار في منزل عائلته، نهاية تموز 2015، في حادث مأساوي أدى إلى مقتل جميع أفراد أسرته.

وأسفر الحادث عن استشهاد الرضيع "علي" (18 شهراً)، شقيق "أحمد"، ولاحقاً والده "سعد"، وأمه "ريهام"، متأثرين بجروحهما، ليبقى الصغير "أحمد" يواجه الحياة بمفرده وهو لا يزال في نعومة أظافره.

وأخذ "أحمد" بعد عودته إلى بيت عائلة جده بالبلدة، يلهو باستمرار، مكثراً من السؤال عن مكان والديه وشقيقه الرضيع، يجلس في حضن جده العجوز محمد دوابشة، ويقول ببراءة "عاوز أشتري طيارة وسيارة، بس وين بدّي أوقفها!.

وأثناء بحثه عن مسدسه البلاستيكي، يحدث الأناضول عن ألعابه تارة، وعن والديه تارة أخرى، "في الجنة، متى بدنا نروح عندهم، هل الجنة بعيدة!".

وتقول جدته رحاب دوابشة، "لا نسمح له بدخوله، لا نريد أن يرى بقايا الحريق، عربة شقيقه، وبقايا من أغراضه، يسأل دائماً عن والديه".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]