يعتقد كثيرون أن هواتفنا الذكية مثل "آيفون" و"سامسونغ" وغيرهما هي الهواتف الأمثل على الإطلاق، فالتقنيات الجديدة المستحدثة على الهواتف يومياً جعلتنا نعتقد أننا في قمة التطور التقني في عالم الهواتف الذكية، لكن مهلاً لحظة! أليس هذا ما كنا نتوقعه في السابق ايضاً عندما بدأت الهواتف المحمولة بالإنتشار بدءاً من هواتف إريكسون وموتورولا وهواتف نوكيا المتنوعة قبل أن تقود المنافسة الآن في هذه السوق شركتا آبل وسامسونغ!

منافسة شرسة

لا شك في أن التنافس بين الشركات في عالم الهواتف المحمولة شرس للغاية، وقد تكبدت شركات عريقة عدة خلال السنوات الماضية خسائر فادحة لعدم قدرتها على المواكبة والمنافسة أمام الشركات القوية الأخرى. وهذا ما بدا جلياً عندما تم بيع "موتورولا" لشركة "غوغل" قبل أن تشتريها شركة "لينوفو" أخيراً، في حين ان شركة "نوكيا" تسعى بكل ما أوتيت من قوة لإستعادة مكانتها في السوق اليوم خصوصاً بعدما أطلقت هواتف لوميا والتي لم تحقق نجاحاً فاضطرت حينها الى بيع أسهمها بالكامل لشركة مايكروسوفت.

من هنا لا بد من السؤال عن كيفية شكل هواتفنا المحمولة وطبيعتها في السنوات القادمة؟ وهل ستبقى على ما هي عليه ام قد نشهد ثورة نوعية في هذا العالم؟

لماذا العام 2050؟

اختارت مراكز الأبحاث والحكومات العالمية العام 2050 للتوقعات لإعتقادها أننا سنعيش في عالم مختلف تماماً بحلول منتصف القرن الحالي، فعلى سبيل المثال تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع تعداد سكان العالم من 7 مليارات نسمة إلى 9.6 مليارات نسمة، كما أن الطب سيشهد تقدماً، وسيتم تطوير لقاحات لعلاج الأمراض. ولهذا، ولكون التكنولوجيا هي المحرك الأساسي للصناعة، فإن شكل الهواتف الذكية في المستقبل سيكون مختلفاً.

ويتوقع الباحثون أن نرى هواتف ذكية لديها شاشات قابلة للطي، إلى جانب هواتف محمولة تأخذ شكل سوار يمكن ارتداؤه حول المعصم، وتتحول إلى ساعة ذكية أو خاتم في الإصبع، وتعتمد الهواتف المستقبلية بحسب الباحثين على دمج حياتنا المادية والرقمية، وربما نجد زوجاً من النظارات أو حتى عدسة لاصقة بالعين تتيح لنا إجراء المكالمات الصوتية والفيديو وتصفح الإنترنت بتقنيات ثلاثية البعد، بل وتتبع الحياة الصحية للمستخدم وإخطاره في حالة حدوث أمر ما قد يضر بصحته.

كما يتوقع الباحثون إدخال الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية، فتقوم تلك الهواتف بإدارة حياتنا اليومية. ويمكن رؤية التقدم الذي أحرزته شركات التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي حيث نجد المساعد الشخصي "كورتانا" الخاص بشركة مايكروسوفت وهناك أيضاً "غوغل ناو" لشركة غوغل وسيري التابع لآبل وعبر هذا الذكاء الاصطناعي يمكن تلبية حاجاتنا مثل طلب الطعام وشراء التذاكر وحجز الفنادق وجدولة المواعيد والبحث عن المعلومات من خلال التحكم الصوتي.

تقنية BCI


يعتقد كثر أن التحكم بالهاتف الذكي من خلال العقل مجرد حلم لا نراه إلا في الأفلام، وتحدثت بعض الأبحاث عن تقنية BCI التي تعني الترابط الدماغي الحاسوبي ومن خلالها يمكن التحكم بالهاتف الذكي بواسطة قطعة صغيرة يتم وضعها في الأذن، وتعمل على تحويل الإشارات العصبية في الدماغ إلى أوامر ومن خلالها يمكن للمستخدم الوصول للمعلومات ومختلف التطبيقات وحتى التحكم بالتلفاز والأجهزة الإلكترونية والكهربائية بمنزلك أو أي جهاز متصل بهاتفك الذكي.

المصدر: النهار

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]