مع اقتراب موعد عيد الاضحى المبارك،  تحدث موقع "بكرا" إلى نسيم عاصي- ممرض مؤهل وناشط جماهيري ومٌرّكز عمل منتدى "ابناؤنا" لسلامة الاطفال حول ظاهرة المفرقعات التي يستعملها الأطفال في العيد. 

ظاهرة خطرة والتساهل من قبل الأهل يأزمها أكثر 

وحول هذا الموضوع قال عاصي: في فترة عيد الاضحى المبارك، قبل سنة تحديدا، توجه الى غرف الطوارئ نحو 40 طقلا بعد اصابتهم بسبب استعمال المفرقعات، لدى قسم منهم ادت الاصابة لخلل بالسمع والنظر ولاسفنا الشديد 4 اطفال بترت اصابعهم نتيجة لذلك.

وقال عاصي: تعتبر ظاهرة الالعاب النارية والمفرقعات (الفتاك) من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، وباتت هذه المواد تشكل خطرًا ليس فقط على مستخدميها بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها، في كل سنة يُصاب الكثير من الاشخاص بما فيهم الاطفال وقسم منهم يبقى مع عاهات ابدية.

وأضاف: من الملاحظ ان هذه الظاهرة ما زالت موجودة رغم التجاوب الملموس من قبل مستخدميها مع حملات التوعية المكثفة التي قامت بها الشرطه ورجال الدين. فاستخدام المفرقعات من قبل الاطفال لا يزال امرا ملحوظا خاصة ايام الاعياد والمناسبات وهي بكل تأكيد ظاهرة سلبية لما تخلفه من اضرار في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، اضافة الى التلوث الضوضائي للبيئة. ولعل التساهل من قبل اولياء الامور في عدم مراقبة ابنائهم ومنعهم من استخدامها هو السبب الرئيسي وراء تزايد هذه الظاهرة.

تعريف المفرقعات

وأوضح عاصي معرفًا المفرقعات: هي المواد المتفجرة التي تستخدم لاغراض الترفيه والتسلية، وهي عبارة عن عبوات محكمة بغلاف من الاوراق الكرتونية والبلاستيكية ومعبأة بمواد متفجرة مثل (البارود والسيليلون) وهي بألوان واحجام واشكال مختلفة فمنها الدائرية ومنها المثلثة والاسطوانية وينبعث منها شرر ناري واصوات مدوية. اما انواعها، فللمفرقعات انواع عديد فمنها المضيئة والصوتية والدخانية والمشتعلة.

وأكمل عاصي: للمفرقعات آثارها وأضرارها، وتنقسم إلى عدة أقسام هي؛  الجسدية، مثل التعرض للإصابة التي قد تطول الأعين والاصابع والايادي، وهم جزء مهم وحساس في جسم الإنسان، عدا الحروق والجروح وغيرها. المادية، هي أيضا مضيعة للمال فيما لا يفيد، بدلا من شراء اشياء أخرى أفضل وأوفر. الصحية، من آثارها استنشاق السموم التي تصدر منها، وهو أمر مضر بالصحة، والشيء الأساسي يكمن في إضاعة الوقت فيما لا ينفع بدلا من الانشغال بما يجلب المعرفة والتعلم والاستفادة.، والضرر الذي قد تحدسه هذه المفرقعات للأذن وللسمع بسسبب الضجيج.
كما أن المفرقعات تثير القلق بين الجيران خاصة عند إصابة بعض الأبناء، كما أنها تعود على اللامبالاة بالقانون والعادات الأصيلة والاستهتار بمشاعر الآخرين.

المفرقعات ونشوب الحرائق

وأضاف معددًا اثار المفرقعات: من المعروف ايضًا أنّ الحرائق تقع نتيجة اتحاد ثلاثة عناصر هي، المادة القابلة للاشتعال والحرارة الكافية والهواء، ولكون هذه العناصر متوفرة في المفرقعات فإن استخدامها يعرض النفس والممتلكات والآخرين لخطر الحريق. 

وعن أسباب انتشار المفرقعات، أكمل عاصي: إن من أسباب انتشار المفرقعات بين الاطفال عدم التقدير الصحيح من قبل بعض أولياء الأمور وأرباب الأسر للمخاطر التي يمكن أن تلحق بأطفالنا عند استخدام المفرقعات. ومن بين أسباب انتشارها أيضا وجود بعض أصحاب المحلات الصغيرة ووجود بعض من الشباب الكبارالذين يسعون للكسب من وراء الاتجار بهذه المواد دون الاهتمام بالمخاطر الجسيمة التي تسببها . إضافة إلى سهولة تهريبها بين الأمتعة الشخصية للقادمين من المنافذ الحدودية. ولكي نقضي على هذه الظاهرة لابد من التكاتف والتآزر فيما بيننا.

واجب المهنيين ومتغذي القرارات

وأختتم عاصي: للحد من هذه الظاهرة على صانعي القرارات والمهنيين في المجتمع العربي العمل قبل كل عيد لرفع الوعي الجمهوري لمخاطر هذه الظاهرة التي باتت تقلق منامنا، من خلال اللقاء، المحاضرات وتوزيع النشرات وتمكين الشرطة من فحض اماكن البيع الخاصة، فالمسؤرلية هي مسؤولية الجميع ولا تقع فقط على اولياء الامور.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]