وضع خادم الحرمين الشريفين وضيفه الكبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيديهما على مجسم للكرة الأرضية؛ فأضاءت جنبات مركز مكافحة التطرف “اعتدال” إيذانًا ببدء تشغيله في العاصمة السعودية الرياض، وإعلانًا لبدء مرحلة جديدة من العمل الجاد لمكافحة الإرهاب من جذوره في مختلف دول العالم، ووقف انتشار الأفكار المتطرفة، وتعزيز ثقافة التسامح بين الشعوب.

عدو العالم المشترك

ويأتي إنشاء هذا المركز بوصفه ثمرة للتعاون الدولي في مواجهة الفكر المتطرف المؤدي للإرهاب، العدو الأول المشترك للعالم. وقد قامت على تأسيسه عدد من الدول، واختارت الرياض مقرًّا له؛ ليكون مرجعًا رئيسًا في مكافحة الفكر المتطرف، من خلال رصده وتحليله؛ للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات لنشر وتعزيز ثقافة الاعتدال.

استقلالية المركز

وجاء اختيار ممثلي مجلس الإدارة المكون من (12) عضوًا من الدول والمنظمات ليعكس استقلالية أداء المركز، الذي يتميــز بنظــام حوكمــة، يطبق أفضل الممارســات الدولية في إدارة المنظمات العالمية الكبرى، بما يتيــح الحيادية والمرونة والكفاءة والشفافية لتأدية مهام المركز، وتحقيـق أهدافه.

آلية العمل

يقوم المركز على ركائز أساسية ثلاث، هي: مكافحة التطرف بأحدث الطرق والوسائل فكريًّا وإعلاميًّا ورقميًّا. وقد طور المركز تقنيات مبتكرة، يمكنها رصد ومعالجة وتحليل الخطاب المتطرف بدقة عالية.. وجميع مراحل معالجة البيانات وتحليلها يتم بشكل سريع، لا تتجاوز 6 ثوان فقط من لحظة توافر البيانات أو التعليقات على الإنترنت، بما يتيح مستويات غير مسبوقة في مكافحة الأنشطة المتطرفة في الفضاء الرقمي.
ويعمل المركز على تفنيد خطاب الإقصاء، وترسيخ مفاهيم الاعتدال، وتقبُّل الآخر، وصناعة محتوى إعلامي يتصدى لمحتوى الفكر المتطرف بهدف مواجهته، وكشف دعايته الترويجية.

لغات المتطرفين

ويضم المركز عددًا من الخبراء الدوليين المتخصصين والبارزين في مجال مكافحة الخطاب الإعلامي المتطرف على وسائل الإعلام كافة (التقليدية والفضاء الإلكتروني). ويعمل المركز بمختلف اللغات واللهجات الأكثر استخدامًا لدى المتطرفين، كما يجري تطوير نماذج تحليلية متقدمة؛ لتحديد مواقع منصات الإعلام الرقمي، وتسليط الضوء على البؤر المتطرفة، والمصادر السرية الخاصة بأنشطة الاستقطاب والتجنيد.

توحيد الصف

أهمية إنشاء المركز تتشكل بأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها دول العالم صفًّا واحدًا بشكل جاد لمواجهة خطر التطرف؛ لما يشكله من تهديد للمجتمعات وتعريضها للخطر؛ وبالآتي فإن الأفضل أن تحارب الدول المعتدلة معًا في سبيل أن تنتصر، وتحمي الناس من خطر التطرف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]