كشف مراسل "بُكرا" النقاب عن ان اسير فلسطيني يقبع في سجن النقب، جنوبيّ البلاد قد اوقف إضرابه عن الطعام بضغوطات من قادة الاضراب هناك.
يأتي ذلك عقب نوبة ألمّت بالأسير وأدّت الى دخوله بغيبوبة وعليه، اتَّخَذ قرار بالإجماع هناك على ان " يوقف هذا الأسير إضرابه عن الطعام تجنّبا لاستشهاده".
ويشير مراسل "بُكرا" الى ان عشرات الاسرى أحيلوا الى مستشفى سجن الرملة، بعدما تدهورت حالتهم الصحيّة وبات من المؤكد ان خطر الموت يتهدّد حياتهم. وعلم انه تم نقل بعض الاسرى الى مشفى برزريلاي بسبب خطورة وضعهم الصحي.
ويدخل اضراب الاسرى، اليوم الخميس، يومه الثامن عشر وسط تهديد كتائب القسّام لإسرائيل بان " الردّ سيكون شنيع في حال لم تستجب اسرائيل لمطالب الاسرى".
وعلى صعيد التضامن مع اضرب الاسرى، كان من المقرر ان تشهد بلدة عرعرة بالداخل الفلسطيني، يوم غضب نصرة للاسرى القابعين في السجون، الّا انه وبسبب حالة وفاة حصلت هناك، تم ارجاء اليوم حتى إشعار اخر.

معاناة للاسرى

سكرتير الرابطة العربية للاسرى المحررين - ايمن حاج يحيى، قال بحديثه مع موقع بكرا:" اولا الاسير لم يوقف اضرابه بل ايقاف اضرابه من قبل رفاقه لانه كان يعاني اثار جلطة وهذا قبل عدة ايام، عدد من الاسرى نقل الى مشفى برزيلاي ولا تتوفر لدينا تفاصيل عن وضعهم وتم تحويل قسم 25 من سجن النقب الى مستشفى ميداني تأهبا لاستقبال عشرات الاسرى الذين دخلوا في حالة خطرة في محاولة لمنع تدفّقهم الى المستشفيات وخاصة ان العديد من الاسرى دخلوا بحالة خطرة والبعض منهم أغمي عليه".
وانهى كلامه قائلا:" تم نقل كل اسرى عسقلان الى سجون اخرى، الأسير كريم يونس نقل من سجن الچلبواع الى سجن الجلمة، المضربين في سجن بئر السبع نقلوا الى سجن اخر وحركة التنقّلات مستمرّة".

محاربة من اجل الموتى

المحامية اماني ابراهيم قالت بحديثها مع موقع بُكرا:"طبيعي جدا ومتوقع ان تزداد صحة الاسرى المضربين عن الطعام سوءا مع مرور أيام الاضراب الطويلة ، 18 يوم كفيلات بالتسبب بالكثير من الاضرار الصحية والجسدية إضافة أن الاسرى يخوضون معركة أمام مصلحة السجون يدركون تماما انها قد تؤدي بحياة البعض واستشهادهم وفي تاريخ الاضرابات من سنوات ال 60 حتى اليوم هنالك أكثر من 200 أسير شهيد قد استشهدوا خلال اضرابهم".
وتابعت:"بالنسبة للاسير الذي تعرض لنوبة قلبية وقد حثه الاسرى على وقف إضرابه فهذا يبين ان الاسرى هم محاربي نور ومنشدي حرية ولا يحاربون لاجل الموت بل على العكس تماما هم يخوضون هذه المعركة كاضراب جماعي ذو مطالب جماعية أحد جوانبها هم موضوع الاهمال الطبي وعدم تلقي العلاج والذي يسعون لوضع حد له فالعديد من الاسرى المرضى داعمين لرفاقهم وجزء ممن نادى وحرك هذا الاضراب الا أنه لا يشترك بالاضراب بسبب وضعه الصحي وهذا شرعي جدا، وهذا ما يجعل موضوع الالتفاف الشعبي والسياسي والعمل القانوني المرافق ضروري جدا لينتصر الاسرى في معركتهم".

انتهاكات

وزادت:"الاوضاع الصحية للاسرى المضربين عن الطعام ستزداد سوءا خصوصا انه طوال كل هذه الفترة تم ممارسة انتهاكات عديدة تبدأ بانتهاك حق زيارة محامي الذي يستطيع من خلال زيارته أن يفحص وضع الاسير وحالته الصحية وممارسات مصلحة السجون من انتهاك لحقه في العلاج وكونه يتابع حالته الصحية أم لا ومتابعة الاجراءات القانونية اللازمة على سبيل المثال لادخال طبيب او نقل للعلاج ..الخ ؛ إضافة لتوثيق الانتهاكات الاخرى وما فيه من ضرر على صحة الاسير مثل الاقتحامات والضرب بعصا الكهرباء والمنع من الفورة والخروج للضوء والشمس ورش الغاز وغيرها من الممارسات التي تمارس لثنيه عن الاضراب و تنتهك حق الاسير وتلحق به الضرر الصحي والنفسي".

واختتمت كلامها قائلة:"اما بالنسبة لتصريح وزارة الصحة فاعتقد انه بعد قرار التماس البارحة الذي بت فيه غير شرعية وقانونية منع لقاء الاسير المضرب مع محاميه والزام مصلحة السجون على اتمام الزيارات للمحامين لما ستحمله هذه الزيارات التي ستكون بالايام القريبة من انتهاكات واضرار صحية لحقت بالاسير مما يستوجب علاجه ، كما انها رسالة ضغط موجهه ضد الاضراب من خلال تصريح حكومي رسمي يوجه رسالة ان من ستضرر صحته سنعالجه دون تحقيق المطالب وهذا ممارسة جديدة لهذه الحكومة فيها انتهاك صارخ لحق الاسير بالاضراب والمطالبة بحقوقه الانسانية المحقة وفقا للقانون الاسرائيلي والدولي ومواثيق حقوق الانسان الدولية".

الناطق بلسان وزارة الصحة قال بحديثه مع موقع بُكرا:" وزارة الصحة تستعد لإعطاء العلاج الملائم للاسرى المضربين عن الطعام بدون المسّ بالنظام اليومي في المستشفيات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]