في السنوات الاخيرة ومع حلول فصل الصيف تتوالى حالات الغرق، والتي تنتهي معظمها بالموت .

مدرب السباحة والمنقذ احمد محاجنة والذي ايضا بحكم هواية الغطس لديه كثيرا ما يدخل عالم البحار تحدث لـ"بـُكرا" حول المخاطر موجهًا بعض النصائح.

غياب الوعي 

وقال:" لا توجد اي مشكلة بالتوجه الى الشواطئ والبحيرات انما تكمن المشكلة في عدم وجود الوعي والمعرفة الكافية للتعامل مع الموضوع بطريقة امنة وسليمة، على كل شخص يود السباحة في الشواطئ والبحيرات ان يكون على دراية باختلاف الامر ما بين السباحة في البرك وبين السباحة باماكن طبيعية كالبحار والبحيرات وذلك لعدة عوامل تتعدى اتقان السباحة اذكر منها:

تضاريس القاع: فعلى سبيل المثيل بحيرة طبريا تقع على منطقة بركانية مما يؤثر على مبنى القاع فيها واختلاف عمقه بشكل متغير، كذلك الامر في شاطئ البحر تغيرات العمق واردة ومنوعة، التيارات: من اهم العوامل التي يجب ان تهم كل من يود السباحة والاستجمام هي التيارات، حتى ولو علمنا الشيئ البسيط. في الشواطئ من الضروري جدا تجنب ما يسمى " التيار العكسي" والذي بدوره يعيد الامواج الى داخل البحر وعادة ما تكون هذه المنطقة هي الاكثر هدوء ولكن في الواقع هي الاكثر خطرا على عكس ما تبدو عليه".

وزاد:" في بحيرة طبريا خاصة مع ساعات الظهيرة تنشط رياحًا قوية وبمساعدة الموقع الجغرافي للبحيرة مما يؤدي لحدوث جرف عكسي لداخل البحيرة في العديد من الشواطئ.اما سبل الوقاية خاصة في الشواطئ والبحيرات فهي متعددة وسهلة بحال اتبعناها بعناية اهمها، ابدأ بالتشديد على ضرورة تعلم السباحة، وهي ليست حكر على الصغار بل من الممكن والضروري التعلم بأي جيل كان فهي بمثابة الامان لصاحبها عند الدخول لاي مكان معد للسباحة، السباحة في الاماكن المعدة وبتواجد منقذ فقط وباتباع تعليماته وارشاداته، مع كل اسف اقولها ان نسبة كبيرة من حالات الغرق تتم في الشواطئ غير المرخصة وبعدم تواجد المنقذ".

واضاف:"على كل شخص العلم انه بحال دخوله لشاطئ كهذا فهو معرض للخطر المباشر. فبالاضافة لتواجد المنقذ هناك علامات واماكن محددة للسباحة على يد خبراء لتفادي ما ذكرنا سابقا من تضاريس وتيارات عكسية والتي من شأنها ان تشكل خطر معين. ممنوع منعا باتا السباحة في الشؤاطئ الغير معلنة للسباحة، السباحة قريبا من الشاطئ وعدم الابتعاد خاصة بحال عدم اتقان السباحة".

واكمل حديثه قائلا:" عديدة هي الحالات التي تكون بدايتها ضغط اجتماعي ومراهنات لاثبات القدرة على السباحة. وعن نفسي اقول على الرغم من كوني مدرب سباحة، منقذ وقمت في الغطس عشرات المرات الا انني غير مستعد وضد هكذا رهانات ومباريات فالسلامة اولا واخيرا، عدم استخدام الفرشات المنفوخة على اشكالها لما فيها من خطر الانجراف الى الداخل وفقدان السيطرة عليها بسهولة".

محاولات الإنقاذ 

واستطرد حديثه قائلا:" نقطة حساسة ولكنها بغاية الاهمية، كثير من حالات الغرق تكون لاشخاص قرروا الدخول ومحاولة انقاذ شخص اخر. على الرغم من كونه عمل انساني لاول وهلة ولكنها مجازفة خطيرة مع قلة المعرفة والخبرة ومن الاهم لفت انتباه المنقذ بحال لم ينتبه واستدعاء الاسعاف باسرع وقت ممكن مع تقديم الاسعافات الاولية لمن هو مؤهل لذلك، محاولة الحفاظ على هدوء نفسي حتى باصعب اللحظات، فالضغط والارتكاب من اخطر العوامل التي تؤدي الى التعب السريع وشرب المياه والتي تؤدي للغرق لا قدر الله".

وانهى كلامه قائلا:" اخيرا اقول ان البحر والبحيرات من نعم الله علينا، وبداخلها عالم ساحر وجميل ولكن قبل كل شيئ اعقل وتوكل وتذكر ان لك عائلة واصدقاء بانتظارك فمرة اخرى اعقل وتوكل وخذ بالاسباب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]