لا تزال قضية دخول شركة "تطوير عكا" الى سوق الناصرة، بحجة ترميم السوق، تؤرق بال العديدين، خاصة للمطلعين على عمل الشركة السابق في سوق عكا، علمًا انّه حتى اللحظة لم يُصدر بيان رسمي من بلدية الناصرة ينفي او يدعم مزاعم وزارة السياحة وشركة تطوير عكا بوجود اتفاقية بين الأطراف المختلفة تنص على دخول الشركة ومباشرتها بالمهام الموكلة اليها من الوزارة.

وبالرغم من الغموض الذي يحوم حول المسألة، إلا انّ النضال بمنع دخول الشركة الى الناصرة، وبالتحديد منطقة السوق، لا يتوقف، حيث قامت اطر ناشطة جماهيريًا ومركبات حزبية بإرسال رسائل استجواب لإدارة بلدية الناصرة حول حقيقة بدء الشركة بإعمالها في الناصرة الى جانب طلب بعقد جلسة بلدية حول الموضوع، إلا أنه وحتى كتابة التقرير بلدية الناصرة لم ترد او تعقب على أي استجواب ولم تصدر بيانا رسميًا توضح من خلال الغموض الذي يكتنف الامر.

شروة العيد من سوق الناصرة

وفي خطوةٍ نضالية اضافية، تقوم مجموعة من الكتل المناهضة لدخول الشركة مساء اليوم، الأربعاء، بمبادرة مميّزة بالتزامن مع عيد الأضحى، حيث دعت هذه الكتل، تحت عنوان "شروة العيد من سوق الناصرة"، الاهل والمحتفلين، إلى دعم التجار في سوق الناصرة من خلال شراء حاجيات العيد. وقال القيّمون على المبادرة أنّه اليوم مساءً، وتحديدًا الساعة الـ 21:00، سيتم إطلاق وسم في العالم الافتراضي (هاشتاغ) يدعو الجمهور إلى "انقاذ سوق الناصرة من التهويد".

"بكرا" تحدث إلى عددٍ من النشطاء والقيادات حول الموضوع وحول اسباب رفض دخول هذه الشركة علمًا أنّ الحديث يدور عن "ترميم للسوق"، الأمر الذي طالما طالب به التجار، البلدية وعدد من النشطاءِ في الناصرة، كما تحدث عن مبادرة "شروة العيد من سوق الناصرة".

كان هناك اتفاقية مقابل 20 مليون شيكل وتم الغاؤها...

النصراويّ احسان الحمد، الرافض لدخول شركة "تطوير عكا" الى منطقة السوق قال لـ"بكرا": انا بدأت بهذه المبادرة المناهضة لدخول شركة "تطوير عكا" للسوق في الناصرة وقمنا بتطويرها وتجنيد اهل السوق لنضالنا. ما يؤسفني انه في حال تم الموضوع ودخلت الشركة الى السوق سيسوء وضع اهل السوق اكثر من الناحية الاقتصادية، حيث ان الشركة المذكورة ستعمل على "خصخصة السوق" ودفع أصحابه إلى هجره عوضًا عن تثبيتهم.

وتابع: سبق وأنّ توجهنا إلى رئيس البلدية في هذا السياق، وحذرنا من قيام الشركة بتهجير السوق من اصحابه وطمس ومحو تراثنا العريق، وفي حينه أكد لنا رئيس البلدية أنّ الشركة لن تعمل في سوق الناصرة، وأنّه كان هنالك اتفاقية أولية بمبلغ 20 مليون شيكل إلا أنه تم الغائها.

واختتم قائلا: رفضنا لعمل هذه الشركة مبني على تجربة سابقة، ففي عام 2000 حاولوا ترميم السوق، إلا أنهم قاموا بتدميره وطمس معالمه الأثرية والفلسطينية، واليوم بتنا نسمع عن احتمالية بيع البيوت، وبالنسبة لنا هذا خط أحمر.

ستقوم بتهجير السكان من البلدة القديمة وتحويل الأملاك والعقارات السياحية بايدي مستثمرين يهود

بدوره، قال محمد زيدان- مدير المؤسسة العربية لحقوق الانسان لـ"بكرا": الموضوع يكتنفه الغموض، فمن جهة بيانات شركة تطوير عكا تؤكد دخولها إلى الناصرة ومن جهة أخرى هناك شخصيات تنفي ذلك، لذا من المفترض ان يكون هناك شفافية ووضوح وموقف واضح ومعلن ومكتوب من قبل البلدية، حيث انها حتى اللحظة لم تصدر بيان رسمي مكتوب ينفي بشكل قاطع دخول الشركة الى الناصرة، وأيضا على البلدية ان توضح طبيعة علاقتها مع هذه الشركة، وطبيعة عمل الشركة ذاتها في السوق.

ونوه: بغض النظر عن موقف البلدية، يتوجب علينا اتخاذ خطوات للعمل ضد دخول الشركة الى الناصرة، لان دخولها الى الناصرة يعتبر امر خطير جدًا، وسيضع الناصرة بوضع شبيه بتجربة عكا، حيث أصبحت الشركة في عكا تسيطر كاملا على كل الأماكن العامة، وتعمل بخلاف الصالح العام للمدينة، كما وأنّ تجربة عكا تؤكد أن دخول الشركة قد يدفع بالبعض إلى هجر السوق وإخلائه لصالح المستثمرين اليهود، وعلى البلدية تسجيل موقف واضح من هذه النقطة بالذات.

واردف قائلا: في حال قررت البلدية تطوير الناصرة سياحيا من الأجدر ان يتم هذا الترميم من خلال شركة نصراوية تابعة للبلدية وتحت إدارة واشراف البلدية وليست شركة مستوردة من عكا، شركة عملت في عكا وواضح انّ هدفها كان تهويد السياحة والتاريخ وإخراج العرب من البلدة وإدخال يهود ومستثمرين يهود مكانهم.

واختتم قائلا: البلدية اليوم تنفي دخول الشركة الى الناصرة كما ان هناك اجماعًا على رفض دخول الشركة الى الناصرة، في حال وجود اجماع فانه من الممكن ان توجه البلدية الموضوع بالرغم من القرار الحكومي وإعلانات الشركة. هذا يعني أنه لا يزال هناك مجال لمنع الشركة من دخول الناصرة حيث انه لا يمكن للشركة ان تدخل الناصرة في حال كان هناك معارضة واضحة من السكان والبلدية ورفض بالتعاون معها.

الكتل المختلفة ترسل باستجوابات وتطلب بعقد جلسات دون رد من البلدية..

مصعب دخان- عضو بلدية الناصرة عن كتلة الجبهة عقب ايضًا قائلا: نعتقد بان هناك اتفاقية بين شركة "تطوير عكا" وبين بلدية الناصرة في حين ان البلدية تنفي ذلك، وقد طلبنا الاطلاع على مستندات وأرسلنا استجوابات حول الموضوع للبلدية إلا انها حتى اللحظة لم تتجاوب معنا. بالإضافة، قامت مجموعة من سكان السوق بالتوجه الى رئيس البلدية الذي نفى بدوره دخول الشركة الى الناصرة في حين ان هناك تغيير باسم الشركة من شركة "تطوير عكا" الى شركة "تطوير عكا والناصرة"، وهذا التغيير لم يأت عبثا بالتأكيد، فبرأينا أنه له اساسًا.

بدوره عضو البلدية المحامي اشرف محروم- رئيس كتلة شباب التغيير قال مشيرًا: حاليا لا جديد، كنت قد توجهت لرئيس البلدية بعقد جلسة مجلس بلدي بهذا الخصوص وحتى اللحظة ليس هناك أي رد وننتظر الجواب.

القرار هو حكومي يؤكد احتكار شركة تطوير عكا لأعمال السياحة في الناصرة..

يُشار إلى أنّ، النائبة عايدة توما- سليمان (القائمة المشتركة) كانت قد قدمت استجوابا لوزير السياحة حول حقيقة دخول الشركة المذكورة الى سوق الناصرة وتوقيع الاتفاقية بين البلدية والشركة، وصرحت لـ"بكرا" قائلة: رئيس البلدية يدعي انه ليس له أي صلة بالموضوع وأن الحديث يدور عن قرار حكومي، في حين انه من الواضح ان القرار هو قرار بلدية بشكل ملتوي.

وأوضحت: حتى لا يتم أخذ قرار عن طريق البلدية، فان الحكومة قامت بإصدار القرار، فهناك قرار رسمي نتج عن جلسة حكومة اكدوا من خلاله دخول الشركة إلى سوق الناصرة، حيث ان البلدية لا تستطيع ان تقوم بمناقصة لأعمال الصيانة في أعقاب هذا القرار.

وتابعت: تجربتنا السابقة في هذه الحالة تؤكد أنّ الحكومة لن تأخذ أي قرار مماثل دون موافقة من بلدية الناصرة، ولو شعرت الحكومة بان هناك أي نوع معارضة او تحرك لمنع ذلك من البلدية لما كانت ستتخذ قرارا مشابها، اعتقد ان قرار الحكومة هو تحاشيا لقرار البلدية، وبرأيي هذا خطير جدًا ويجب فحصه، وعلى بلدية الناصرة ان توضح موقفها من هذا الموضوع بشكل واضح وصريح. هناك إمكانية ان تقام شركة اقتصادية تابعة للبلدية وتدير الأمور، حيث انه لا تنقصنا المهارات والكفاءات، فمدينة الناصرة لا تفتقر إلى مهنيين وخبراء بإمكانهم ان يقوموا بهذا العمل.

واردفت قائلة: هناك خطورة تشكلها هذه الشركة من دخولها الى الناصرة، القضية ليست قضية تطوير حقيقية بل هناك مخطط خطير لدخول الشركة، كما ان رئيس بلدية عكا اقام شركة اقتصادية تابعة لبلدية عكا، بديلة لشركة تطوير عكا، ويعمل جاهدا لإخراج شركة تطوير عكا من عكا في حين اننا سنستقبلها في الناصرة وهو امر غريب.

وتابعت مفصلة وموضحة: مثلا في سوق الناصرة هناك ما يسمى أملاك غائبين، حيث ستوكل مهام ادارة هذه الأملاك لشركة تطوير عكا، التي بدورها ساهمت في بيع أملاك الغائبين في عكا ونقل ملكيتها وإدخال مستثمرين يهود الى داخل البلدة القديمة، حتى وصلوا في بلدية عكا الى نتيجة ان هذه الشركة استولت على جميع الاعمال، ليست فقط الاثرية، وانما حتى البنى التحتية في البلدة القديمة تعتبر من مسؤولياتها، لذا من الممكن ان تحول جزء من صلاحيات البلدية في الناصرة للشركة أيضا، وهو امر خطير جدا ويجب ان يكون موقف واضح للبلدية بصدده.

تعقيب البلدية!!


وفي توجه لـ"بكرا" لرئيس بلدية الناصرة، علي سلام، اشار لـ "بكرا" أنّ هذا الموضوع لا يستحق الرد عليه، غير نافيًا أو مؤكدًا ما جاء من إدعاءات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]