يشارك الالاف من ابناء شعبنا الفلسطيني في مسيرة العودة التي تقام تزامنا مع ذكرى استقلال دولة اسرائيل يوم غد الثلاثاء.

تقام مسيرة العودة تقليدا سنوّيا في كل عام بيوم الذكرى، تأكيدا على ان " استقلالهم هو نكبتنا" وأنّ " لا عودة عن حقّ العودة".

وبهذا تحثّ لجنة المتابعة، الأحزاب، جمعية المهجّرين، الناس على واسع مشاركة بهذه المسيرة تأكيدا على "التشبّت بالوطن".

وتقام مسيرة العودة في هذا العام، يوم الثلاثاء المقبل الذي يصادف الثاني من شهر أيار على أنقاض الكابري المهجّرة.

 مراسلنا مراسلنا عدد من الشخصيات حول مدى أهمية المشاركة بمسيرة العودة في يوم الاستقلال فماذا قالوا؟

واجب وطني

سكرتير جبهة ام الفحم - قال بحديثه مع موقع بُكرا:"مشاركتنا في مسيرة العودة هو واجب وطني وانساني من الدرجة الاولى لانتمائنا وهويتنا الفلسطينية ، بمثل هذه المشاركة نحن نحافظ على الذاكرة الجمعية لشعبنا وتاريخنا . وبهذه المشاركة نتذكر ان في هذه القرى المهجرة كان هنا شعب ، كانت هنا حياة كاملة ومتكاملة ، كانت هنا مدارس وجوامع وكنائس ومن حق شعبنا ان يعود الى وطنه والى قراهم وبيوتهم ".

واضاف:"في هذا اليوم نقول لحكومة اسرائيل ولمواطنيها اليهود ان هذه الدولة قامت على أنقاض شعب اخر وان يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا ويوم دمار للوجود الفلسطيني . وايضاً بهذا اليوم ننقل رسالة الى كل العالم ان هناك شعب فلسطيني ما زال مهجر ومشرد في الشتات وان عليهم ان يضغطوا على اسرائيل بالاعتراف بما اقترفوها بجريمة إنسانية ضد شعبنا".

واختتم كلامه قائلا:"وعلى كل إنسان فلسطيني في هذه الديار المشاركة في مسيرة العودة من اجل التمسك بهذا الحق الإنساني الأساسي وهو حق العودة لكل المهجرين الى وطنهم وقراهم".

مستمرة

عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي - عمَّار ابو قنديل، قال بحديثه مع موقع بُكرا:"تتزامن مسيرة العودة من كل عام مع ذكرى النكبة الفلسطينية ونحييها هذا العام للمرة العشرون في قرية الكابري المهجرة قضاء عكا. في ذكرى النكبة وما تحملها من مآسي القتل، التهجير، السلب، النهب، الاغتصاب والإبادة الجماعية، لا نندب ولا نبكي إنّما نؤكّد على حقّ شعبنا في الأرض واننا أصحاب الأرض الأصليين وعلى حقّ اللاجئين بالعودة، رافعين صوتنا عاليًا في وجه المحتل الصهيوني".

واضاف:" نعم النكبة هي ذكرى لكنّها لم تتوقّف هناك في عام ٤٨ إنّما مستمرّة حتّى يومنا هذا في النقب، دهمش، قلنسوة وكفركنّا وكل أنحاء البلاد، نحن نشهد يوميًا الهدم والاقتلاع ومصادرة الأراضي والقتل بدم بارد على خلفية قومية، نتابع تواطئ الشرطة وتكالبها على شبابنا من خلال القمع والملاحقة، إنّ النكبة مستمرّة ولن تتوقّف ما دام هناك احتلال ولن تتوقّف إلا بانتهائه".

وزاد:"تحولت ذكرى النكبة والأكثر دقّة إحياؤها من خلال المسيرة إلى جزء من سيرورة الوعي الجماعي للعرب في الداخل، وتأتي تأكيدًا على حقّ الشعب الفلسطيني الثابت للعودة إلى قراه ومدنه الّتي سلبها الاحتلال وتأكيدًا على انخراط النكبة في وعي الفرد الفلسطيني مهما مارس الاحتلال من محاولات التشويه للحقائق والوقائع التاريخية".

وتابع:"مسيرة العودة هي مسيرة جامعة لكل الأطياف من كل البلدات والقرى الفلسطينية، تضمُّ كل الحركات والأحزاب الفاعلة في الداخل مجمع عليها وطنيًا.نرى أهمية كبرى في المشاركة الواسعة للجماهير العربية الفلسطينية في هذه المسيرة وجعل هذه المناسبة حدث جلل لتكون الرسالة أقوى وذات صدى أقوى ووقع أكبر على مسامع المُحتل ونظامه الكولنيالي حيث تسعى المؤسّسة الصهيونية من خلال مخطّطات ممنهجة إلى طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية وتحييد رواية النكبة وحقيقة تفاصيلها وتأتي هذه المسيرة كمخطّط مناهض لهذه المحاولات".

وعن المسيرة، يقول:" إنّ المسيرة هي جزء من مسيرة التحرّر الوطني والسعى الى الانعتاق من الكولنيالية والعنصرية فهي تظهر التمسّك الشعبي الواسع لهذا الحقّ وهو الخندق الأصعب بالنسبة للإحتلال.تزداد أهمية المشاركة في المسيرة لهذا العام بسبب تزامنها مع حدث مركزي مفصلي لوجودنا، وهي معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها اسرانا البواسل في سجون الاحتلال، مطالبين بأسمى المطالب الإنسانية، معركة مليئة بالعزة والعنفوان والإصرار مقابل الإحباط واليأس الذي نعيشه، تزامن هذين الحدثين يؤكد ان قضايانا متشابكة ومترابطة فلا يمكن الحديث عن العودة من دون الحديث عن الأسرى، وهم الذين ضحوا بحياتهم من أجل ان نحيا".

وانهى كلامه قائلا:" ادّعى " بن چوريون " أحد مؤسّسي الكيان الصهيوني "أنّ الكبار يموتون والصغار ينسون" وها هي تأتي مسيرة العودة كل عام بجموع وأعداد هائلة مبدّدةً أوهام المُحتل ومبعثرة كل مراهانته على وعي الشباب والشابات وعمق درايتهم للرواية التاريخية وحقوقهم الجماعية وتمسكهم بالثوابت الوطنية وهذه فرصة حقيقية لأبناء الشعب الفلسطيني بشبابه وبشاباته، أطفاله وشيوخه، بعمّاله وطلابه لتعزيز وتقوية هذه القيم والرسائل من خلال المشاركة بالمسيرة مؤكّدين فيها على حقّنا بالأرض ومذكّرين القيادات الصهيونية أنّنا لن ننسى ولن نغفر ما دام الاحتلال قائم.اللاجئين ملح هذة الأرض وعودتهم دينٌ علينا.لذلك كلّنا سنحمل رسالة قوية وسنقولها عند السلطان الجائر مفادها " لا عودة عن حق العودة ".

المشاركة واجب

الناشط الشبابي نضال عنتر، قال بحديثه مع موقع بُكرا:"مسيرة العودة هي من اهم النشاطات الوطنية التي تحييها جماهيرنا العربية في الداخل المحتل من حيث انها هي ذاكرة جماهيرنا ومستقبل لابنائنا لكي يعرفوا كيف هدمت بلادنا وهجر اهلها واننا اصحاب حق في هذه الارض ونحن شعب لن ينسى ولن يغفر عن ما عملت العصابات الصهيونية في فلسطين عام 1948".

وأردف:" يتوجب علينا المشاركة والحث على المشاركة في مسيرة العودة لانها ذاكرة شعبنا".

وزاد:"نعم ادعو واشدد على المشاركة وخاصة في الجيل الشاب حيث اغلبنا لا نعرف البلدان المهجرة ولا نعرف عنها اي معلومة ايضا ، ان احياء هذه المناسبة هو شيء مهم جدا يرسخ فينا حب الارض ويشدد على عودة اللاجئين الى ارضهم".

واختتم كلامه قائلا:"يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا اذا لم نحيي هذا اليوم في اسقلالهم سنوهّمهم اننا نسينا حق العودة ولكننا لن ننسى وحق العودة هو حق مقدس".

ترسيخ الهوية 

الناشطة هبة حسين غنّوم، قالت بحديثها مع موقع بُكرا:" مسيرة العودة هي مسيرة مهمة للاقلية العربية في دولة احتلال، هذه المسيرة تثبت بأنه بالرغم من كوننا اقلية فلسطينية عربية إذ انها تتمتع بحقوق مهمة مثل المساواة والديموقراطية إلا انه عكس ذلك تماما! فهذه الدولة لا تتمتع بالديموقراطية ولا بالمساواة وان المواطنين العرب ما زالو يعانون من اضطهاد كبير في هذه الدولة ومنها هدم البيوت والعنصرية والمعاملة القاسية للاسرى".

واضافت:"كوننا اقلية عربية علينا الخروج لهذه المسيرة لترسيخ هويتنا وثقافتنا وعرقنا فنحن كنا الاصل وحتى الان الاصل وسنبقى الاصل،فرغم الاضطهاد ورغم العنصرية سنصمد امام هذا الاحتلال لانه حتما سيزول".

واختتمت كلامها قائلة:"في النهاية، هذه المسيرة تثبت وتطالب بحق العودة الذي حرم منه العديد من الذين هجروا من بيوتهم اجبارا عنهم، فهم ما زالو يحملون مفتاح بيتهم آملين العودة قريبا،حق العودة هو من اهم الحقوق الذي يجب العمل عليه كون اسرائيل تعتبر "ديموقراطية". استقلالهم نكبتنا نكبتنا نكبتنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]