عند غياب المؤسسات المسؤولة عن التوجيه والتثقيف في مجال الإسكان، رأيت من واجبي ومسئوليتي الاجتماعية كمهندس وعضو ادارة اتحاد المستثمرين والمقاولين في البلاد وخبير في شؤون الاسكان، ان اعمل على توفير المعلومات الضرورية للجيل الشاب المقبل على اتخاذ اهم قرارات حياته والتي تخص العامل الاول من اسس الحياة وهو الارض والمسكن .

سأتطرق في موضوعي الاول، (اكتب الاول لانه سيتبعه العديد من المواضيع ) الى قضية "هل اشتري أو استأجر بيتا"، اذ طالما سمعنا النصيحة العقارية التي تقول أن شراء المنزل أرخص من استئجاره، ولكن تلك المقولة ليست قاعدة عامة، وإنّما تختلف باختلاف الوضع الخاص لكل شخص مثل: رأس المال، مكان المنزل، الحالة الاجتماعية وأسلوب حياة المشتري وغيرها من العوامل التي سأتطرق اليها في هذا المقال.

نصيحتى الاولى هي ان نتجرد من العاطفة ونفكر بشكل مدروس ومحسوب فجميعنا يحلم بامتلاك منزل، لكن هناك العديد من العوامل التي تجبرنا على التريث في اتخاذ قرار مهم كهذا. كما وأن هذا القرار لا يواجه الشباب في مقتبل العمر فقط، بل يواجه أيضا ذوي أعوام من الخبرة الطويلة الذين انتقلوا إلى مدينة ما للعمل فيها، أو الأشخاص الذين باعوا منزل العائلة، ويبحثون عن منزل آخر، وغيرها من الحالات المتعددة. أحذر من اعتبار هذه المعلومات استشارة تعتمد عليها في اتخاذ قرارك، لانه كما اسلفت لكل شخص معطياته وظروفه، لذلك اود ان اطرح هنا نقاطا ومادة للتفكير قد توضح ما نحن مقبلين عليه.

ما هي المدة التي تتوقع ان تعيشها في البيت؟

بشكل عام كلما كانت مدة إقامتك بالمنزل أكبر، كان خيار الشراء مرجح على خيار الاستئجار، وخصوصاً أن عمليات البيع والشراء تخفي خلفها مصاريف ليست بقليلة، منها رسوم الشراء والضرائب التي يختلف حجمها من شخص الى شخص، اجراءات تحويل الملكية، وتكلفة قرض الاسكان، وهي تستهلك وقتاً وجهداً غير قليلين، إذا كنت تخطط للبقاء أقل من خمسة أعوام في المدينة التي تعمل بها، فالخيار الأفضل لك هو الاستئجار كما وان هذا يتعلق بمدى استقرارك المادي فالالتزام بقرض طويل الامد لشراء بيت وغياب استقرار مادي ليس بالقرار الصائب.


ما هو حجم رأس المال لديك؟

من اجل شراء شقتك الاولى يجب ان يكون بحوزتك الدفعة الاولى التي تشكل 25% من سعر البيت لكي يتسنى لك الحصول على قرض اسكان بباقي المبلغ. كما وانه كلما ارتفعت لديك الدفعة الاولى انخفضت دفعتك الشهرية التي عليها ان لا تتجاوز 35 % من مدخولاتك الصافية (بعد تنزيل قروض أو دفعات ثابتة وما شابه) بحسب شروط البنوك المقرضة. عليك فحص وضعك المادي قبل الاقدام على خطوات ليست محسوبة بالشكل الكافي. عليك الاخذ بالحسبان انه عندما تقوم بتسديد الدفعة الأولية لشراء منزل، فإنّ المال الذي ستدفعه لن يعود عليك بالأرباح كما لو أنك كنت تستثمر فيه، كمثال على ذلك، قد تجد أن الفرصة مواتية الآن لتطوير مصلحتك وأعمالك والتي تحتاج إلى تمويل، والبقاء في المنزل المستأجر، ريثما يعود رأس مالك ببعض الأرباح، عندها قد يكون من الأفضل بالنسبة لك أن تقوم باستئجار منزل، والقيام باستثماراتك من خلال المال الذي كنت ستسدد به الدفعة الأولى، ولذلك يفضل دائماً النظر للبدائل والقيام بدراسة الاحتمالات لتقرر أيّهما أفضل لك. وعليك ان تتذكر دائما المثل: " المصلحة بتجيب بيت، البيت ما بجيب مصلحة"

ما هو معدل ارتفاع العقارات في مكان شرائك للبيت؟

معدل ارتفاع أسعار العقارات بشكل عام اليوم أبطأ بكثير مما كان عليه قبل عدة سنوات لكنها ما زالت ترتفع بنسبة تتراوح من 5%-10% سنويا حسب المكان، من جهة اخرى هناك خطط حكومية تسعى الى خفض اسعار الشقق للمستحقين وانخفاض اسعار بعض انواع الشقق امر وارد ومن المفضل التفكير فيه وفحص اذا كنت من المستحقين في اطار برنامج "السعر للساكن" الموجودة في موقع الانترنت لوزارة الاسكان www.moch.org.il
بشكل عام اذا كان التقلب في أسعار العقارات يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لك، فيفضل أن تقوم باستئجار منزل على أن تقوم بالشراء. كما وهناك عامل اخر قد يؤثر على قرارك وهو اذا كنت من المستحقين للحصول على مساعدة من الحكومة المعدة للمستأجرين.

هل قمت بالمقارنة بين تكاليف شراء منزل وتكاليف استئجاره؟

قم بالاستفادة من الرياضيات للمساعدة في اتخاذ القرار، تأكد أن تأخذ بالحسبان كافة المصاريف التي تتعلق بامتلاك منزل، والتي تختلف من مدينة إلى أخرى، من هذه المصاريف التي يجب الانتباه لها الضرائب مصاريف التأمين، تكلفة القروض والمحامين والمستشارين ورسوم خدمات المنزل، ضريبة الارنونا لحجم البيت المستأجر أو الذي ستشتريه (عادة يكون البيت المستأجر أقل مساحة بسبب كونه مؤقتا) وتكلفة شركات الصيانة السنوية إن وجدت، وغيرها من المصاريف الأخرى التي قد لا تكون واضحة وعليك فحصها من البداية.

هل لديك ميزانية لصيانة وتأهيل للمنزل الذي ستشتريه؟

معظم المنازل، حتى الجديد منها يحتاج في بعض الأحيان إلى صيانة قبل أن تنتقل للسكن فيه، لا بد من أخذ كل هذه المصاريف بالحسبان، قبل اتخاذ قرارك بالشراء، لأنّ بعض الأعطال قد يتطلب منك اتّخاذ قرار بعمل صيانة مكلفة، مما قد يكبدك مصاريف ضخمة غير محسوبة.
هل ابني بيتي بنفسي او اشتري بيتا جاهزا؟ يتبع في المقال القادم


الكاتب: عضو ادارة اتحاد المقاولين في اسرائيل وخبير في شؤون الاسكان
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]