طوّر باحثون من جامعة تل أبيب أسلوبًا جديدًا لعلاج مرض " الزهايمر"، وذلك بابتكار طريقة مستحدثة لإصلاح الخلل الحاصل في الوحدة الوراثية ( الجينة) المسببة لهذا المرض- مع الإشارة إلى أن فئران المختبر التي الباحثون الإسرائيليون التجارب عليها- قد شفيت من المرض!

وركز الباحثون على الوحدة الوراثية المسمّاة ApoE، التي يظهر شكلها المنقوص ( الموبوء) المسمى ApoE4 لدى 60% من مرض " الزهايمر". وعن ذلك قال البروفيسور داني ميخائيلسون، وهو أحد المشرفين الرئيسيين على البحث- أن العلماء اكتشفوا قبل عشرين عامًا أن حوالي ثلثي مرضى " الزهايمر" يحملون الوحدة الوراثية السقيمة ( المرضية) من فئة ApoE4، لكن حتى اليوم لم يجر أي بحث عميق حول نشاط وتأثيرات الوحدة الوراثية المذكورة.

وأضاف البروفيسور ميخائيلسون، أن الباحثين هيّأوا في السنوات الأخيرة مجموعة من فئران التجارب، تحمل جينات من فئة ApoE4 الموبوءة، بحيث تصرّفت وبدت هذه الفئران تمامًا مثل المرضى المصابين بالزهايمر، وظهرت لديها الأعراض المميزة للمرض، مثل الخلل والنقص والتخلف في قدرة الذاكرة وفي القدرة على التعلّم، وكذلك في خلايا أعصاب المخ وفي أنسجتها.

شفاء الفئران

واكتشف الباحثون الإسرائيليون أن البروتين الذي تنتجه جينات ApoE4 مرتبط بكمية قليلة من الدهنيات، مقارنة بالبروتين الذي تنتجه الفئة السليمة من الجينات المسماه ApoE3.

وعن ذلك قال البروفيسور ميخائيلسون: لم نكن قبل إجراء البحث نعرف معنى الفرق بين هاتين الفئتين من الجينات في كل ما يتعلق بمرض الزهايمر، لكننا بحثنا عن طريقة لزيادة كمية الدهنيات التي لا علاقة بالبروتين الموبوء، لكي يصبح شبيهًا بالبروتين السيلم، وقررنا التركيز على ما يمكن أن أصفه بالصمغ أو الدّبق الكفيل بتلصيق أو ربط جزيئيات ( موليكولات) الدهنيات بجزيئيات البروتين، وهي منظومة تسمّى ABCA1، من أجل زيادة نجاعتها"- كما قال، مشيرًا إلى أن شركة " ارتيري" الأمريكية قد اكتشفت مادة قادرة على تحسين عمل وتأثير ذلك " الدّبق" أو " الصمغ".

وخلُص البروفيسور ميخائيلسون إلى القول أن الباحثين قد قاموا بحقن الفئران المريضة بالمادة " الرابطة"، وفعلاً تغلغلت هذه المادة إلى المخ، وتبيّن بعد فترة أن الفئران قد تعافت وشفيت من كل الاختلالات التي عانت منها، أي أنها تعافت من مرض الزهايمر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]