بدأ شهر رمضان الفضيل، ويواجه مرضى السكري بشكل خاص تحديات كثيرة في هذا الشهر الفضيل تتعلق أولا بقدرتهم من ناحية صحية على صوم الشهر المبارك لكن باتباع توجيهات الطبيب، والحفاظ على مستويات السكر السليمة في الدم خلال الصيام وبعد الإفطار. للحديث عن هذا الموضوع، التقينا د. توفيق زعبي من قرية سولم، وهو اختصاصي أمراض باطنية ومستشار أمراض السكري في منطقة الناصرة وضواحيها.

استهل د. توفيق زعبي حديثه وقال: "يجب أن يعرف مريض السكري أولا إن كان قادرا على الصيام ام لا، وان كان وضعه الصحي يسمح له ذلك، وهذا بعد استشارة الطبيب المعالج ووفق نتائج الفحوصات الاخيرة والوضع الصحي الحالي للمريض".

منع حدوث هبوط في نسبة السكر بالدم

وتابع د. توفيق زعبي حديثه: "يجب الاهتمام بمنع حدوث هبوط في نسبة السكر بالدم، ما يسمى بالهيبوغليكيميا، ويشار الى انه تم اجراء بحث في 11 دولة اسلامية على مرضى السكري الذين يصومون، ووجد البحث ان حوالي %60 من الصائمين المشاركين تعرضوا لهبوط في نسبة السكر بالدم، وهذه تعد نسبة كبيرة، ولمنع هذا العارض يجب التوجه للطبيب، حيث ان الهبوط يكون غالبا بسبب الأدوية التي يتناولها مرضى السكري، ولمنع حدوث الهبوط يجب استشارة طبيب العائلة بتخفيف كمية الدواء أو وفي بعض الأحيان يمكن تبديلها بنوع آخر من الأدوية التي لا تسبب هبوطا بمستوى السكر بالدم. كي يعرف المريض وضع السكر خلال الصيام عليه قياس تركيز السكر بالدم 3 مرات في اليوم، المرة الأولى بين الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، المرة الثانية بين الساعة الرابعة عصرا والسادسة مساءً، والمرة الثالثة بعد ساعتين من الإفطار.

على سبيل المثال، ان كان مستوى السكر في الدم خلال اليوم 60 ملغ أو دون ذلك يجب ايقاف الصيام بغض النظر عن الوقت المتبقي للإفطار، لان هذا الهبوط قد تزيد حدته وخطورته بشكل شديد ولا يجب الانتظار والمجازفة حتى وان بقيت ساعة او نصف ساعة لموعد الإفطار، ولا يجب ان يقول المريض بأنه قادر على متابعة الصيام. هبوط نسبة السكر في الدم قد تؤدي الى مضاعفات صعبة تصل الى حد الخضوع لتلقي العلاج في المستشفى، ويجب ان يمر الشهر الفضيل على الصائم بسلام وأمان".

وتابع بالقول: "من الأعراض الأخرى التي قد يواجهها مريض السكري، تتعلق بالجفاف، فمن اجل ابعاد او التقليل من خطر الاصابة بالجفاف يحبذ تناول السوائل خلال فترة الافطار حتى السحور، فبطبيعة الحال يسهر الكثير من الاشخاص حتى ساعات متأخرة ويجب استغلال هذه الفترة لتناول السوائل لتسهيل الصيام في اليوم التالي ومنع الجفاف. وان كان المريض ممن يتناولون حبوبا تنشط عملية التبوّل فمن المفضل استشارة الطبيب لأخذها او الاستغناء عنها في شهر رمضان. هنالك مرضى يمنع وقف هذه الأدوية لديهم وهنالك مرضى بامكانهم ايقافها، وهذا يخفف من احتمال الاصابة بالجفاف، ومرة أخرى أشدد ان ذلك يتم بعد استشارة ومراجعة الطبيب.

مجموعات الخطر 

اما عن المجموعات المصنفة في خطر، فقال د. توفيق زعبي: " هنالك فئة من مرضى السكري ممنوعين من صيام شهر رمضان منهم النساء الحوامل ممن يعانين من مرض السكري، المرضى الذين يعانون من هبوط في عضلة القلب وهبوط في وظائف الكلى يمنعون من الصيام أيضا، او الاشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الأول ويواجهون مضاعفات هبوط نسبة السكر بالدم دون ان يشعروا به، ويكتشفون ذلك صدفة بعد قياس نسبة السكر فيجدون مثلا ان مستوى السكر 50 ملي غرام مثلا وهذه تعد نسبة منخفضة جدا. كذلك المرضى الذين معدل السكر لديهم 300 فما فوق او لديهم السكر التراكمي 10 فما فوق، من المحبذ الا يصوموا".

بالنسبة للادوية المستخدمة في علاج مرضى السكري فقال د. توفيق زعبي: "تسعى شركات الادوية دائما لتطوير نفسها، كي لا تؤثر هذه الادوية على المرضى بشكل عام وخلال الصيام أيضا، على سبيل المثال توجد أدوية حديثة منها انسولين "توجييو" ومفعول هذه الحقنة من الانسولين يستمر حتى 34 ساعة، وتمتاز الحقنة بمفعولها البطيء دون ان تسبب هبوط السكر بالدم، وهنالك حقنة انسولين اخرى تدعى تريغلودك وهي بنفس المفعول. هنالك دواء اسمه ليكسوميا وهذا الدواء يقلل من نسبة السكر بالدم بعد الوجبات حيث يعمل بطريقة تمديد فترة تفريغ المعدة، التي تجعل المريض يشعر بالشبع لمدة طويلة دون ان يسبب هبوط بنسبة السكر بالدم، ويساعد في تخفيض الوزن. تمديد فترة تفريغ المعدة يؤدي الى امتصاص بطيء للسكر ويمنع ارتفاع السكر لساعتين بعد الوجبة".

"هذا النوع من العلاج يعد بديلا للانسولين السريع الذي يؤدي الى هبوط بمستوى السكر بالدم ويؤدي الى الشعور بالجوع وارتفاع بالوزن، فابرة اللكسوميا جاءت لتعطي الاجابة لكل النواقص، التي ذكرت".

العلاجات 

ومضى د. توفيق في حديثه عن أدوية السكري وموعد تناولها في رمضان وقال: "يجب دائما استشارة الطبيب حول الأدوية وكيفية تناولها وأيضا في شهر رمضان، يوجد مرضى يحصلون على نوعين من الانسولين، الأول سريع باسم ابيدرا، نوفورابيد أو هومالوغ، بامكانهم الاستمرار وأخذ العلاج بجرعة 8-10 وحدات في موعد قريب من الإفطار.

بالنسبة للانسولين البطيء، مثل ليفيمير، لانتوس، توجييو، بازاغلار وتريغلودك، بامكانهم الاستمرار بأخذ العلاج قبل ساعة أو ساعتين من النوم لكن عليهم تقليل كمية الانسولين بـ 10 وحدات على الأقل. وان حدث خلال اليوم رغم تقليل الكمية هبوط في مستوى السكر، يجب تقليل 6 وحدات انسولين أخرى.

أما بالنسبة للعلاج بواسطة متفورمين او جلوكومين، لمن معتاد على تناول 2-3 حبات في اليوم، بامكانه تناول حبة بعد الافطار وحبة بعد السحور. ولا أفضل بأي شكل أخذ الانسولين السريع عند السحور.

يوجد علاج مستخدم يدعى VICTOZA مرة واحدة في اليوم، ويوجد علاجان على شكل حقن مرة في الاسبوع باسم BYDUREON و TRULUCITY ، لا توجد مشكلة وبالامكان الاستمرار بأخذها.

توجد مجموعة تتلقى العلاج بأقراص دواء باسم FORXIGA وباسم JARDIANCE ، وبإمكان المرضى تناول قرص واحد كل يوم بعد الإفطار دون تغيير. المرضى الذين يتلقون العلاج بواسطة دواء XYGDUO بمعيار 5/1000 ، بدلا من مرتين في اليوم بإمكانهم تناول قرص واحد بعد الافطار، اما المرضى الذين يتناولون علاج JARDIANCE DUO 5/1000 بدلا من قرصين، بامكانهم أخذ قرص واحد في اليوم بعد الإفطار. بالنسبة للمرضى الذين يتعالجون بواسطة JANUET XR بمعيار 50/1000 لمرتين في اليوم، بامكانهم تناول القرصين بعد الإفطار. يجب متابعة مستويات السكر، كما أشرت أعلاه، خلال اليوم، ومرة أخرى أشدد على ضرورة استشارة الطبيب".

واختتم د. توفيق زعبي حديثه وقدم التهاني للأمة العربية والاسلامية بمناسبة الشهر الفضيل متمنيا ان يمر على الجميع بصحة وعافية، كما قدم مجموعة من التعليمات والنصائح الهامة وقال: "كل عام والجميع بخير.. على مريض السكري قياس مستوى السكر بالدم من مرتين الى 3 مرات خلال الصيام، الانصياع لتعليمات ونصائح الطبيب، وعدم الإكثار بأكل وشرب الحلويات. شرب المياه ما بين الافطار والسحور، عدم بذل مجهود جسماني خلال الصيام، والمشي بعد ساعتين من تناول الوجبة. في الحر يوجد خطربإصابة الصائمين بالجفاف لذلك يجب الامتناع عن بذل المجهود الجسماني والتعرض لأشعة الشمس الحارقة، ويفضل على مريض السكري ايقاف صيامه إن كان مستوى السكر بالدم منخفض. واتمنى للجميع صوما مقبولا وافطارا شهيا واتباع النصائح والتعليمات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]