- "القاسم المشترك الاكبر بين الامراء الشباب في الخليج هو التنافُس على اكتساب الرضى الاميركي".
فتيحة دازي هني ( مساعد مدير مركز دراسات وزارة الدفاع الفرنسية سابقاً)، في كتابها " المونارشيات العربية في الخليج" الذي صدر بالفرنسية، عام 2003.

- صورة الشيخ محمّد بن زايد وهو يزيح الشيخ تميم آل ثاني من على يمين دونالد ترامب ، ليحتل مكانه في الصورة التذكارية بعد قمّة الرياض الأخيرة.

- فيديو مقابلة لأوبرا وينفري مع دونالد ترامب قبل ثلاثين سنة ، يقول فيها: "إذا ترشّحت يوماً لرئاسة الولايات المتحدة فسآخذ أموال العرب".

- الحملة الإعلامية المتبادلة بين قطر والإمارات، بالاتّهام بالتعامل مع إسرائيل ومع إيران.

- الحملة الإعلامية المتبادلة بين السعودية وقطر بالاتّهام بدعم الإرهاب.
- تهديد الولايات المتحدة بانقلاب جديد في قطر. ثم تصريحها بأنها لن تتخلّى عن قطر.
- ردّ نيكستيل لارسون على سؤال حول موقفه في حال تلقّي اتصال من وزير الخارجية الإيراني بالقول : "سأتلقى الاتصال".

لو أردنا الاستمرار في استعراض العناوين التي تلخّص المشهد حول الخليج من جميع ضفافه، بل وفي العالم العربي بكليّته، لما احتاج قارىء عاقل إلى تحليل. لكأننا في عملية بحث تقدّم فيها قاعدة البيانات كل المعنى.

إطار قاعدة البيانات أكبر وأوسع، وهو نفسه يقوم على قاعدة أطلقها إيناسيو رامونيه عام 1990 في كتابه الشهير :"سادة العالم الجُدد": لم يعد السياسيون والدول سادة للعالم، بل أصبحت الشركات العولمية هي التي تضع، في موقع القرار واحداً من اثنين: إما الأشخاص الذين تتماهى فيهم السلطة السياسية مع السلطة الاقتصادية، وأما الأشخاص الذين يعرفون بذكاء وانصياع كيف يخدمون هذه الشركات التي تملك كل شيء بما فيه وسائل الإعلام. الأمثلة كثيرة. ولكننا- كي لا نشتّت- نحصرها بدونالد ترامب، فهو نموذج للنوع الأول ومستعد لأداء دور النوع الثاني. هو يشبه جورج بوش وديك تشيني ولكنه يختلف عنهما في أنه يسعى إلى الوصول إلى هدفه من دون حروب مباشرة على نمط حرب العراق.

في حملته الانتخابية صعّد حملته على السعودية، فاتقن الرقص بالسيف والعصا، بحيث رأيناه كيف كان ينظر بتعالٍ وعجرفة إلى من أدّوها في استقباله. ركب الجمل وقاد أول غزوة، بجنديين فقط، ميلانا وإيفانكا، وعاد بخمسمئة مليار دولار. هذه المليارات التي استكثرناها، ليست إلا ربع المبلغ المخطّط الحصول عليه من الخطّة التي وضعتها الشركات الأميركية العولمية، بعد عمل مضنٍ لأشهر، ومن ثم طلب من محمّد بن سلمان أن يوقّع عليها ويعلنها من على شاشته.

المبلغ لم يكتمل، والحرب الإعلامية السعودية -الإماراتية –القطرية، ليست إلا الفصل الثاني من الغزوة. فكما هوّل ترامب وفريقه ضدّ السعودية فأخذوا ما يريدون، هاهم يدفعون الأطراف الثلاثة إلى التهويل بعضها ضدّ بعض، فيما يظل التلويح بنقل القاعدة من العديد والسيلية إلى الإمارات، تهديداً لقطر وحلماً لأبو ظبي. وهو أمر لن يتحقّق في الحالين. لأن قطر ستنصاع وتدفع ما هو مطلوب منها وإلاّ فالأمر أبسط: مجرّد انقلاب.
خاصة وإن الإمارة الصغيرة قد تدحرجت من قمّة تصفير المشاكل إلى حضيض تصفير الحلفاء، بحيث لن تجد من يدافع عنها إلا الجزيرة. ولن تجد من يدرأ عنها تهمة الإرهاب وهي الحاضنة الشرعية للنصرة.

بعد أن تدفع قطر، وتتم المصالحة، بالعودة إلى بيت الطاعة السعودي، على يد أحد الزعماء الخليجيين الآخرين، سيأتي دور الإمارات – وهو فعلياً قد بدأ بالمبلغ "البسيط" الذي قدمته لإيفانكا "لتمكين المرأة العربية"!!!!!! غريب، لماذا لا تقوم بذلك أي من الشيخات أو زوجات الشيوخ؟.

ها هي التسريبات حول الإمارات وعلاقتها بإسرائيل قد بدأت من أميركا، فيما يبالغ الإعلام القطري في الحديث عن فلسطين والقدس كالزانية التي تغطي ذنبها بمظاهر التديّن. ومن جهة ثانية يتفنّن هذا الإعلام نفسه في كشف علاقات الإمارات التجارية بطهران.

إسرائيل وإيران ، واحدة يتسابقون لإرضائها والتقرّب منها علّها تشفع لهم لدى الأميركي، وواحدة يرسمونها بعبعاً علّ عداءهم لها يشفع لهم لدى الأميركي.

قصة البعبع لا نهاية لها. في البداية كانته إيران للعراق والخليج وذهبت مئات المليارات إلى الغرب ثمناً له. ثم جاء دخول الكويت، وكانت السفيرة الأميركية هي من شجّع صدّام على ذلك الدخول. فأصبح العراق هو البعبع وعقدت صفقات الأسلحة بالمليارات بين التسعين وال2003. ثم كان العراق، الصفقة الأكبر. انتهى العراق، فعدنا إلى البعبع الإيراني ويبدو أن الأمر تطوّر الآن بحيث تصبح كل دولة ومن ثم كل مشيخة أو إمارة بعبعاً للأخرى. وهكذا تقف الشركات وسياسيوها مصفّقين ساخرين وهم يشدّون بيمناهم رقاب الجميع وبيسراهم عقودهم. ( من دون أن ينسى أحد صراعات المركز والأطراف التي لا يتّسع المجال هنا لتناولها ونتركها لمقال آخر).

مسرحية لا بدّ من الانتهاء منها قبل أن ينتقل الدور إلى الساحة الإيرانية التي يتوقّع الأميركي أن ينهكها الحصار، وحاجتها الملحّة إلى إعادة الإعمار بعده، فتستجيب له بدورها وإن كان بأساليب أخرى، قد يكون منها تقاسم النفوذ في حل أزمات المنطقة، بثمن العقود التي أطلّت بشائرها على مع بوينغ. ويتهاتف محمّد جواد ظريف مع نيكستل لارسون.
المصدر: الميادين نت

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]