يأتي سرطان الثدي، في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم، ويعتبر من مسببات الوفاة الاكثر شيوعا لدى النساء في البلاد. سرطان الثدي هو أحد أهم الاورام الخبيثة الشائعة، ويتشكل نتيجة لنمو غير طبيعي لخلايا الثدي . بناءً على ذلك تقوم جمعية الجليل الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية بإطلاق حملة توعوية لمكافحة سرطان الثدي من خلال التشخيص المبكر للمرض والوعي والانتباه لأعراض وعلامات سرطان الثدي المبكرة والتي من الممكن أن تنقذ حياتك . فحين يتم الكشف عن المرض في مراحله الأولى المبكرة، تكون تشكيلة العلاجات المتاحة أوسع وأكثر تنوعًا، كما تكون فرص الشفاء التام كبيرة جدًا .

تشتمل أعراض المرض، على ظهور كتلة في الثدي أو تحت الإبط، تغير في شكل أو حجم الثدي، انتفاخ في الغدد الليمفاوية تحت الابط، فضلا عن تغير في لونه أو حرارته، مع حكة وتقشر في الحلمة، إلى جانب ظهور تجعدات في الثدي، إضافة إلى ظهور إفرازات غير طبيعية من الحلمة، وتغير اتجاه الحلمة أو انقلاب الحلمة إلى الداخل.

شهدت الأعوام الأخيرة، تقدما ملحوظا لدى وعي السيدات بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي؛ بسبب الحملات المستمرة التي تقودها العديد من جمعيات المجتمع المدني ولكن بالرغم من ذلك هنالك الكثير من البلدات والنساء العربيات اللواتي لا يعلمن أي شيء عن الموضوع، لذلك من المهم التشديد على أهمية الوعي لعلامات سرطان الثدي لإتاحة الفرصة للشفاء من المرض في حال اكتشافه المبكر.

فيما يلي عرض لقصة سيدة، صارعت المرض خلال مرحلتين ولكنها شفيت منه وتعيش الآن بين أحضان العائلة ودفء الأهل؛ لتنقل معاناتها مع المرض وتجاوزها له. ( أم محمد – الاسم محفوظ لدينا ) صارعت مرض السرطان في عام 2005 وشفيت منه بعد علاج متواصل دام مدة عام كامل من المعاناة والاعياء، تحدثنا عن اكتشافها للمرض للمرة الاولى ومراحل العلاج المختلفة التي مرت بها :

متى تم اكتشاف المرض ؟ ولماذا تم الفحص، هل كانت هنالك عوارض مسبقة لذلك مما استدعاكِ للفحص ؟

" لقد تم اكتشاف المرض في المرة الاولى عام 2005 بعد ظهور كتلة اعلى الثدي وظهور تغييرات على هذه الكتلة بحجمها ولونها وتشققها . مضيفة : " ظهرت قبل أكثر من خمس سنوات قُبيل اكتشاف المرض كتلة صغيرة اعلى الثدي. في البداية لم اهتم بالموضوع كونها لم تؤلمني ولم يتغير شكلها او حجمها ولكني بعد مدة قررت مراجعة طبيب العائلة حول الموضوع فاخبرني بأنها كتلة دهنية يمكننا ازالتها ولكنها ستعود ففضلت عدم ازالتها لعدم شعوري بالألم او الضرر. ولكن ما حصل بعد مرور خمس سنوات على ظهور هذه الكتلة، هو كبر حجمها، تغير لونها الى اللون الاحمر الممزوج بالأزرق وتشققها كما انها باتت فعلا تؤلمني و تضايقني فقررت الفحص ". مسهبة : " بعد عدة فحوصات مختلفة أبرزها أخذ عينة من هذه الكتلة تم تشخيص بأن هذه الكتلة عبارة عن كتلة سرطانية سكنت داخلي منذ خمس سنوات وهنا كانت المفاجأة، دون دراية مني أو احساس بذلك، فكان لابد من فحوصات اخرى مختلفة للتأكد بأن هذه الخلايا غير موجودة في مناطق اخرى او منتشرة في الجسم. من ثم وبعد التأكد بأنها كانت خلايا سرطانية حميدة بدأنا بالعلاج . "

هل كانت لديك معلومات مسبقة عن المرض ؟ هل كان وراثيًا ؟

" كانت لدي بعض المعلومات عن هذا المرض كون اثنتين من صديقاتي المقربات جدا مرضتا به ، فقد واكبتهن في مراحله المختلفة من اكتشاف المرض حتى العلاج وحتى ايامهن الاخيرة .. للأسف ! " مضيفة: " صديقتي الاولى عانت فترة طويلة من المرض وتقريبا امضت نصف عمرها في العلاجات المختلفة التي لم تأتي بشيء كون المرض كان في مراحله المتقدمة جدا حتى وافتها المنية، وكان ذلك بمثابة صدمة بالنسبة لي خاصة بأنني بعدها بفترة قصيرة علمت بمرض صديقتي الثانية والتي اكتشفت المرض في مراحل متقدمة ايضا فاضطرت لإجراء عملية لاستئصال الثدي ، الا انها بعد ذلك لم تستمر في الفحوصات المطلوبة فعاد اليها المرض من جديد في مراحل اصعب حتى استسلمت للموت ! "

ما هي المراحل الاساسية للعلاج وكيف كانت بالنسبة لك ؟

" بعد موت صديقتاي كنت مصرة بأن أهزم المرض، وحده الايمان والصبر ومساندة العائلة من ساعداني في تخطي مرحلة علاج طويلة صعبة وشاقة . في البداية تلقيت العلاج الكيميائي لمدة ثلاثة لستة اشهر لتصغير من حجم الدرنة ومن ثم استئصالها من خلال عملية جراحية استمرت لعدة ساعات وقد فشلت لاكتشاف الاطباء، اثناء العملية الجراحية وجود خلايا سرطانية اخرى في قنوات الحليب وتحت الابط، فتقرر اجراء عملية جراحية اخرى لاستئصال باقي الخلايا السرطانية وحتى السليمة تجنبًا لانتقال المرض اليها. بعد ذلك تلقيت ثلاثة وجبات كيميائية اخرى ومن ثم العلاج الاشعاعي . تضيف : " بعد ذلك تقرر اعطائي دواء شهري يمنع ظهور العادة الشهرية لاعتقادهم بأنها كانت بمثابة محفز في تغير الهرمونات او ارتفاعها والتي من الممكن ان تتسبب في عودة المرض ".

ماذا عن العائلة ؟ كيف كانت نظرتهم للموضوع ؟

" تلقي الخبر كان صعبا جدًا وكان بمثابة الصاعقة على افراد عائلتي ولكننا والحمد لله استطعنا تخطي ذلك بالصبر والايمان والمحبة التي جمعتنا دوما التعاون والمساندة من قبل زوجي واولادي كان يمنحني القوة دائما بعد رب العالمين .. لا استطيع ان انكر صعوبة ذلك ولكنه كان كما الاختبار لكل المفاهيم الاسرية والعائلية والايمانية وقد استطعنا تخطيها .. الحمد لله "

هل استمريتِ في الفحوصات ما بعد الشفاء ؟

"طبعا ، في البداية كنت اقوم بإجراء الفحوصات شهريا ومن ثم كل ثلاثة اشهر وبعدها كل ستة اشهر حتى اكتشفت بعد مرور 8 سنوات من شفائي بعودة المرض من جديد وهذه المرة كان في الثدي الا انني والحمد لله اكتشفته في مراحله الاولى لمواكبتي للفحوصات مما ساهم من تسهيل مراحل العلاج وحتى طريقة العلاج ". مضيفة :" تم استئصال الثدي في المرحلة الاولى وبعدها تقرر اعطائي دواء شهري بما يسمى العلاج البيولوجي ولم احتج للعلاج الكيميائي "

ماذا تودين ان تقولي كنصائح للنساء فيما يخص مرض سرطان الثدي ؟

" أود أن أنصح كافة النساء واشدد على اهمية اجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي خاصة لكون نسبة الشفاء منه تعادل الـ 95%، مما يخفف من صعوبة العلاج ومراحله فمن تجربتي كانت المرة الاولى اصعب بكثير فيما يتعلق بالعلاج والثانية كانت اسهل لاكتشافه مبكرا . من عانى ويعاني من هذا المرض يعي جيدًا صعوبة العلاج خاصة الكيميائي لما يترتب عليه من عوارض تبدأ في الدوار الاعياء الشديد الاستفراغ والغثيان سقوط الشعر وغيرها لذلك اتوجه لكل النساء بأن تحافظ على صحتها وعدم الاستهانة بها فبدون صحتك لن تستطيعي ان تنجزي مهامك الاسرية والعائلية والمهنية فانت اساس ومنبع هذا البيت والمجتمع " .

#تنسيش_افحصي

#حملة_مكافحة_سرطان_الثدي 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]