مع قرب حلول عيد الفطر السعيد أصبح ليس أسواق نابلس كنهارها، والمدينة التي كانت تغلق أبواب محالها في النصف الأول من رمضان مع أذان المغرب، باتت اليوم «مدمنة» على السهر، وتفتح المحلات أبوابها حتى بعد منتصف الليل، وبعضها حتى ساعات الفجر الأولى.

وتشهد المدينة حركة اقتصادية جيدة، لكنها لم تعجب بعض التجار حتى الآن، وداخل أسواق البلدة القديمة، لا يجد كثيرون طريقا سالكا للمرور أحيانا من ازدحام المواطنين، وطبيعة الطرق الضيقة، وفي وقت تبقى فيه تلك الأسواق المكان المفضل لدى الكثيرين من أجل شراء حاجيات العيد خاصة الملابس. ويعتبر البعض أن الأسعار داخل أسواق البلدة القديمة ربما تكون أقل من تلك الموجودة خارجها، وهو ما يدفع الكثيرين إلى الزقاق بحثا عن لباس العيد لأطفالهم وربما لأنفسهم.

استعدادات المواطنين للعيد

وعند سؤال عدد من المواطنين، عن استعداداتهم للعيد، وما هي تفضيلاتهم، كانت الآراء مجمعة على الاهتمام أولا بموضوع الملابس، دون أن يخلو الأمر من شكوى ضيق الحال الاقتصادي، ظروف المعيشة الصعبة.

وقال المواطن زياد سالم الذي كان يتسوق في المدينة ليلا برفقة أفراد عائلته أنه أراد الشراء باكرا هذا العيد وقال: «في كل عيد أبقي الشراء لآخر يومين قبل العيد، لكن كان لدينا صعوبة في اختيار الملابس المناسبة، والكثير من البضائع الجيدة تنفد في آخر ايام رمضان، فقررت أن اشتري لأولادي مبكرا، فالبضائع تكون أفضل وربما الأسعار أرخص».

وأوضح سالم أنه يفضل الشراء من البلدة القديمة بسبب تنوع الخيارات في محلاتها، ورخص أسعارها مقارنة بالمحلات الأخرى، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى أكثر من 1000 شيقل في كل عيد ثمنا لملابس وأحذية أربعة من أبنائه. وقال: «الأولاد لا يتخلون عن شيء، ويطلبون ان تكون اللبسة متكاملة ويريدون حذاءً جديدا، وحتى الحزام يريدونه كذلك».

فيما قال المواطن عماد عودة «إن الأسعار مرتفعة كثيرا، ومبالغ فيها أحيانا، مشيرا إلى أنه اشترى فستانا لابنته التي لم تتجاوز العامين بتكلفة 200 شيقل، موضحا أن هناك محلات تطلب أسعارا أعلى من ذلك أيضا.

وأوضح عودة أن بعض التجار يرفعون الأسعار مع قرب حلول عيد الفطر، ويعاودون البيع بأسعار أقل مجرد انتهاء الأعياد، وبعد ذلك يقومون بحملات تصفية على بضاعتهم وتباع بأقل من نصف السعر. وقال عودة: «الله يكون بعون إلي عنده 5 أولاد أو أكثر، رح يدفعوا راتبهم كامل على الملابس». وبالإضافة للملابس يشتري الكثير من المواطنين حلويات بكميات كبيرة استعدادا للعيد بالإضافة إلى المكسرات والفواكه، وكل ذلك يجعل الحركة التجارية نشطة في المدينة.

وأوضح المواطن عودة أنه يشتري نحو 5 كيلو من حلويات «النواشف» كل عيد بتكلفة تصل إلى 300 شيقل، بالإضافة لتكلفة الفواكه والمكسرات، مشيرا إلى أن هذه الأمور مهمة لتقديم الضيافة لمن يزورهم في العيد.

وقال إنه يطلب من صاحب المحل تأمين هذه الحلويات قبل العيد بنحو خمسة أيام، ويتم اختيار «النواشف» لأنها تبقى طازجة لعدة أيام.

توقعات بازدياد الاقبال خلال العيد

ويتوقع التجار أن يزداد الاقبال على الشراء خلال الأيام المقبلة أكثر وأكثر، ويعولون على صرف رواتب الموظفين والتي تضخ سيولة نقدية كبيرة بالنسبة للتجار.

وقال نضال وهو صاحب محل لبيع الملابس إن الحركة التجارية ما زال فيها نوع من الضعف، لكنها أفضل مما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وقال: «مع نزول الرواتب ستتحسن الحركة وتكون أكثر نشاطا» وأقر بوجود شكوى لدى المواطنين من موضوع الأسعار وقال إن تكلفة البضائع عليهم عالية، مشيرا إلى أن أصحاب المحلات معنيون في البيع، وبالتالي يحددون هامشا معقولا من الربح لكن ربما تبقى الأسعار مرتفعة بالنسبة للبعض وهذا بسبب التكلفة المرتفعة».

وأوضح أن بلد المنشأ للمنتج تؤثر في سعره، موضحا أن أسعار الملابس التركية دائما أغلى من الملابس الصينية مثلا، رغم أن الأخيرة شهدت ارتفاعا أكثر من السابق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]