تكثر خلال شهر رمضان مظاهر البذخ والتبذير الغير مبرر والتي نشهدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عرض صور لكميات هائلة من الطعام والحلويات يتم استهلاكها مما يسبب للعائلات العربية ضائقة مادية في نهاية الشهر خاصة في السنوات الأخيرة حيث يرافق الشهر الكريم الأعياد والعطلة الصيفية والاعراس والتحضير للعام الجديد.

المستشارة الاقتصادية نادين ارملي توجهت عبر "بكرا" للعائلات ببعض الارشادات والنصائح للمحافظة على نظام اقتصادي سليم ومعتدل حيث قالت: الإشكاليات الاقتصادية التي يواجهها المجتمع في شهر رمضان الكريم هي متعددة، منها عادات اجتماعية تبنيناها ليس لها علاقة بشهر رمضان او بهذه الفترة ولكنها تشبه طريقة ونهج الحياة الأمريكي وليست غربية لان الغرب يعيش بطريقة مختلفة، أساليب من خلالها نقوم بتبذير النقود اكثر من ادخارها، حيث انعدمت طريقة التوفير الصحيحة خلال حياتنا اليومية بالإضافة الى الضغط الاجتماعي الذي يفرض علينا ان نظهر بمستوى معيشة اعلى من الموجود او المتوفر لدينا، يظهر ذلك من خلال مناسباتنا المختلفة في الاعراس واعياد الميلاد وفي شهر رمضان الامر يكون واضح جدا، حيث ان احد الأمور التي تزعزع اقتصاد العائلة في رمضان هو شراء مواد غذائية بكميات كبيرة لا يتلائم مع احتياجات العائلة او استهلاكها للطعام، يتم شراء كمية اكثر من المطلوب، علما ان المعظم وقت الإفطار لا يأكل كثيرا، ومع ذلك نجد ان طاولات الإفطار تكون مليئة بأنواع مأكولات مكلفة الى حد بعيد مثل الوجبات الرئيسية، بالإضافة الى ازدياد العزائم حيث ان نهج المشاركة والتعاون في العزائم غير متعارف عليه في مجتمعنا مما يسبب عبئ كبير على العائلة التي تقوم بالعزومة، المشاركة هي امر جيد وتوفر اقتصاديا على العائلات.

نقوم في الشهر الكريم بتبذير كمية هائلة من النقود مما يسبب ضائقة مالية صعبة

وتابعت: هناك مسؤولية تقع أيضا على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وغيرها لان الناس بدأت بتصوير كميات الطعام يوميا في رمضان ونشرها على الفيسبوك بهدف المنافسة والمبارزة التي تعكس البذخ والصرف غير المبرر وليس له أي علاقة بشهر رمضان وأهدافه، حيث من المفترض ان يصوم الشخص بهدف تنظيف جسمه من الرغبات الدنيوية وان يمنع نفسه من هذه الأمور حتى نعتاد على التواضع والامتناع من البذخ وغيرها من الأمور الغير محببة بينما ما يحصل هو العكس تماما حيث نقوم في الشهر الكريم بتبذير كمية هائلة من النقود على كميات اطعمة لا نقوم باستهلاكها وانما الهدف هو التفاخر ليس اكثر، مما يسبب ضائقة مالية صعبة جدا للعائلة العربية.

ونوهت قائلة: في السنوات الأخيرة يزورنا رمضان في أوقات صعبة جدا، حيث يرافقه العيد والعطلة الصيفية السفر والاعراس وغيرها من أمور الى جانب التجهيز والتحضير لاستقبال العام الجديد، بشكل عام لا يوجد لدينا تخطيط مادي لكل العام او نظرة مالية سنوية، ننظر الى الأمور بشكل سطحي، لا نخطط للمستقبل ونقوم بالتبذير، كل المناسبات التي يشملها الصيف بالإضافة الى انعدام التخطيط الصحيح تؤدي الى ضائقة مالية تعمل العائلة كل العام على التخلص منها وتسديد الديون.

وقدمت نصائحها وتوجيهاتها عبر "بكرا" قائلة: انصح العائلات في رمضان ان تخطط لوجباتها قبل أسبوع بشكل مدروس وان اشتري كميات طعام بحسب الوجبات دون تبذير، الى جانب المشاركة والتعاون في تحضير الوجبات خاصة في العزائم، كما يجب على العائلة التخطيط لشهر رمضان قبل عام، وان تقوم بتوفير مبلغ جانبي لرمضان القادم الى جانب عدم نشر صور وجبات وطعام عبر الشبكات الاجتماعية حتى لا نفرض على الاخر ان يتعامل بنفس الطريقة حتى وان كان مستواه الاقتصادي لا يسمح له بالبذخ وشراء الأطعمة بكميات هائلة مما يدخله في أزمة مضاعفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]